هل يحمل العام 2015 حلولا للازمات اللبنانية؟

قاسم قصير

انتهى العام 2014 في ظل تكثيف التحركات الداخلية والخارجية من اجل التوصل الى حلول للازمات المختلفة وخصوصا على صعيد الانتخابات الرئاسية وحماية الاستقرار الداخلي وتشكيل حكومة جديدة واجراء الانتخابات النيابية بعد الاتفاق على قانون انخابي جديد.

وقد انتهى العام 2014 بانطلاقة ايجابية للحوار بين حزب الله وتيار المستقبل والتحضير للحوار بين الحزب وحزب الكتائب، وسيتم عقد الجلسة الثانية للحوار بين المستقبل وحزب الله في الاسبوع الاول من كانون الثاني من العام الجديد.

كما استمرت التحضيرات من اجل عقد لقاء بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع بعد ان حصلت عدة لقاءات تمهيدية بين مسؤولين عونيين ومسؤولين في القوات اللبنانية وهناك توقعات بعقد اللقاء بين عون وجعجع في الاسابيع الاولى من العام 2015.

وبموازة ذلك تتكثف التحركات الايرانية والفرنسية والسعودية والروسية من اجل التوصل الى حلول للازمة اللبنانية،اضافة للتحرك الروسي من اجل عقد لقاء بين ممثلي الحكومة السورية وممثلي قوى المعارضة السورية مما قد يفتح الاباب امام حلول لهذه الازمة وهذا سيساعد في تهدئة الاوضاع اللبنانية.

فماهي اجواء التحركات الداخلية والخارجية بشأن الازمة اللبنانية؟ وهل سيحمل العام 2015 حلول لمختلف الملفات الاساسية وخصوصا الانتخابات الرئاسية؟

اجواء التحركات الداخلية والخارجية

في البداية ماهي المعطيات حول الحوارات الداخلية بين الاطراف اللبنانية وماهي طبيعة واهداف التحركات بشأن الازمة اللبنانية؟.

تقول مصادر مطلعة على اجواء الحوارات الداخلية ان بين المستقبل وحزب الله او على صعيد الجهود لعقد لقاء بين العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع او غيرها من التحركات:  ان هذه اللقاءات تهدف لتحقيق عدة اهداف ومنها، حماية الاستقرار الامني والداخلي وتخفيف اجواء التشنج العام وخصوصا على صعيد العلاقات السنية – الشيعية، التحضير لاجراء الانتخابات الرئاسية بعد التوافق على رئيس يحظى بموافقة جميع الاطراف الاساسيين، العمل لتشكيل حكومة جديدة ومن ثم الاتفاق على قانون انتخابات جديد واجراء انتخابات نيابية، السعي لأجراء بعض الاصلاحات في النظام السياسي بما يحقق بعض الطروحات التي تتضمن التوازن الداخلي وحماية وتعزيز الدور المسيحي.

وبموازة التحرك بشأن الازمة اللبنانية وخصوصا من قبل الفرنسيين والايرانيين والسعوديين والروس، فان التحرك الروسي المدعوم من قبل الاميركيين والامم المتحدة وبعض الدول الكبرى يتركز على اعادة الحوار بين الحكومة السورية وقوى المعارضة السورية وقد وافقت الحكومة السورية على اللقاء وهناك جهود مكثفة لتشكيل وفد سوري معارض جديد يضم مختلف اطراف المعارضة، وتسعى مصر ودول عربية اخرى لدعم هذه الجهود مما يخفف من اجواء الاحتقان في كل المنطقة وخصوصا لبنان.

ومن جهة اخرى تستمر المفاوضات الايرانية – الاميركية – الدولية حول الملف النووي وقضايا المنطقة وهناك اجواء ايجابية رغم الصعوبات الكثيرة في هذا الملف، واما على صعيد مواجهة تنظيم داعش وخصوصا في العراق فقد حصل تقدم كبير مما يشير الى ان الدول الكبرى والاقليمية تريد اعادة هذا التنظيم الى حجمه الطبيعي بعد ان انتهى دوره التخويفي في المنطقة.

كل هذه المعطيات تشير لوجود اجواء ايجابية على صعيد التحركات الداخلية والخارجية.

امكانية التوصل الى حلول

لكن هل يعني تكثيف الجهود الداخلية والخارجية ان التوصل الى حلول للازمة اللبنانية سيكون ممكنا في العام 2015؟

من الواضح وحسب العديد من المصادر ان تكثيف الجهود والحوارات يهدف لتحقيق اختراقات مهمة على صعيد الازمة اللبنانية ولا سيما لجهة حماية الاستقرار الداخلي واجراء الانتخابات الرئاسية ومن ثم حل بقية المشاكل.

وتتحدث بعض هذه المصادر عن التوصل لتفاهمات خلال الشهرين الاوليين من العام الجديد، فيما تشير مصادر اخرى الى ان الاشهر الستة الاولى من العام 2015 ستشهد انفراجات مهمة داخليا وخارجيا.

وتوضح هذه المصادر: ان القوى الاقليمية والدولية تواجه اليوم مشكلتين  اساسيتين الاولى تتمثل بخطر تنظيم داعش وتمدده في دول المنطقة وصولا لبعض الدول الاوروبية وفي افريقيا وهذا يتطلب العمل لتعاون اقليمي ودولي وحلول للمشاكل في لبنان والمنطقة، والثانية تتمثل بتراجع اسعار النفط وانعكاس ذلك على الاوضاع الاقتصادية مما يدفع بعض الدول وخصوصا روسيا وايران لدعم الحلول لازمات المنطقة وخصوصا الوضع اللبناني والسوري، كما ان نجاح المفاوضات الايرانية – الدولية حول الملف النووي وتحقيق تقدم ميداني في العراق ضد تنظيم داعش واعادة الاستقرار للعلاقات العربية – العربية، كل هذه التطورات تؤكد ان اجواء الحلول اقوى من اجواء التأزم والاستنفار، لكن ذلك لا يعني ان الحلول اصبحت جاهزة، لان هناك عقبات حقيقية داخلية واقليمية قد تعمل لعرقلة الحلول التي يتم العمل لها.

لكن ما يمكن قوله اخيرا ان نهاية العام 2014 حملت اجواء ايجابية بالعودة الى طاولات الحوار وان العام 2015 قد يحمل مؤشرات ايجابية للتوصل الى حلول لمختلف الازمات ما لم تحصل تطورات غير تقليدية كقيام العدو الصهيوني بحرب جديدة او قيام التنظيمات الاسلامية المتشددة بتخريب الاوضاع الامنية مما قد يعيد اجواء التوتر في لبنان والمنطقة كلها.

 

السابق
رحيل رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق عمر كرامي
التالي
ما مساحة المنطقة العازلة التي يريدها «داعش» داخل لبنان؟