ملاجئهم جاهزة.. لكن ماذا عن ملاجئنا؟

ملاجئ في إسرائيل
بعد ساعات قليلة من استهداف العدو الإسرائيلي مجموعة تابعة لـ«حزب الله» في منطقة القنيطرة السورية في الجولان المحتل، الاعتداء الذي أدّى إلى استشهاد 6 من كوادر الحزب، إجتاح مواقع التواصل الإجتماعي هاشتاغ «#جهزوا_ملاجئكم» في رسالة إلى العدو، ولكن ماذا عن ملاجئنا؟

منذ يومين وجهّ العدو الإسرائيلي ضربة قاسية إلى «حزب الله» في منطقة القنيطرة السورية، والتي سقط ضحيتها ستة من كوادر الحزب ومن بينهم جهاد نجل الحاج عماد مغنية، الذي اغتيل هو أيضاً على يد العدو الإسرائيلي في الأراضي السورية عام 2008.

هذه الضربة القاسية تلقاها جمهور الحزب بأسف وحزن، وسرعان ما تحولت مشاعرهم إلى غضب، مطالبين بالثأر لشهدائهم، وموجهين رسالة إلى العدو الإسرائيلي عبر مواقع التواصل الإجتماعي من خلال هاشتاغ «جهزوا ملاجئكم»، وفي هذا الهاشتاغ رسالة واضحة إلى حزب الله بالثأر والردّ على ضربة العدو إنتقاماً لدماء شهدائهم.

هذه الحماسة لدى جمهور المقاومة والتي أظهرت عدم مبالاته للوضع اللبناني، وتحديداً لوضعه، وهو الذي سيكون المستهدف الأول إذا شنّت إسرائيل حرباً جديدة على لبنان، خصوصاً أنّ لا ملاجئ في لبنان لحماية المدنيين، وأن الحدود السورية التي هرب إليها اللبنانيون في حرب تموز 2006، باتت مسرح حرب يهرب منها السوريون إلى لبنان.

في الحروب الكثيرة التي مرّت على لبنان من حرب أهلية إلى إجتياحات إسرائيلية وصولاً إلى حرب تموز 2006، كان النزوح الحلّ الأمثل أمام أبناء المناطق التي تدور فيها المعارك للحفاظ على حياتهم، لأن الملاجئ النادرة لم تكن مجهزة بالمواصفات المناسبة لردّ الأذى عن قاطنيها. والملاحظ أنه حتّى بعد التدمير الكلّي للضاحية الجنوبية وبعض القرى الجنوبية في حرب تموز، لم يقم الحزب ولا حتى البلديات في بناء ملاجئ لحماية المدنيين، وهذا يعود إلى الكلفة الباهظة للملجئ الواحد، والذي يجب أن يتضمن مواصفات معينة لحماية المواطنين خصوصاً مع تطور الأسلحة.

والسبب الثاني والرئيسي هو استعمال اسرائيل في حربها ضد لبنان ترسانة من الأسلحة التي جعلت الدمار عنواناً لكل قرية او منطقة استهدفتها. ومن أبرز هذه الأسلحة القنابل الذكية والعنقودية والفراغية، إضافةُ الى البارجة ساعر 5 وطائرة الاستطلاع MK، والدبابة ميركافا. قدرة إسرائيل على خرق الأجواء اللبنانية عبر مروحياتها مكنتها من إستخدام هذه الأسلحة، التي دمرّت مبان بأكملها في الضاحية مكونة من 10 طبقات بلحظات إضافةً إلى إحداثها حفراً بطول هذه الطبقات.

أما الإسرائيليون فملاجئهم جاهزة دائماً، يكفي أن تدوي صفارات الإنذار في مدنهم حتى يهرعوا إلى الملاجئ المجهزة بالمأكل والمشرب، والبنى تحتية، والمكيفات…

وما يحمي الداخل الإسرائيلي أكثر هو عدم امتلاك خصومها مروحيات تخرق أجواءها لكي تدمر كما يدمر الإسرائيلي، إضافةً إلى نظام القبة الحديدي الذي طوره العدو لإعتراض الصواريخ القصيرة المدى والقذائف المدفعية.

اسرائيل هي جاهزة دائماً لأي حرب كما حزب الله الذي يعلن دائماً إستعداده لخوض أي حرب ضد العدو الإسرائيلي، ولكن الفرق بين لبنان والعدو أن الأخير يسعى دائماً إلى حمايه مواطنيه من أي خطر، أمّا اللبناني الذي يستضيف جواره من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، لا مكان أمامه للهرب من أي حرب في ظل حدوده المشتعلة سوى البحر!

السابق
نيويورك تايمز: اطاحة الاسـد لن تسهم في كبح جماح الفوضى
التالي
الجريدة: إسـرائيل أوعزت لضباطها التبليغ عن أماكنهم في الخارج والعودة