الاتحاد الأوروبي مدّد تجميد بعض العقوبات حتى 30 حزيران

أكد أمس المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي، الذي له الكلمة الفصل في الملف النووي، ان الغرب لم يتمكن من “تركيع” ايران في المفاوضات النووية التي جرت مع مجموعة 5+1 في العاصمة النمسوية فيينا ليل الاثنين والذي كان الموعد النهائي المتفق عليه بموجب اتفاق جنيف الموقت الذي تقرر تمديده حتى 30 حزيران 2015.

قال خامنئي في تغريدة في حسابه الرسمي بموقع “تويتر”: “إن اميركا والدول الاوروبية الاستعمارية حاولت في المجال النووي ان تبذل كل ما في وسعها لتركيع الجمهورية الاسلامية الايرانية، لكنها لم ولن تقدر على ذلك”.
وكان ذلك اول رد فعل له على قرار الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، الى جانب المانيا، وايران تمديد المفاوضات سبعة اشهر لعدم توصل الجانبين الى اتفاق.
وصرح الرئيس الايراني المعتدل حسن روحاني الاثنين بأن هذه المفاوضات ستؤدي في نهاية المطاف الى اتفاق، موضحا في الوقت نفسه ان ايران لن تتنازل في برنامجها النووي.

العقوبات الاوروبية
وأعلن الاتحاد الاوروبي انه مدد سبعة اشهر تجميد بعض عقوباته الاقتصادية على ايران مع استمرار المفاوضات في شأن برنامجها النووي خلال هذه المهلة، كما تقرر في محادثات فيينا.
وقال مجلس الاتحاد الذي يمثل الحكومات انه “مدد حتى 30 حزيران تعليق الاجراءات المقيدة التي يعتمدها الاتحاد الاوروبي”، كما جاء في بيان. وسيدخل هذا الاجراء حيز التنفيذ خلال النهار مع نشره في الجريدة الرسمية.
وكان الاتحاد الاوروبي جمد للمرة الاولى في 20 كانون الثاني سلسلة عقوبات تتعلق بقطاعات أساسية في الاقتصاد الايراني مثل المنتجات البتروكيميائية وتجارة الذهب والمعادن الثمينة والتحويلات المالية. وهذا التخفيف جاء اثر تعهد طهران تجميد قسم من نشاطاتها النووية في اشراف مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وجدد الاجراء مرة في تموز فترة تنتهي في 24 تشرين الثاني حين كان يفترض ان يختتم المفاوضون محادثاتهم في شأن البرنامج النووي الايراني.
على صعيد آخر، يفترض ان يقرر الاتحاد الاوروبي “خلال الاسبوع” من سيمثله في المفاوضات، ذلك ان ابقاء المفاوضة الحالية كاثرين أشتون في منصبها كان مقررا ان يستمر حتى 24 تشرين الثاني.
وستبحث فيديريكا موغيريني التي خلفت اشتون ممثلة عليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية “في المسألة مع وزراء الخارجية”، كما أوضحت الناطقة باسمها كاثرين راي.

فابيوس
أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فصرح بأن المفاوضات بين إيران والقوى العالمية الست كانت “إيجابية” وأحرزت قدرا من التقدم في قضايا أساسية بينها قدرة إيران على تخصيب الاورانيوم.
وقال: “في ما يتعلق بكبح (قدرة إيران على التخصيب) أعتقد أنه كان هناك تحرك ما”. واضاف أن الدول الست وضعت تصورات لحلول تقنية في شأن مفاعل اراك الذي يعمل بالماء الثقيل وتخشى القوى الغربية أن يوفر لطهران كميات كبيرة من البلوتونيوم المستخدم في صنع القنابل إذا شغّل دون تعديلات جوهرية. وأضاف انه أحرز تقدم أيضا في سبل التحقق من التزام ايران ما تتعهده فور التوصل إلى اتفاق. وخلص الى انه “ما لم يحل كل شيء لن يحل أي شيء، لكن النبرة كانت بناءة أكثر منها في المحادثات السابقة”.

البيان الختامي
وكانت ايران ومجموعة “5+1” اكدا مواصلة بذل الجهود الحثيثة للتوصل الى اتفاق نووي نهائي شامل في أسرع وقت ممكن.
وجاء في البيان الذي صدر في ختام الجولة العاشرة من المفاوضات “انه منذ عام مضى عندما اتفقنا في جنيف على خطة العمل المشترك، اجرينا مع وزراء الخارجية والمديرين السياسيين في مجموعة 5+1 مفاوضات مكثفة للتوصل الى الاتفاق الشامل”. وقال: “كنا نفضل التوصل الى الاتفاق النهائي هنا في فيينا ولكن في ضوء الافكار التي تحتاج الى مزيد من الدراسة، إننا على ثقة من أنها في حاجة الى مزيد من الوقت”. و”بناء عليه فقد اتفقنا على مواصلة جهودنا وقررنا تمديد نص اتفاق جنيف حتى 30 حزيران المقبل، ونحن نعتزم في ضوء الوتيرة المتسارعة الراهنة لإنهاء المفاوضات في غضون أربعة اشهر حدا اقصى والافادة في حال الضرورة من الوقت المتبقي لانهاء اي حالات متبقية حتى 30 حزيران”. واكد أن ايران و5+1 تعهدتا تنفيذ التزاماتهما الواردة في اتفاق جنيف وسيعقد الاجتماع المقبل الشهر المقبل لمواصلة العمل. وذكر بعقد 10 جولات من المفاوضات النووية وعدد كبير من الجلسات التشاورية خلال الاشهر الاخيرة. واشار الى انه “طرحت افكار مختلفة ولكن نظرا الى الطبيعة الفنية لهذه الجهود والقرارات التي ينبغي اتخاذها، فقد اقتضت الحاجة المزيد من العمل لدراستها وانهائها”.
وطلب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية مواصلة مراقبتها للاجراءات الطوعية بموجب خطة العمل المشترك، معلنا ان الاجتماع التالي لمواصلة العمل سيكون خلال الشهر المقب”.

انقسام ايراني
وانقسمت وسائل الاعلام الايرانية حيال تمديد المفاوضات النووية مع الدول الكبرى، اذ اعتبره المحافظون “فشلاً” والمعتدلون قراراً “واقعياً”.

السابق
هاني شاكر يُهاجم هيفا وهبي 
التالي
عودة الخط المتشدّد