هيئة التنسيق «على المحك» ومحفوض غاضب من بو صعب!

لا تحسد “هيئة التنسيق النقابية” على ما قد ينتظرها من إستحقاقات في العام المقبل.

في الحقيقة، بدا البيان الذي أصدرته الهيئة قبل الأعياد “متواضعاً ” إذا جرت مقارنته مع مضامين البيانات السابقة والتي كانت أكثر تحدياً للطبقة السياسية وأكثر إلتزاماً بإقرار المطالب والمساواة.
لكن الجو العام في الهيئة يشير إلى أنها “خسرت سنداً حقيقياً لها هو وزير التربية الياس بو صعب والذي أوضح في لقاءات صحافية أنه سيلجأ إلى إلغاء الإمتحانات الرسمية هذه السنة في حال دخلنا في مرحلة تجدد الإضرابات.”
ويضاف على كاهل الهيئة إنتخابات “حساسة ” لا بل “مصيرية” في رابطة التعليم الثانوي في 18 كانون الثاني المقبل.
من جهته يقول نقيب معلمي الخاص نعمة محفوض لـ”النهار” ان أي “محاولة لإسقاط حنا غريب في هذه الإنتخابات هي توجيه ضربة لهيئة التنسيق النقابية.” عما إذا كانت نيات البعض تصب في هذا الإتجاه قال:” لا أعرف.” لكنه يرى “هجوماً على نقابيين إنتقدوا الطبقة السياسية وواجهوها بحقائق عدة”.
رغم هذا الجو العام، طمأن محفوض أن ” حنا غريب سيخوض رئاسة رابطة الثانوي حتى النهاية.” ويتعرض الرجل الى كم من الشائعات واكبت التحضير لإنتخابات الثانوي. إن الشائعة الأولى أثارت خبراً عن تخليه عن منصبه النقابي ليتسلم الامانة العامة للحزب الشيوعي وهو ما نفاه غريب في تصريحات عدة. ويخشى بعض المقربين من الرابطة أن يواجه غريب سيناريو يقضي بإنتخابه رئيساُ للرابطة مع أعضاء لا يساندون خطه النقابي مما قد يضعف تحركه الذي إعتدنا عليه. كما يتطلع البعض الآخر على دور لبعض الأحزاب التي ترى في “ضبط” إيقاع غريب حاجة ماسة لقمع تحرك “هيئة التنسيق النقابية”.
ويرى متابعون لتحرك الهيئة أن البيان الذي أصدرته” لجنة الحفاظ على موقع أستاذ التعليم الثانوي الرسمي في لبنان” إثبات إلى وجود خط نقابي جديد يواجه غريب في الرابطة خصوصا أن البيان الأخيرالصادر عن هذه اللجنة تضمن برنامجاً إنتخابياً واضحاً لمرشح “ما” يطمح إلى رئاسة الرابطة.
أما الإستحقاق الثاني الذي تواجهه الهيئة فهو إنتخابات رابطة معلمي التعليم المهني والتقني في 16 و17 كانون الثاني المقبل. و تعتمد الرابطة مبدأ المداورة حيث يتوقع إنتخاب رئيس مسلم خلفاً لإيلي خليفة. تتطلع الأنظار عما إذا كان خلف خليفة سيعتمد النهج الداعم للهيئة أو سيلجأ إلى تصور خاص للهيئة.

تحرك بعد الأعياد
إنطلاقاً من هذا الجو العام، عرفت هيئة التنسيق “عصراً ذهبياً” في منتصف الـ2014 ” وذلك قبل أن يتخذ وزير التربية الياس بو صعب قراراً حاز بتغطية حكومية قضى بموجبه إلغاء الإمتحانات و إصدار إفادات مدرسية .
ويتحدث محفوض عن أداء هيئة التنسيق النقابية في نهاية الـ2014 معتبراً أنها”أعطت مثالاً يحتذى به للعمل النقابي في البلد.”ويلفت إلى أننا لم “نحتل أي مؤسسة حكومية. لم نحرق دواليب داخل هذه المؤسسات. أبقينا تحركنا تحت سقف القانون.” ويشدد على أن الهيئة “كانت تتمتع بصدقية الشعب اللبناني و ثقته بينما فقد اللبنانيون ثقتهم بالطبقة السياسية.”
عندما سألناه عما إذا كان تاريخ 27 شباط و 25 أيار 2014 حيث شهدا زحفاً بشرياً و بحراً من المتظاهرين في تحركات الهيئة سيتكرر السنة المقبلة ؟ يجيب:” تغيرت اليوم ظروف البلد. لم يكن في حينها لبنان بلا رئيس جمهورية ومحكوم بفراغ قاتل. كما لم يشهد لبنان في حينها واقعة مأسوية تمثلت في خطف 29 عسكرياً لبنانياً لدى الجهات المتطرفة.” شدد على أنه في حال عادت “الأمور إلى نصابها يمكن أن يتكرر هذا الحشد الجماهيري الذي عرفناه في الماضي.”
عن رأيه بكلام الوزير بوصعب عن إلغاء الإمتحانات في حال تجدد الإضطرابات هذه السنة قال:” إن كلامه عن إلغاء الإمتحانات كلام في غير محله.” عما إذا كانت الهيئة فقدته كسند أساسي لها ؟
يجيب :” في رأيي الخاص، لم يكن احد معنا والوزير بو صعب دعمنا بالحكي. لو كان يدعم حقوقنا لكان وضع إستقالته على الطاولة. لكنه هدد بإستقالة و جاءت في الحقيقة ضدنا. من يخوض معركة لإصدار إفادات مدرسية ومن يشكك في نزاهة معركة هيئة التنسيق النقابية هو يعمل ضدنا.”
ويضيف محفوض “أننا نعيش في خضم ثالوث مقدس هو الطبقة السياسية، الهيئات الإقتصادية والفساد. أن نقابة معلمي الخاص ستقوم بتحرك بعد الأعياد بمبادرة خاصة للمطالبة بالحقوق وهذا أمر مهم للغاية لأن إدارات المدارس سترفع موازناتها إلى الوزارة ومن المهم توضيح الأمور.”
عما إذا كان هذه المبادرة تشير إلى إنشقاق في صفوف الهيئة ؟ يجيب:” لا أبداً. إن بعض الروابط منهمكة في إنتخاباتها وهذا قد لا يسهل عليها المشاركة في التحرك.”

السابق
عن الحجاب المودرن في الضاحية..
التالي
ضبط كمية من المخدرات في فنار الزعيترية