قزي: زيارة الجميل الجنوب ليست اختراقا بل فعل إيجابي وأمل جديد للوحدة الوطنية

وصف وزير العمل سجعان قزي زيارة رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل الجنوب بأنها “أمل جديد للوحدة الوطنية ورسالة الى من يعنيهم الأمر انه رجل الحوار واليد الممدودة، وهذه الزيارة ليست اختراقا بل هي فعل ايجابي، والرئيس الجميل يزور منطقة من مناطق لبنان يعرفها منذ عقود ولا اختراق امنيا ولا حزبيا، فالكتائب موجودة في الجنوب منذ نشأتها واول كتلة نيابية للكتائب في الستينات كان ثلثها من الجنوب”.

وأشار في حديث عبر “صوت لبنان 100,3 – 100,5” إلى أن “رئيس الكتائب بيار الجميل المؤسس كان يملك ثقة الشعب اللبناني ومبادىء حزب الكتائب تصلح لان يعتنقها اي لبناني في اي منطقة من لبنان. والرئيس الجميل وقبل اسبوع من نشأة الحرب كان يحاضر في الجنوب وبعد ساعات قليلة من انسحاب اسرائيل عام 83 توجه الى صيدا برفقة رئيس الحكومة رشيد كرامي”.

ورأى ان “زيارة الجميل الجنوب هي أمل جديد للوحدة الوطنية وفرصة لبلسمة كل جروحات الجنوبيين ورسالة الى من يعنيهم الامر ان الجميل هو رجل الحوار واليد الممدودة والوحدة الوطنية المبنية على السيادة والاستقلال”. ولفت الى ان “الكتائب تنتشر اليوم على مساحة الوطن وهناك حضور لهذا الحزب التاريخي في الجنوب”، وقال: “الزيارة لم تأت في اطار المنفعة الذاتية، بل فائدة الزيارة انها تقول لاهل الجنوب انهم ينتمون الى كل الاطياف الوطنية في لبنان، وان من يحبهم ليس فقط قيادات واحزاب الجنوب، ونحن نعتبر نفسنا في بيتنا عندما نزور الجنوب، كما ان الجميل يبعث رسالة ان صفحة الحرب والقتال والفتنة والتقسيم انتهت”.

ورأى ان “الجنوب اليوم هو ساحة امن واستقرار، وهذه علامة فارقة ان المنطقة المحاذية لاسرائيل آمنة اكثر من المنطقة المحاذية لسوريا”، داعيا الى “أخذ نموذج التحييد العسكري في الجنوب ولنطبقه على كامل لبنان”. وأكد ان “هذا الامر يدل على صوابية دعوة الرئيس الجميل الى حياد لبنان، وهذه المنطقة التي قياداتها ترفض حياد لبنان هي اكثر منطقة محيدة من خلال وجود القوات الدولية والجيش وقناعة حزب الله وآخرين ان زمن البندقية في الجنوب لم يعد ضروريا، وهذا التحييد هو سبب استقرار الجنوب وسبب عودة الحدود الدولية الى ما كانت عليه، مما يؤكد صحة خيارات الكتائب”.

وأكد ان “زيارة الجميل ليست مقدمة لحوار مع كتائبي حزب الله لانه اصلا قائم، كما انها ليست تتويجا للحوار مع حزب الله لان هذا الحوار لم ينته”، مشيرا الى ان “الجميل في بيته وهو زعيم ينتقل من بيته في بكفيا الى بيت كتائب في مرجعيون. ولو كانت هذه الزيارة تشوش على حوار حزب الله والمستقبل لما قرر الجميل الذهاب الى الجنوب، وإذا نحن ننشد الحوار مع الاخرين فمن الطبيعي ان نكون سعداء ان نهج الكتائب اصبح نهج الاخرين اكانوا حلفاء او اخصاما في السياسة”.

ولفت وزير العمل الى ان “الكتائب هي آخر فريق من الفرقاء الاساسيين في 14 اذار الذين دخلوا في حوار مع حزب الله لكن الفارق ان حوارنا علني ومبني على البحث عن مصير لبنان وليس عن تأليف لوائح انتخابية”، وقال: “فرقاء اساسيون في 14 اذار فتحوا حوارات مع حزب الله منذ سنوات لكنها لم تؤد الى نتيجة لان النتيجة كانت مرتهنة للعبة المحاور الاقليمية، لكن حوار الكتائب مع حزب الله ليس مرتبطا بأي محور فقرارنا سيد نفسه ولا نتأثر بأي دولة”.

وردا على سؤال عن امكانية عقد حوار بين رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، أجاب: “نطالب منذ سنوات بحوار بين معراب والرابية، وكم أخذ علينا بعض حلفائنا في 14 آذار اننا نبدي المصلحة المسيحية على مصلحة 14 اذار، ويا ليت هذا الحوار يحصل اليوم”. وذكر “بالمبادرة التي اطلقها الرئيس الجميل منذ 3 اشهر لجمع القيادات المسيحية من اجل توحيد الصف، ونعتبر ان توحيد الصف المسيحي هو الركيزة الاساسية لوحدة اللبنانيين”.

وتمنى قزي ان “تحصل لقاءات بين القيادات المسيحية لكي نضع استراتيجية لمستقبل وجودنا في لبنان والشرق، سائلا: “هل يمكن ان نبقى منقسمين فيما الشرق الاوسط يتفجر وتقع مذابح ويضطهد المسيحيون والعالم يتفرج عليهم ويقدم لهم الخدمات من فيزا وغيرها؟”

وتوجه الى المسيحيين في لبنان: “يجب ألا نعتبر اننا خارج خطر التهجير والاضطهاد، واذا لم نرد ان يكون مصيرنا مشابها لمصير مسيحيي العراق وسوريا يجب ان نتحد مع بعضنا لنقول مع وديع الصافي “نحنا هون وما منترك بلدنا”.

وعن دور بكركي، قال: “نريد ان تبقى بكركي أم الجميع وان تكون مواقفها ثابتة وتميز بين الخير والشر ومن يعمل مع او ضد مصلحة لبنان، من هنا نشجع البطريرك الراعي على أي مبادرة يقوم بها قد تؤدي الى وحدة القادة المسيحيين في إطار الحالة الميثاقية المسيحية الاسلامية لكن الى أي مدى تساعد الظروف بكركي؟ نريد لبكركي ان تنجح دائما”.

وعن الحركة الديبلوماسية، أعرب عن اعتقاده أن “روسيا وفرنسا تقدمتا خطوة باتجاه الرئاسة اللبنانية لكن المجلس النيابي لم يتقدم خطوة باتجاه تأمين النصاب لانتخاب رئيس والدليل الجلسة الاخيرة، الا ان هناك تمايزا بين مهمة المبعوث الخاص للرئيس الروسي الى الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف ومدير قسم شمال أفريقيا والشرق الأوسط في وزارة الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسية جان فرنسوا جيرو. ان زيارة بوغدانوف لبنان تأتي في اطار مهمة شرق اوسطية ولبنان جزء منها، في حين ان مهمة جيرو تأتي في اطار مهمة لبنانية والشرق الاوسط مكمل وداعم لها وهو اتى بعد محادثات اجرتها فرنسا مع الولايات المتحدة ولندن والفاتيكان والسعودية وايران”.

وأشار الى ان “المهمتين تتكاملان، فإذا تقدم بوغدانوف على صعيد الشرق الاوسط يمكن ان يتقدم جيرو على صعيد الازمة اللبنانية، لكن اذا كان هناك وعي لدى الكتل النيابية خصوصا تلك التي تقاطع الجلسات وتخطينا الوضع الحالي، يمكن فصل انتخاب الرئيس عن ازمات المنطقة خصوصا ان ازمات المنطقة لن تنته غدا حتى اذا انتهى وجهها العسكري”. واكد ان “على اللبنانيين اليوم عدم انتظار حل ازمات المنطقة لانتخاب رئيس وتحقيق استقلالنا وننسى كلبنانيين اننا اجرينا حروبا كافية، بل علينا ان نقتنع انه حان الوقت لاجراء معركة سلمية واحدة ونحافظ على سيادة البلد واستقلاله”.

وعن الحوار بين المستقبل وحزب الله قال: “لا يمكن الحكم عليه قبل ان يبدأ، ولا اعرف كيف ان هذا الحوار الذي أعلن عنه لم يجر بعد، ونحن نتمنى ان يحصل في أسرع وقت لانه عندما تخف حدة الصراع السني الشيعي في لبنان نرتاح كمسيحيين”.

وردا على سؤال عن الهبة السعودية قال: “الهبة عظيمة ونحن بحاجة اليها كدولة وجيش، والسلاح الفرنسي يمكن ان يفيد الجيش خصوصا انه سيعزز العتاد العسكري الجوي والبحري والبري للبنان، ونتمنى تنفيذ هذه الهبة في اسرع وقت”.

وعن وضع الحكومة قال: “هذه الحكومة تضم فرقاء ولديها وجهات نظر متناقضة، وهي تألفت للحفاظ على مكون واحد هو الدولة، بالتالي نعرف ان هناك اختلافا سياسيا واحيانا استراتيجيا حول دور لبنان وسياسته وعلاقاته الخارجية ولكن اتفقنا على ان دور الحكومة هو المحافظة على ما تبقى من سلطة تنفيذية وخلافاتنا نحلها خارج مجلس الوزراء. لا يمكن الحكم على الحكومة كأننا نحكم على حكومة عادية لان حدود نجاحها وفشلها معروف مسبقا”.

وعن ملف العسكريين المخطوفين، أوضح ان “قطر لم تنسحب من المفاوضات لانها لا تريد ان تساعد لبنان وهي كانت تدرك منذ البداية محدودية دورها، لهذا السبب اخذت وقتها قبل ان توافق على لعب دور الوساطة”، واشار الى ان “قطر جمدت وساطتها لثلاثة اسباب، اولا تعددية الاطراف اللبنانيين الذي يريدون الدخول على خط المفاوضات وحصول تشويش، وثانيا اخذت قطر وعدا من الخاطفين انهم لن يعدموا اي جندي او دركي وإذ اعدموا الجندي علي البزال، وثالثا داعش لا تريد وساطة قطر لانها تعتبر انه غير مقبول بها لانها عضو في الحلف الدولي الذي يوجه ضربات لداعش والنصرة”. واكد ان “قطر مستعدة لمساعدة لبنان في اي لحظة اذا وجدت ان لديها القدرة على النجاح”.

واعلن قزي ان “الحكومة اللبنانية تفاوض مباشرة وهي لم تتلكأ عن الافادة من اي نافذة للافراج عن المخطوفين، وهي دخلت بمفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة حرصا على اطلاق سراح المخطوفين”. ورأى ان “ليس لدى الخاطفين اي رغبة بالافراج عن المخطوفين والدليل انه كلما رأوا ان الدولة يمكن ان تقبل ببعض الشروط اما يغيروها او يضيفون شروطا اخرى او يرفضون المفاوض”.

السابق
بحث في شرعية السلطة ومرجعيات القضاء
التالي
جبران التويني الغائب الحاضر بأفكاره وآراءه