بريدي: الفيلم الإباحي يحصد أعلى Rating

بعد عَرضِه بنجاح عبر قناة «النهار» المصريّة، انطلقَ أخيراً عبر شاشة الـ MTV برنامج الألعاب والتحدّي «Minute to win it» من تقديم الإعلامي اللبناني وسام بريدي الذي خصّ «الجمهورية» بحوار شيّق هاجم فيه موجة الإعلام «الغارق في السلبيّة»، كاشفاً خلاله اعتذارهُ عَن عدم قبول بطولة مسلسل «فرصة عيد» وسبب عدم تقديمه برنامج «هيدا حكي»، وسواها من المواقف الصريحة…
المُشاهد يختار دوماً الإعلامي الأذكى…

في الحوارات الصحافيّة، يخلع وسام بريدي بزّة «دون جوان الشاشة الوسيم»، ويترك بين ثناياها ابتسامات تطلُبها الكاميرا وديبلوماسيّة يفرضها العمل الإعلامي. بابتسامته العريضة التي طبعت شخصيّته التلفزيونيّة تَخاله قادراً على مواربة أيّ سؤال، لكنّه يُناقِض التوقّعات ويختار المواجهة.

«نوّاحة وردّادي»

هكذا يؤكّد في حوار خاص لـ«الجمهورية» أنّ «المشهد الإعلامي حاليّاً أشبه بـ«نوّاحة وردّادي»، بمعنى أنّه يبني على المقاربات السلبيّة ويُكرّسها. ويوضِح: «للأسف، لم تعُد هناك نوعية برامج، بل كمّية هائلة منها، ومعظمها متشابهة أو مستنسخة.

والدور الذي يؤدّيه الإعلام اليوم إزاء المجتمع سلبيّ بمعظمه. فليسَ من المنطقيّ أن يكون لدينا 20 برنامجاً اجتماعيّاً، وليس مسموحاً أن يكون هناك أشخاص يغسلون أذهان الناس، ومنجّمون يفترشون الشاشات ولا مَن يضبط الوضع أو يُحاسب.

حتّى في أميركا، التي يحلو لنا التغنّي بديموقراطيّتها، هناك استراتيجيّات إعلاميّة وضَبط للمحتوى الإعلامي، بينما هنا لا نرى إلا ما يضرّ بصورة لبنان واللبنانيين، كأنّ البلد أصبحَ فجأة مستوعَباً كبيراً للنفايات، وهي نفايات لا نتوانى عن نشرها على الشاشات بدءاً من نشرات الأخبار ووصولاً إلى رداءة البرامج التي نعرضها.

ألم يَعُد من شيء إيجابي نُضيء عليه؟ ألا يَعي الإعلاميّ أنّ لديه دوراً إزاء مجتمعه؟ ألا يدرك أنه قادر على التأثير في الناس، وأنّه بمضمونه السلبيّ يُكرّس هذا الشعور الجماعيّ بالإحباط؟».

عيب!

بالنسبة إلى وسام «كلّ شيء اليوم محبِط ومقرِف، من الأخبار إلى البرامج. السلبيّة تعبث بكلّ شيء؟ هل هذا هو البلد؟ هل هذا كلّ ما في البلد؟ عيبٌ علينا الاستمرار في هذه المعمعة. هناك أمور أخرى تستحقّ إلقاء الضوء عليها. إذا اختلفَ جارٌ مع جاره يُحوّلون الموضوع حلقات تسرق أمسياتنا التلفزيونيّة، وإنْ وَقَع حادث عرضيّ، نرى الموضوع في مقدّمات الأخبار مع خَلفيّات وتحليلات يعقبها أحياناً اعتذار أو توضيح.

أين مسؤوليّة الإعلام إذاً؟ وهل يجب أن نستمرّ في عيش نظريّة المؤامرة؟ يتناتشون الفضيحة بهدف تحقيق نسَب مشاهدة عالية، لكنّهم يغفلون أنّ الـRating لم يَعُد يعني أرباحاً طالما أنّ النمط الفضائحيّ لا يُلائم صورة المعلِن المحترَم، فيصرف النظر عن عرض إعلاناته في إطار كهذا. نسبة المشاهدة ليست معيار الربح أو النجاح. وإذا أردتُم الـ rating الأعلى، يُمكنكم عرض فيلم إباحيّ، عندها ستحطّمون الأرقام القياسية! عيب، هل هذا هو المعيار؟»

ميت أو منتحر

وعن رأيه في برامج يوم الاثنين الاجتماعيّة والموَزّعة بين ريما كركي وطوني خليفة وجو معلوف، يجيب: «بصراحة، ومع احترامي الشديد للجميع، لا أستطيع مشاهدة التلفزيون مساء الإثنين. لدينا من الضغوط الحياتيّة ما يكفي لئلا نختارَ العيش في أجواء هذه البرامج.

للأسف، نشهد اليوم منافسة شرسة على الموضوعات نفسها. لكن بغضّ النظر عن هذه البرامج وعَن هوّية مقدّم كل منها، يمكنني القول إنّنا تعبنا في هذا البلد. جميعنا نشعر بذلك.

والزملاء يجب أن يعرفوا أنّ مادّتهم تتخطّى نسبَ المشاهدة، لتُصبح أداةً للتأثير المباشر في المجتمع ووضع الشعب النفسي. يا جماعَه، البلد مش هَلقدّ خِربان، بعدنا قادرين نوقَف ع إجرَينا ونتقدّم ونصحّح. يكفينا إحباطاً وسوداوية وتنافساً على الفضائح والصدمات.

يجب أن نُفكّر في المضمون الذي نُقدّمه للناس، وأين نفيدهم، وكيف نشجّعهم على الإيجابيّة لمواجهة الواقع مهما كان صعباً. قولي لرجُل إنّه سيموت بعدَ أسبوعين، وثابري على تكرار الموضوع، ستجدينه إمّا ميتاً أو منتحراً بعد انقضاء المدّة مهما كان يتمتّع بصحّة جيّدة. كلّ شيء يتأثّر بالطاقة والتفكير الإيجابي، وأعصى المشكلات تجد حلولها بهذه الطريقة غير الانهزاميّة».

هَيدا عادل كرم

ويستدرك: «أنا أتكلّم من وجهة نظري كمشاهد وليس كإعلامي. لا يُزايدنَّ أحدٌ عليّ. أنا أتحدّث عن المحطّات وعَن كلّ مَن يتعاطى الشأن الإعلاميّ في هذا البلد. كلّ شخص يعمل بطريقة سلبيّة يضرّ لبنان. حانَ الوقت لنتحمّل مسؤوليّاتنا. كنّا نقول سابقاً: «السياسيين خاربين البلد»، لكن اليوم للأسف بتنا نقول: «الإعلام خارِب البلد»!

ويستشهد: «عادل كرم يقدّم برنامجاً ترفيهيّاً جميلاً، ويساعد في تبديد الأجواء السلبية. يُمكننا أن نُلاحظ كم يُفرح الناس بمساحة من الترفيه والضحك هو في أمَسّ الحاجة إليها. التلفزيون لم يُخلَق للمؤمرات، وإنّما الهدف مِن وجوده مساعدة الناس على الخروج من التشاؤم والضغوط».

وعمّا إذا كان اسمه طُرح سابقاً لتقديم برنامج «هيدا حكي» بدلاً من عادل كرم، يكشف: «ليست مسألة أنّ اسمي كان مطروحاً، وإنّما أنا مَن طرح فكرة البرنامج برُمّتها. أستطيع أن أقرأ التلفزيون قبل أربع سنوات ممّا يبدأ غيري بالتفكير في أيّ أمر جديد.

لكن لا شَكّ في أنّ عادل يُقدّم أداءً ممتازاً، ولديه فريق عمل كفوء جدّاً، والأهمّ من ذلك أنّ هذا الفريق يُحبّه ويدعمه، ويَعتبر نجاح عادل من نجاح البرنامج ونجاح الجميع. والدليل أنّه يعمل مع مهنيين، أمثال ناصر فقيه وشقيقه طارق. صحيح أنّني طرحتُ البرنامج، وقدّمه عادل، لكنّ هذا أمر طبيعي ولا آخذه بمنحى سلبي. قد أقدّم برنامجاً مماثلاً من زاويتي المختلفة ونتنافس بطريقة جميلة.

فهذه النوعية من البرامج موجودة عالميّاً وتنتشر بنسخات عدّة، وما يميّزها هو هوّية المقدّم ومقاربته لموضوعاته. قد أقدّمُ الموضوع بطريقة تعجب الناس أو لا تعجبهم البتّة».

عبء على قلبي

وعمّا إذا كان هربَ من البرامج الحواريّة إلى برامج الألعاب والترفيه يجيب: «صراحةً، لم أكُن في مزاج الحواري، وكنت أجده عبئاً على قلبي نظراً إلى المشهد الإعلامي القاتم الذي نشهده اليوم».

وعن برنامجه على MTV يقول: «Minute to win it» حَقّقَ أصداء جميلة جداً في مصر. ونحن نحضّر اليوم للموسمين الثالث والرابع منه. والجميل فيه أنّه ترفيهيّ ويُعزّز روح المنافسة، وغالباً ما يضمّ قصصاً مؤثّرة، حيث كشف بعض المتسابقين أنّهم خسروا ثروةً في حياتهم، وأنّهم تقدّموا للمشاركة لربح أيّ مبلغ ولو كان صغيراً، كأنهم به يعوّضون شيئاً من الشعور بالخسارة ولَو معنوياً».

بين الغرور والوسامة

وسام الذي نوّع كثيراً في مسيرته المهنيّة، بين البرامج السياسيّة والفنّية وبرامج الألعاب، يكشف أنّه يستعدّ لتصوير الموسم الجديد من البرنامج الأوّل في العالم العربي «رقص النجوم» في آذار المقبل، ويستعدّ لتقديم برنامج رمضاني جديد ما زال قيد الدرس.

وعن تهمة الغرور التي تلاحقه يقول: «لم أسمعها إلّا ممَّن يعتبرونني منافساً لهم. في حياتي لم أكن مغروراً أو تعاملت مع الناس بفوقيّة. قد يرونني شخصاً واثقاً يؤدّي عمله، ولا يلتفت إلى الوراء، لكنّني مجرّد شخص يتصرّف عن وعي ويُدرك ما يفعل. وهناك أشخاص يصادفونني في الشارع ولا يعرفوني، ويأخذونني في الأحضان أحياناً».

وعَن تصنيف «الإعلامي الوسيم»، يقول: «لم ألزم مكاني يوماً، وقد عملتُ على تطوير نفسي سواء في اختصاصي، وهو العلوم السياسية، أو في مهنتي التي أعشقها. والدليل أنّ الناس عرفوني بأدائي وبالجَوّ المرح الذي أضيفه أحياناً، لا بشكلي. الله أنعمَ عليّ بشكلٍ مقبول، لكنّني لم أتّكِل يوماً على هذا الأمر».

إعتذرت

وعمّا إذا كان يعتبر محمد قيس منافساً له، لا سيّما أنّه يقدّم برنامجاً من النوع نفسه وعلى الشاشة نفسها، يجيب: «محمد شاب كفوء ويطوّر نفسه. لكنّني في حياتي لم أعتبر أنّ برنامجاً أو شخصاً آخر يُنافسني. حتّى البرامج التي تتنافس في التوقيت نفسه يجب ألّا تدخل في منافسة مباشرة مع بعضها البعض، لأنّ المُشاهِد سيختار دوماً الأذكى ومَن يُعالج موضوعه بطريقة أفضل».

وعندَ سؤاله عن مجال التمثيل الذي لطالما طرقَ باب وسام، يكشف أنّ «فرصة عيد» الذي يُعرَض حالياً على MTV كان يُفترَض أن يكون من بطولتي وبطولة نادين الراسي، لكن في اليومين الأخيرين اللذين سبقا التصوير، اعتذرتُ عن عدم المشاركة لظروف معيّنة.

وباب التمثيل ليس باباً مغلقاً بالنسبة إليّ، وإنّما يجب أن يأتي في سياق أكُمِّل من خلاله الصورة التي كوّنتها لنفسي. والحقيقة أنّني كنتُ سعيداً جدّاً بفكرة «فرصة عيد»، وأتوقّع أن تنال النجاح».

السابق
روسيا: عرب بشعر أشقر
التالي
بالصور: متحولين جنسياً قبل و بعد التحول