الشاعر موريس عوّاد يُرشّح رسميا لـ «نوبل الآداب»

شهدت العاصمة النرويجية اوسلو، في العاشر من كانون الأول الجاري، حفل تسليم جائزة نوبل للسلام إلى التلميذة الباكستانية ملاله يوسفزي والهندي كايلاش ساتيارثي، اللذين تقاسماها بالتساوي، كما جرى في اليوم نفسه توزيع بقية الجوائز (الآداب، الكيمياء، الفيزياء، الطب والاقتصاد) خلال حفل ضخم أقيم في العاصمة السويدية ستوكهولم.

ويأتي توزيع الجوائز سنويا في الموعد نفسه (العاشر من كانون الأول) كونه يصادف ذكرى رحيل ألفريد نوبل، الذي إخترع الديناميت وندم بعدما تبين له خطأ مقصده…

توفي  نوبل سنة 1896 في مدينة سان ريمو الإيطالية وحيداً، وقد خلف وراءه ثروة طائلة قُدرت بحوالي 30 مليون كورونا سويدية، ووصية باستثمار الجانب الأكبر من ثروته في مشروعات ربحية يتم من ريعها منح خمس جوائز سنوية لأكثر من أفاد البشرية في مجالات حددها، وهي: الكيمياء، والفيزياء، والطب، والأدب، والسلام العالمي.

وللحصول على جائزة نوبل لابد من الترشيح أولا، ولا يتم الترشيح إلا لأشخاص على قيد الحياة. وحق الترشيح يكون للأشخاص الحاصلين على الجائزة من قبل، كما يكون الحق في الترشيح في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والاقتصاد لأعضاء لجنة نوبل الخاصة بكل مجال ولأكاديمية العلوم ولأساتذة أي من هذه المجالات في جامعات اسكندنافية معينة، وكذلك بعض الأشخاص المختارين من أعضاء هيئة التدريس في بعض الجامعات الأخرى.

ترشيح عوّد

بالنسبة إلى جائزة نوبل في “الآداب” يمكن تقديم اقتراحات الترشيح من قبل أساتذة الآداب والبحث اللغوي وأعضاء الأكاديمية السويدية والهيئات المشابهة ورئيس رابطة الكُتاب الممثلة.

وقد فاز الروائي الفرنسي باتريك موديانو مؤلف رواية “الشخص المفقود” بجائزة نوبل للآداب للعام الحالي، متفوقا على أسماء كبيرة من مختلف أرجاء العالم، بينها إسم الشاعر موريس عواد، الذي يعتبر أول لبناني يتم ترشيحه رسميا لنيل هذه الجائزة، الأرقى في العالم…

وفي التفاصيل، أنه عندما أعلن الأمين العام الدائم للأكاديمية السويدية، المسؤولة عن جائزة “نوبل”، بيتر أنغلوند، أن الأكاديمية تلقّت 271 ترشيحاً لنَيل جائزة نوبل للآداب هذا العام، جرى تخفيض العدد إلى 210 ترشيحات، كان إسم موريس عوّاد بين 36 إسماً جديداً  ضمتها اللائحة ويرشّح أصحابها للمرة الأولى…

وقد رَشَّح دكاترة من بُولونيا ومالطا ولبنان عوّاد لنَيل الجائزة:

الترشيح البُولوني جاء من المستشرق البولوني أركاديوس بْلونكا، من جامعة “كراكوفيا”، الذي سبق ووضع كتاباً عن الشاعر بعنوان “موريس عوّاد” في العام 2010. وهنا مقطع مترجم من رسالته باللغة الفرنسية إلى لجنة نوبل:

“(…) خلق (أي عوّاد) لغة أدبية جديدة من خلال إنتاجه الأدبي الإستثنائي. وبالرغم من أن كتاباته محدودة الإنتشار في الغرب، فإن شِعره المكتوب باللغة اللبنانية يستحق أعلى التقدير.

في خضم موجة العنف الذي يضرب لبنان ومنطقة الشرق الأوسط، يشكل موريس عواد، بتواضعه، صوتاً للإنسانية ومرجعاً للمجتمع الماروني والمنطقة”.

الترشيح المالطي

الصفحة الأولى من رسالة الدكتور مارتن زَمّيط مدير قسم الدراسات الشرقية في جامعة مالطا
وهنا مقاطع مترجمة عن النص الإنكليزي لرسالة الترشيح التي قدّمها الدكتور مارتن زَمّيط مدير قسم الدراسات الشرقية في جامعة مالطا، إلى اللجنة:

“شكّل إختيار موريس عواد للغته في الكتابة حركة ثورية في التاريخ الحديث للغة العربية، قوبلت بكثير من الريبة والتهميش (…) فالكتابة باللغة الأصيلة، أي اللغة اللبنانية، بالنسبة إلى عوّاد هي ضرورة وجودية لا يمكن التنازل أو التغاضي عنها، حتى ولو كان التهميش وعدم الشعبية ثمناً للإلتزام بها. وهذا ما يجعل من موريس عواد كاتباً استثنائيا في العالم العربي.

أرى في إلتزام عواد الكتابة باللغة اللبنانية المحكية، بالرغم من المعارضة والتهميش اللذان لقيهما من الأوساط الأدبية العربية، دليل شجاعة إستثنائية. هذا ويشكل إنتاج موريس عواد الأدبي دليلاً على القيمة الأدبية للغة اللبنانية، ويفتح آفاقا جديدة لرجال الفكر العرب”.

الترشيح اللبناني

ومن لبنان، تولّى الدكتور في الجامعة اللبنانية ربيعة أبي فاضل، وضع رسالة الترشيح الآتي نصّها:

“إلى المحترمين، المسؤولين عن جائزة نوبل للآداب،

سلام ووئام،

وبعد،

لأنّ موريس عوّاد، شاعر لبنانيّ، كتَب، بعدَ الحرب العالميّة الثّانية، لغةَ الحياة الحارّة، الشَّاعرة، المحكيّة، وحاوَل الارْتقاء بواقع شعبه، نحو الحريِّة، والسلاَّم.

وما يزال قلبُه، منذ سبعين عاماً، وأَكثر، يَنبض، ويُبصر، ويَسمع، ويُعاني، ويَشعّ، ويغرّد، ولا يتعب، لأنّ جذوره، في تاريخ المشرق، عميقة.

وكتب الملحمة، وقصائد الغناء، والرّواية، وترجَم الكتاب المقدّس الى المحكيّة، وأنشأَ أنتَولوجيا الشِّعر العامّي، واجتهد لتكون السيّاسة، في الصّفاء، كالشّعر، وليكون الحلم بحجم الكون، وأَطلق ما زاد على الستّين مؤلّفاً، وديواناً…

وهو طليعةُ شعراء المحكيّة، غزارة، وخصباً، وتنوّعاً، وغنىً، وغرابة، وتطلعاً نحو عالمٍ واقعيّ أبهى، وأُفقٍ ميتافيزيقيّ أقرَب، وأنقى، يُعانق فيه الإلَهيُّ الإنسانيَّ !

وهو الثّائر العميق، بقوّة محبّته، بأصالة كاتبه، بثراء فقره، بطيب جبلته، أَراد أن يخدِمَ كلُّ تغيير جسّدَ الانسان، وروحَه، وحياة الإنسانيّة، ومصيرَها، وأمنَها وأمانَها، وإحترام الاخر مهما كان لونه، وتوجّهه.

ولأَنّ حبَّهُ للإنسان والإنسانيّة، تَعلّمه من تصوِّفه وعزلته في جبل لبنان، حيثُ تغنَّى بالعشبة، والصخَّرة والفراشة، والطير، والأرزة، والسّنديان، والدَّير، والجرَس، وألحان الرهبان والزّمان!

وقد ندرَ أن نرى شاعراً طوَّر اللغّة وأَحياها بهذا القدر وعشقَ الارض وأَذاب ذاتَه فيها، الى هذا القدر. وكان على روحانيّة مستنيرة، تعرفُ الحقّ، وتجلعه صديقاً للشّعر، إلى هذا القدر…

وفي زمن تَنامتِ الفراخُ وكبُرت في ظلّ شاعر الفصحى والمحكيّة سعيد عقل، رأَينا موريس عواد ينتفض بجناحين نَسرين ويُحلِّق وحيداً في فضائه الخاصّ، مُضيفاً بتجربته على تجارب ميشال طراد وآخرين، معجماً شعرياً خاصّاً به، وبحقل حياته وخياله، وسعة موضوعات وتجليّات لم يعرفها الشّعر المحكيّ، أو العامّي، على مدى تاريخه. ولم يسبق أن شهد تاريخ لبنان شاعراً أنفق ستين سنة في خدمة الشعر!

وفي مراحل إزدادت حركة التحجّر والتطرّف، وارتبطت الفصحى كما السّياسة، بشؤون الدِّين، في الشّرق الأَوسط، دأَبَ عوّاد على جعل الشعريّ سيّداً، في الحياة، وعلى وسمه بالجديد الحَيّ القادر على مواكبة المستقبل، من دون تزمّت، أَو كبرياء، أو إنغلاق… إنه شاعر الفطرة، وشاعر الحرّية، وشاعر الشّرق المفعم بالحياة قبل البلاغة…

ولأَنـَّه وريث العِباديّين السِّريان، ونُسّاك الكهوف من جبل سمعان إلى جبل لبنان، فهو وقف حياته على الشّعر وحده عندما منحه المكان والزّمان والكيان، والزُّهد والتَّرك، والودّ، وخلعَ من أجله التّرف والجاه، ولبِس عنفوان فخر الدّين ويوسف بك كرم، والقدّيسين والشّهداء، وقال للكرامة أنتِ بَيتي، وطمأنينتي، كما قال للقصيدة أنتِ هيكلُ الصّلاة والحبّ. ولأن كان شَعرَ بالغربة، في وطن لم يعرف الاستقرار وقد أرهَقه محيطُه بكلّ أنواع الفتوحات والهجرات، والتدخّلات، والضّغوطات، فهو عرف كيف يعيش الرجّاء الشعريّ، والفرحَ الآتي من داخل وعرفَ كيف يتخطّى مرارة الذّاتي الى تصوير مَعانيات بيئته، بكلّ عناصرها الطّبيعيّة، والإنسانية، وأمضى عمره نزيهاً، معلّقاً على صليب القيامة.

ولأنّ موريس عوّاد رمزٌ من رموز لبنان، وثقافته، وحضارته، ومبدعيه، ورمز من رموز الحداثة الشعريّة، بلغةٍ زهرَّت بين أَصابعه، كما الرّبيع، ونفضت عنها غبار النمطيّة والتَّحنيط، ولأنّه رمز من رموز حماة القيَم الجَمالية والإنسانية والروحيّة، في حياتنا، ولأنّه مثقّف منفتح على حضارة الغرب وثقافته، ويدرك أَهميّة حوار الثقافات، وتفاعلها، فنحن نعدّه طليعة الذين جدّدوا الشعريّة، في ثقافتنا، ونحسبه ضميراً ثقافيًا نابضاً أبَداً، في حياتنا، يمثّل فكرنا وطموحاتنا، وتقاليدنا، وأَحلامنا في أبهى حللها…

بناءً عليه، نرشّحه للحصول على جائزة نوبل للآداب، وهو مبدع مشرقيّ يستحقّ إسمه أن يُشرق تحت الشّمس، في كل مكان، من هذا العالم!”.

تعليق عوّاد على ترشيحه

من جهته، كتب موريس عوّاد بلغته “اللبنانية”، معلّقاً على ترشيحه لنَيل “نوبل للآداب”، الكلمة الآتية:

من كْفَرغِربي عَ سْتوكهولم

لِمّن الشاعر رَواد طَرَباي، وِلْ أديبـي لْ بَلجيكييّ  Luc Norin فَرْنَسو ” حَكي غير شِكل” ومَنشورات L’harmmatan نَشرو سنة 1996، حَسّيت لْ لّغا لْ لّبنانييّ لّي غامَرت فيا مغامَرة لْ عِمر أَخدِت طَريقا صَوب لْ ألف التالت…

ومن فْرنسا لَ بّولونيا لّي تَرجمِت التصويني (أغنيشكا شُول) ومِنّا، لِلْ مِستَشرِق لْ بّولوني أركاديوس بْلُونكا (بِ كتابو ” موريس عوّاد “) ومنشورات Geuthner لّي نَشرتو سنة لْ 2010، والتنين وخمسين كتاب لّي طَبعتُن أنا وفَوق لْ أرض..

ومن جامعة كَراكوڤيا، للدكتور مارتِن زَمّيط من جامعِة مالطا، للدكتور رَبيعا أبي فاضل بِلْ جامعا لْ لّبنانييّ، ولَ يلّي عم يكمّل لْ لغّا لْ لبنانيي بِلْ “أَرزْيادا”؛ والدِّراسات لْ أكاديمييّ لّي نْكتبو عَنّي، شي معي شي ضِدّي، وإشيا وإشيا مْدَردَرين عَ شْريط الزاكرا…صارو أول كِمْ فَشخا من الطَريق لْ بتروح من كْفَرغِربي عَ سْتُوكهُولم عاصمة السويد وجايزة نوبِل.

مَزبوط، الترشيح ما وصِل للجايزي، بس شَكّل إعتراف جديد ومهمّ بِلْ لغّا لبنانيّي.

مْبَلـا ومْبَلـا: صار في بْ لبنان لِغّا لبنانييّ، لغّا عم تاخُد، يوم وَرا يوم، مَطرحا بِلْ أدب ل عالمي.

مؤلفات الشاعر

عواد

 

يبقى أن لعوّاد 52 كتاب، هي:

أغنار 1963/ قنديل السفر1970/ بَوسي بَوستين تلاتي 1972/ حَكي غير شكل 1973/ آخ 1974/ رجال بوجّ الريح 1976/ الأنطولوجيا اللبنانيّي للشِعر 1983/ مبارح كنّا ولاد 1984/ التصويني 1985/ الأمير الزغير(ترجمي) 1986/ سنين مالحا 1987/ فَقش الرمّان 1988/ أماريس 1988/ ألوان مِش عَ بَعضا 1990/ حَفّ عَ الايام 1992/ أخد مَرا عَ طول 1993/ وينَك؟…تْعا 1993/ وكان عمري سبعتعش 1993/ …وكمان بعد مَرّا 1994/ هِادا هوّي الرجّال 1995/ إجت الساعا يا بَيّي 1996/ كانت مكتوبي إلو 1997/ الموريسيادا 1998/ إنجيل مَتّا 1998/ خَلّو النار والعا 1999/ رؤيا يوحنّا 1999/ زهرة النكتار 2000/ لْ إنجيل (تلات طبعات) 2001-2003-2006/ طعمة لْ خبز ولْ مَرا(جزء تاني) 2004/ أنا رايح 2005/ رسالة مار بولس لَ كنيسة روما 2009/ غنغوني 2009/ آخر وصيّي 2009/ شو قالولَك 2009/ طعمة لْ خبز ولْ مَرا (جزء أوّل) 2009/ آخر قدّاس 2010/ مَريمين 2010/ نْضاف متل لْ مماسح 2011/ يا ضيعان تعبي 2011/ وِلْ مريم تلبقلِك 2011/ جنزار وصِدي عَلْ مارونيا 2011/ وكان عمري سبعتعش(طبعا تاني)2012/ موريسيّات 2012/ فْتافيت حُبّ 2012/ بَرّا هَلَّق بَرّا 2013/ رسايل مَرْ بولس 2013/ يا ولاد الستّين دولار 2013/ حِبّني بْصير أحلا 2013/ قدّاس أوّل قرباني 2013/ وينوّي 2014/ 2 بْ صبّاط واحد 2014/ حَكّ بْ راس الريشي 2015.

 

السابق
الجيش اليمني يقتل خمسة عناصر من القاعدة تنكروا بزي نساء
التالي
السياحة في إقليم التفاح قصة في تراجع كبير