كيف سيؤثر كشف «حزب الله» عن شبكة تجسس تعمل لصالح إسرائيل؟

تحدثت تقارير واردة من لبنان ومن وسائل اعلام دولية عن قيام “حزب الله” بالكشف عن شبكة تجسس تعمل لصالح إسرائيل مؤلفة من مسؤول كبير في الحزب واربعة من معاونية وتقديمهم للقضاء. واستناداً الى المعلومات فان هؤلاء كانوا اعضاء في وحدة العمليات الخارجية للحزب المسماة الوحدة 910. وبرز اسم محمد شوربة كمتهم اساسي في القضية، وهو الذي كان مسؤولاً في السابق عن طاقم الحماية الشخصية المكلف بحماية نصر الله، كما عمل نائباً لقائد الوحدة 910.

ياتي هذا التطور في سياق سلسلة “فضائح التجسس” كشفتها اجهزة امن الحزب، وبصورة خاصة وحدة “الاستخبارات الوقائية” التي انشاها الحزب سنة 2000 بمساعدة افراد من الحرس الثوري الإيراني المتواجدين في لبنان، مهمتها الكشف عن متسللين الى صفوفها، وكشف العملاء في لبنان عامة وداخل الحزب بصورة خاصة.
ومن ابرز الامور التي قامت بها الوحدة الكشف في سنة 2011 عن مجموعة من اعضاء الحزب كانوا متورطين بالتجسس لصالح وكالة الاستخبارات الأميركية. وقد كان لهذا الحدث وقعه الكبير اذ اضطر الحزب الى الاعتراف للمرة الاولى بان صفوفه مخترقة، الامر الذي أضرّ بسمعته بوصفه حزباً غير قابل للاختراق.
ومما لاشك فيه فان الكشف الاخير عن عميل إسرائيلي كان يتبوأ مراكز عالية داخل حزب الله قد الحق مرة اخرى ضرراً بصورة الحزب كحزب محصن ومتماسك، ناهيك بالضرر الحاصل على المستوى العسكري. لكن هذا لا يوازي الضرر الذي سيلحق بالشبكة التي تعمل لصالح إسرائيل في التجسس على الحزب.
لقد استطاعت إسرائيل استغلال الموقع الذي شغله العميل شوربة من اجل احباط العديد من هجمات “حزب الله” في أذربيجان وتركيا وقبرص وتايلندا والبيرو، بالاضافة الى جمع معلومات قيمة عن الحزب.
ورغم تصوير الحزب الكشف عن شبكة تجسس داخل صفوفه تعمل لصالح إسرائيل على انه نصر عملياتي للحزب، الا ان فضح افراد هذه المجموعة من شانه تقويض الشبكة الإسرائيلية التي كانت تقوم بجمع المعلومات عن الحزب والتي ساهمت في الفترة الماضية في احباط عدد من الهجمات كان يعدها الحزب ضد اهداف إسرائيلية في الخارج.
ومما لاشك فيه ان خسارة هذا الكنز الاستخباراتي سيجعل من الصعب على إسرائيل احباط عمليات ارهابية ضدها في الخارج، وستكون بحاجة اكبر الى التعاون مع الاستخبارات الدولية في ملاحقة نشاط الحزب في الخارج خاصة انه لا يعلن عادة مسؤوليته عن العمليات التي ينفذها في دول اجنبية مما يجعل من الصعب ملاحقته دولياً .

 

السابق
4 سيناريوهات لانتقال الحكم في السعودية
التالي
مدونة هاني فحص الالكترونية