بريتال بعد رومية: دومينو الخطة الأمنية

سجن رومية

كتبت “النهار” تقول: بعد يومين من تنفيذ الخطة الامنية الخاصة بسجن رومية، بدا الرهان متناميا لدى معظم المسؤولين على تثمير الزخم الذي وفره نجاح هذه الخطوة في دفع الوضع الامني خصوصا نحو مزيد من التحصين، علما ان الثغرة التي لا تزال تشوب هذا الرهان تتمثل في الشلل الذي يحاصر أزمة الفراغ الرئاسي والذي يثير تساؤلات عن توقيت طرح هذه الازمة في الحوارات الثنائية بين افرقاء اساسيين.
وفي هذا السياق تنعقد غدا في عين التينة جولة الحوار الثالثة بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” وسط اجواء ارتياح الى نجاح خطة رومية وكذلك الى الاحتواء السياسي والشعبي للتفجير المزدوج الذي حصل في منطقة جبل محسن مما يؤشر بحسب مرجع سياسي بارز معني بالحوار تحدث الى “النهار” عشية هذه الجولة لاكثر من رغبة او قرار لدى اللبنانيين في عدم الانزلاق الى مناخات تفجيرية. واذ حدد المرجع عنوانا لجولة الحوار الثالثة هو استكمال البحث في الملف الامني وربما اعطاء اشارة الانطلاق لخطة البقاع الشمالي، كشف ان قطار الامن انطلق ولا عودة عن القرار السياسي المتخذ على مستوى قيادتي “المستقبل” و”حزب الله” بتخفيف الاحتقان وحماية الاستقرار الداخلي، الامر الذي يشجع على التفاؤل بتنفيذ الخطة الامنية في البقاع الشمالي التي يفترض ان تتضح معالمها في الفترة المقبلة . ومع ان لا معطيات دقيقة عن موعد لانطلاق هذه الخطة فان المرجع السياسي نفسه يؤكد ان “حزب الله” وحركة “أمل” التزما رفع الغطاء السياسي عن اي اخلال ومخلين بالامن على الساحة البقاعية تحديدا وفي مختلف المناطق اللبنانية عموما. كما رفض المرجع الحديث عن ربط او مقايضة بين عملية رومية وخطة البقاع مشيرا الى ان الامرين اتفق عليهما سابقا.

وتوافرت معلومات ليل أمس لدى “النهار” عن ان جولة الحوار المقبلة سيبدأ خلالها البحث في العنوان السياسي المتعلّق بمعايير إنتخابات رئاسة الجمهورية وعملية إنتخاب رئيس جديد للدولة. وتأتي هذه الخطوة بعدما أنجزت الجولة السابقة تفاهما مشتركا على الملف الامني، اذ أكد البيان الصادر عنها “الاتفاق على دعم إستكمال تنفيذ الخطة الامنية على كل الاراضي اللبنانية” بما فيها البقاع الشمالي. كما علم أن عضو فريق “المستقبل” في الحوار النائب سمير الجسر لن يشارك في جولة غد لإضطراره الى السفر الى القاهرة.

بريتال “الطليعة”
ويبدو ان معالم “الدومينو” الامني برزت ليل أمس في تمكن شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي من توقيف شربل جورج خليل المتهم بقتل الشاب ايف نوفل قبل ايام في منطقة كفرذبيان الكسروانية وتبين انه لجأ الى بلدة بريتال البقاعية.

ووصف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق لـ”النهار” نجاح شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي في القبض على المتهم بقتل الشاب إيف نوفل المدعو شربل جورج خليل في بريتال أمس بأنه”إنجاز كبير يفتح الباب أمام تنفيذ الخطة الامنية المنتظرة في البقاع الشمالي”. وعلمت “النهار” ان مجلس الامن المركزي برئاسة الوزير المشنوق بحث في هذه الخطة الامنية التي سيشارك في تنفيذها الجيش والامن العام وقوى الامن الداخلي .وقد تحددت الساعة الصفر لإنطلاق التنفيذ ولكن لم تعرف حرصا على سلامة العملية الامنية.

وكان الوزير المشنوق زار امس عائلة الشاب نوفل في كنيسة المطيلب وقدم الى والدته العزاء ووعدها بالقبض على المتهم بقتل أبنها خلال 48 ساعة. وخلال هذا اللقاء المؤثر أكدت له والدة الضحية أنها تطلب العدالة وليس الثأر كي يمتنع هذا القاتل أو أي قاتل آخر عن إستغلال غياب الدولة لإرتكاب جريمة جديدة. وعلمت “النهار” ان عملية القبض على شربل خليل تمت من خلال عملية خاطفة نفذتها فرقة من القوة الضاربة في شعبة المعلومات من خارج المنطقة بمؤازرة من مخابرات الجيش في منطقة بعلبك. كما علمت ان خليل كان يقيم في منزل المدعو ح.م. عند أطراف بريتال، وقد رصدت “المعلومات” اتصالاً بينه وبين خليل كان الدليل الى تعقب المتهم. ووصف مصدر أمني العملية بانها نظيفة وانجاز نوعي بحيث جرت من دون اصابات ومن طريق المباغتة في غضون دقائق قليلة.

وفي ما يتعلق بخطة رومية، علمت “النهار” ان الاجتماع الامني الذي رأسه رئيس مجلس الوزراء تمام سلام الاحد الماضي في منزله في المصيطبة لمتابعة التحقيقات في التفجير الانتحاري المزدوج في جبل محسن تلاه إجتماع مصغّر برئاسة الرئيس سلام وحضور وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص ومدير شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد عماد عثمان اتخذ خلاله القرار السياسي بإخلاء المبنى ب في سجن روميه من نزلائه ونقلهم الى مبنى آخر تمهيدا لإعادة تأهيله.

وفي الاطار الامني ايضا ترددت معلومات غير مؤكدة أمس عن امكان اثارة وزراء في فريق 8 آذار موضوع الاجراءات الجديدة على البوابات الحدودية مع سوريا، علما ان حركة تقييد برزت في اليومين الاخيرين لحركة التصدير البرية عبر الشاحنات على بوابة المصنع – جديدة يابوس من دون تفسيرات واضحة اذ عزيت الى سوء احوال الطقس والجليد.

الجيش والهبة السعودية
وليس بعيدا من المناخ الامني، اكد قائد الجيش العماد جان قهوجي في لقاء أمس ورابطة الملحقين العسكريين العرب والاجانب مواصلة الجيش مكافحة الارهاب “بكل قوة وحزم وصولا الى استئصال جذوره من الوطن”، مشددا على ان الجيش “كان خلال العام المنصرم على قدر المسؤوليات الملقاة على عاتقه اذ احبط بدماء شهدائه واستبسال جنوده مخطط الارهابيين الهادف باعتراف القياديين الموقوفين منهم الى اقامة امارة ظلامية تمتد من الحدود الشرقية الى البحر”. وجزم بانه سيكون للهبة السعودية “بالغ الاثر في تعزيز قدرة الجيش على حسم الامور لمصلحة لبنان”، مؤكدا اولوية قضية العسكريين المخطوفين الذين “لن نالو جهدا لتحريرهم”.

وفي متابعة لموضوع الاسلحة القديمة الطراز التي اشارت اليها “النهار” أمس أفادت مصادر عسكرية ان الدفعة الاخيرة من الاسلحة التي وصلت الى الجيش قبل نحو اربعة اسابيع، هي عبارة عن اسلحة وسيارات نقل وغيرها قديمة الطراز، وهي تدخل في اطار الهبات التي تقدم باستمرار الى الجيش، وعادة ما تكون من طرازات قديمة. اما السلاح المتوقع من الهبة السعودية البالغة ثلاثة مليارات دولار يضاف اليها مبلغ اضافي من هبة المليار دولار الاخيرة، فلم تتسلم قيادة الجيش اي سلاح في اطارها، وسيبدأ التسليم في شباط المقبل. واصدرت قيادة الجيش بيانا امس اكدت فيه ان الجيش لم يتسلم حتى تاريخه اي سلاح او عتاد مقرر ضمن الهبة السعودية.

وكانت مصادر وزارية أبلغت “النهار” ان الجيش تسلم سلاحا من طرازات قديمة، متخوفة من توجه غربي الى عدم تزويده سلاحا متطورا ومتقدما، وان تواجه الهبة السعودية فيتوات غربية او اسرائيلية تحول دون تمكين الجيش من امتلاك اسلحة متطورة لعدم “تفوقه” عسكريا، وخوفا من ان تتحول هذه الاسلحة الى “حزب الله” كما كانت مصادر عسكرية اسرائيلية تتحدث على الدوام.

السابق
الجيش: لم نتسلم سلاحاً أو عتاداً من ضمن الهبة السعودية
التالي
جبل محسن ورومية «طبق» الحوار غداً والخلاف من السياسي إلى الحياتي