عبد القادر: الاشتباكات في جرود عرسال ورأس بعلبك متوقعة

نزار عبد القادر

بعد ان اتخذت الاشتباكات بين الجيش السوري الحر و”داعش” في وادي ميرا بين عرسال ورأس بعلبك منحى تصاعديا تردّد على أثرها سيطرة “داعش” على المنطقة، وصف الخبير العسكري نزار عبد القادر عبر “المركزية” هذا التطور بالطبيعي جدا بالنسبة الى من يتابع مجريات الثورة السورية وما يعتريها من تناقضات ايديولوجية يضاف اليها النفوذ المحلي الذي يريد قادة المجموعات المسلحة فرضه”.

وقال “هناك صراع قوي بين المجموعات الاسلامية خصوصا “جبهة النصرة” وتنظيم الدولة الاسلامية “داعش” مع الجيش السوري الحر لانهم خرجوا نهائيا من أي تنسيق او تعامل مع المعارضة الممثلة بالائتلاف الوطني السوري، من ناحية برنامجهم الايديولوجي او اولوياتهم على مناطق النفوذ”، وأشار الى ان “هذه الاشتباكات منتظرة، الا ان اللافت مكان حصولها اي في القلمون حيث الميليشيات هناك اسلامية او من الفصائل المعتدلة بما فيها الجيش الحر، واكثرية مقاتليها وقياداتها من سكان المنطقة او المناطق القريبة منها، ولا وجود لعناصر اجنبية لتضخيم الصراع”.

ولفت “الى وجود تطوّر جديد سمح بالمواجهة العسكرية الحادّة، انطلاقا من الفروقات الايديولوجية والاولويات الميدانية وذلك فقا لتوجهات كل من “الجيش الحر” او “النصرة” او “داعش.

وعن الحديث عن سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على منطقة الصراع الاخير قال “البيئة التي تتحرك فيها المجموعات المسلحة في منطقة جبال القلمون في سوريا تمتد على عمق 60 كيلومترا بعرض يتراوح بين 14 و20 كيلومترا، كما ان التحركات الميدانية تشهد عمليات كر وفر بين المقاتلين سواء مع الجيش النظامي او مع حزب الله المتواجد هناك، وبالتالي، أي ضغط عسكري على المسلحين سيدفعهم الى داخل المنطقة الجبلية التابعة لرأس بعلبك او الى جرود عرسال هربا من ضربات النظام البرية او الجوية، لافتا الى انه “في كل المناطق الحدودية في الدول التي شهدت نوعا من الثورات ضد الانظمة والتي تشكلت فيها مقاومة شعبية كانت حدود الدول المجاورة عمقا استراتيجيا للميليشيات في عملياتها ضد قوات النظام، وما يحدث على الحدود اللبنانية السورية شبيه بما حدث خلال الثورة الجزائرية، وهو يحدث اليوم بين افغانستان وباكستان”.

وختم “نظرا الى طبيعة جرود عرسال الواسعة، سيكون من الصعب الطلب الى الجيش اللبناني طرد المسلحين نهائيا، باعتبار ان هذه مهمة صعبة وفي الوقت نفسه مستحيلة، الا ان الامر الهام يتمثل في قيام الجيش اللبناني بوظيفته على أكمل وجه، وهو يفصل بين الجماعات المسلحة وبلدة عرسال ومخيمات النازحين”.

السابق
هذه علاقة حزب الله بالوسيط في قضية الجنود المخطوفين
التالي
تحطيم مسجد واحراق ثلاثة منازل في شبعا