هل يقود قاسم سليماني إيران بعد خامنئي؟

قاسم سليماني
التضخيم الاعلامي والتصاعد المفاجىء في البروباغندا الايرانية التي تستهدف إخراج الرجل العسكري الأمني الأول فيها من الظلّ الى العلن وجعله أيقونة لـ"الثورة الاسلامية" تحاكي الهالة المقدّسة التي تحيط بمنصب "مرشد الثورة"، يقول محللون مختصون بالشأن الايراني، انها سوف تكون مقدمة لتولّي سليماني منصبا مهما وكبيرا، يتخطى بالتأكيد منصب القائد العام للحرس الثوري وأي منصب عسكري آخر.

منذ أشهر قليلة وبعد الحديث عن مرض المرشد الايراني السيد علي خامنئي، بدأت صورة الجنرال قاسم سليماني أحد قياديي الظل الأقوياء تظهر للعلن. قائد “فيلق القدس” في الحرس الثوري الايراني الذي يساعد الان القوات العراقية في مواجهة زحف المقاتلين الاسلاميين المتطرفين، هوعسكري في الظل يعمل بسرية كبيرة.

قاسم سليماني

وقد اكتسب الجنرال سليماني (57 عاما) الذي كانت نادرا ما تلتقط صور له، لقب “أقوى مسؤول أمني” في الشرق الأوسط. وساعد سليماني في الأعوام الثلاثة الأخيرة الرئيس السوري بشار الأسد على قلب المكاسب التي حققها المقاتلون المعارضون في سورية بعدما بدا ان النظام السوري على وشك الإنهيار، وذلك لأن سورية تشكل نقطة أساسية في محور طهران – بغداد – دمشق – بيروت، في مواجهة نفوذ القوى الغربية في المنطقة.

قاد لواء “ثار الله” عام 1980 في بداية الحرب مع العراق التي أوقعت ما بين مليون و1,5 مليون قتيل من الجانبين على مدى ثمانية أعوام، ثم ارسل الى الحدود الأفغانية لمكافحة تهريب المخدرات. وفي العام 1998، عين قائدا لـ “فيلق القدس”، وحدة النخبة المكلفة عمليات سرية في الخارج والتابعة لـ “الحرس الثوري” الايراني. واتهمت الولايات المتحدة سليماني في 2008 بتدريب الميليشيات الشيعية لمحاربة قوات التحالف الدولي في العراق. وقد وصفه المرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي في 2005 بأنه “شهيد حي”.

قاسم سليماني

وامس نشر موقع وكالة فارس حديثا للقائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية، اللواء محمد علي جعفري ان الحاج اعتبر فيه “ان قاسم سلماني اصبح اليوم شوكة في عيون الاعداء وهو احد المقاتلين من مرحلة الدفاع المقدس ودرّب الاخرين على الصمود في سوريا والعراق ولقد ايقن العدو بدور هذا المقاتل الكرماني المجاهد.

وأضاف جعفري قبل أيام، تحررت مدينة جلولاء في محافظة ديالى شمالي العراق. وتحدثت وسائل الإعلام المحلية مؤخرا بشكل مكثف عن اللواء سليماني معتبرة اياه بطلا في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي، اذ نشرت عدة صور له في ساحة القتال بالعراق”.

كما اعتبر رئيس منظمة تعبئة المستضعفين (بسيج) العميد محمد رضا نقدي ان قائد فيلق “القدس” اللواء قاسم سليماني هو في الخط الامامي بساحة الجهاد لتحرير القدس الشريف.

وقال العميد نقدي في كلمة له أمس الاربعاء في الحشد التعبوي الذي اقيم في طهران بحضور 10 الاف من التعبويين العاملين في الوزارات ودوائر الدولة، ان الرجال التعبويين على استعداد للانتقام من الظالمين والثأر لدماء دعاة العدالة في التاريخ.

واشار الى تحركات مثيري الشغب في فتنة العام 2009 عقب الانتخابات الرئاسية قبل السابقة واضاف، لقد استخدمتم افرادا ليطلقوا شعار “لا غزة ولا لبنان” الا ان النتيجة التي حصلت اننا نرى اليوم الشباب الايراني وهم يعلقون صور القائد العسكري قاسم سليماني على صدورهم كما ان شابا رياضيا قام باهداء ميداليته له.

واضاف، ان ما تعنيه هذه المبادرة من الشاب الرياضي هي ان اللواء سليماني يحمل خصلة تميزه عن سائر القادة العسكريين وهي انه يرابض في الخط الامامي في ساحة الجهاد لتحرير القدس الشريف.

وكانت كالة فارس نشرت ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري طلب لقاء سليماني ولو لمرة واحدة وذلك تعظيما لأهمية قائد فيلق القدس الذي دوّخهم، وتابعت: “يصفه العراقيون بالرجل الداهية والشخصية الاستراتيجية والذكي، شخصيته جذابة وجريئة، ويقال إنه شخص متمكن في الحوارات، ولم يسِيء أبداً في استخدام سلطته. إنه يسافر كثيرا، إنه في كل مكان، نعم انه في جلولاء مع المقاتلين في العراق.اذ رفع تواجده معنويات الجنود وجميع من شعر بالقلق حيال مستقبل العراق وسوريا خلال المواجهة مع التفكيريين وقد ارعبهم اسمه وقض مضاجعهم”.

هذا التضخيم الاعلامي والتصاعد المفاجىء في البروباغندا الايرانية التي تستهدف إخراج الرجل العسكري الأمني الأول فيها من الظلّ الى العلن وجعله أيقونة لـ”الثورة الاسلامية” تحاكي الهالة المقدّسة التي تحيط بمنصب “مرشد الثورة”، يقول محللون مختصون بالشأن الايراني، انها سوف تكون مقدمة لتولّي سليماني منصبا مهما وكبيرا، يتخطى بالتأكيد منصب القائد العام للحرس الثوري وأي منصب عسكري آخر ، اذ لم يسبق لجنرال في الحرس أن حظي بمثل هذا الثناء والتبجيل من رؤسائه بهذا الشكل، وهذا يرتبط بالضروره حسب رأيهم بالترتيبات التي يجريها الاقوياء في إيران من أجل خلافة المرشد السيد علي خامنئي،وربما يكون باستحداث منصب كبير أمني سياسي وعسكري يتولاه “الجنرال”، فقول احد القادة العسكريين ان صور قائد فيلق القدس باتت على الصدور، معناه ان “هالة القداسة ” أصبحت جاهزة لاضفائها على شخص اللواء قاسم سليماني.

السابق
لاريجاني: تمديد المفاوضات النووية إجراء عقلاني ومنطقي
التالي
تعاون مع «الشيطان» خلف ستار: «الموت لأمريكا!»