الحكومة فشلت في امتحان تحرير الأسرى.. فلتلزّمه لحزب الله 

تمام سلام
نفذت جبهة النصرة تهديدها بحق الدركي علي البزال وأعدمته رمياً بالرصاص مساء أمس، ما أدى إلى تصعيد من قبل أهالي العسكريين وسقوط قتلى في عرسال، انتقاماً. وفي مقارنة سريعة فإنّ الحكومة فشلت في تحرير أسراها في حين أنّ حزب الله نجح، وعليه فبدلا من الاستنجاد بالأتراك والقطرييين، وباللجوء إلى حلولة غبية، مثل اعتقال زوجات مسؤولين في المجموعات السورية الإرهابية المسلّحة، فلماذا لا تلزّم الدولة حزب الله هذا الملفّ، علّه ينجح حيث عجزت الدولة؟! وعلّنا نتفادى الحرب المذهبية التي أطلّت برأسها بين اللبوة والبزّالية وعرسال. 

يبدو أن حسابات الحكومة كانت خاطئة ومميتة بحق العسكريين الأسرى، فقد نفذ الخاطفون أمس تهديدهم بحقّ العسكري علي البزال، فانضم علي إلى قافلة الشهداء العسكريين الذين تركوا جرحاً وغصة في قلوب أهاليهم وأحبائهم لن يضمّده أحد.

فقد تلقّى أهل علي وأهالي المخطوفين خبر إعدامه وتهديد «جبهة النصرة» بإعدام عسكري آخر هو ابراهيم مغيط “إن لم يتم إطلاق سراح الأخوات اللاتي اعتقلن ظلماً وجوراً “، كما جاء في البيان. وذلك بعد أن كثر الكلام في الأيام الماضية عن أن اعتقال الدولة زوجات زعماء من تنظيمي داعش والنصرة قد يحمي العسكريين من تهديدات النصرة بإعدامهم، ويغيّر مجرى المفاوضات لصالح الطرف اللبناني.
أهالي بلدة البزالية اللذين قطعوا الطرق بين البزالية اللبوة إثر إعلان النصرة إعدام علي البزال، طالبوا بتنفيذ إحكام الإعدام االصادرة بحقّ الارهابيين في سجن رومية، وفي ؤتمر صحافي لعائلة البزال طالبت العائلة « السوريين الموجودين في بلدة عرسال باعتبار أنفسهم إرهابيين ولذلك لن يسمح لأيّ جهة دولية الوصول إليهم، والمسؤول عن مقتل علي هو أبو طاقية وكل من يؤازره من بلدة عرسال ونطالب بالقبض عليه».

وفي تصعيد من أهالي العسكريين المخطوفين أعلن وا عدم فتح الطرق «حتىّ حقن دماء أولادنا»، وطالبوا بعودة الوزير أبو فاعور إلى التفاوض و«التحقيق لمعرفة من سرّب خبر توقيف الزوجتين»، وحملوا الحكومة «مسؤولية هدر دماء أبنائنا بسبب أدائها في ملف التفاوض».

وقد كشفت جريدة «السفير» عن مصدر وزاري أنّ المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم طرح في اجتماع خلية الأزمة الأخير الردّ على أي عمل انتقامي من قبل «النصرة» أو «داعش» بالمبادرة سريعا الى تنفيذ أحكام إعدام صادرة عن القضاء اللبناني بحقّ إرهابيين. وقال المصدر الوزاري نفسه إنّه «رغم فداحة الخسارة، فإنّ قرار الحكومة حاسم برفض الرضوخ لمنطق الإرهابيين»، وأكد أنّه «ليس خافيا على أحد أن لا حلول سحرية أو سريعة لملفّ العسكريين»، آخذاً على القطريين أنهم يتحملون مسؤولية ما حصل بسبب عدم حماستهم لممارسة أي ضغط على الجهات الخاطفة، وعلى الأتراك أنّهم قرروا «النأي بأنفسهم».
وفي مقارنة سريعة فإنّ الحكومة فشلت في تحرير أسراها في حين أنّ حزب الله نجح، وعليه فبدلا من الاستنجاد بالأتراك والقطرييين، وباللجوء إلى حلولة غبية، مثل اعتقال زوجات مسؤولين في المجموعات السورية الإرهابية المسلّحة، فلماذا لا تلزّم الدولة حزب الله هذا الملفّ، علّه ينجح حيث عجزت الدولة؟! وعلّنا نتفادى الحرب المذهبية التي أطلّت برأسها بين اللبوة والبزّالية وعرسال.

السابق
علي فضل الله: لموقف حاسم يلجم الخاطفين عن مواصلة القتل
التالي
حرب: رئيس الجمهورية هو إطار الحل لمشاكل البلد