عمرك دون 30.. ممنوع الدخول!

يورط حرج بيروت من يدخله (فوق الثلاثين) بالطمع بأن يبقى هادئاً. فهذا المكان اﻷخضر لا يقصده إلا من يحافظون بالمشي والهرولة وتنشق الهواء النقي (موقتاً) على صحتهم، أو من ينفذون وصفات اﻷطباء.

كأنه يتحول إلى حديقة مستشفى أو منتجع صحي. وفي أفضل الأحوال إلى ناد للمشي والهرولة. فمن يمارسون الركض فيه نادرون، أو هم قلة قليلة مقارنة باﻵخرين.
لعل هذا مفيد، ومن حق هذه الفئة أن تنعم بمساحة حرجية صحية وهادئة في المدينة.
لكن، ماذا عن حقوق اﻵخرين؟
المساحات الخضراء في المدينة من الحقوق البديهية للجميع، وبالتساوي. والقفز فوق هذا اﻷمر لا يجعل الحرج مملاً ومعقماً ومنفصلاً عن محيطه فحسب، إنما يجعله “مربعاً أمنياً”، ويجعل سوره جدار فصل.
وأخطر من ذلك، ينسينا الدور المديني للمساحات العامة، وهو اللقاء والتواصل والتعارف والتفاعل.
وبعد، إن منع من هم دون الثلاثين، إلى لا قانونيته، هو قرار مهين. فهو اتهامي لهذه الفئة الواسعة بعدم أهليتها بدخول مساحة حرجية عامة.
وهذا ظالم. كأنه ينطلق من “ثقافة” لا تثق بالمواطنين، وتصورهم على أنهم إذا ما دخلوا مساحة عامة حولوها إلى حلبة للمصارعة وساحة للقتال أو مارسوا الفحشاء.
وذلك، إلى إساءته، وصاية أخلاقية غير مبررة، لا سيما لجهة بلدية أو رسمية. وهو أيضاً تعبير عن الرغبة في السيطرة على المساحات العامة ومنع تحولها مختبرات مدينية للقاء والتفاعل.
أما تناقض هذا “الحرص على عدم توفير مساحة للاشتباك المذهبي بين المواطنين”، مع السياسة المذهبية وسلوك الطبقة السياسية فخدعة أخرى. واﻷجدى “تهذيب” السياسة والسياسيين أولا.ً

http://mobile.assafir.com/Article/383974

السابق
باسيل أهدى حكام الامارات ألف صندوق من التفاح اللبناني
التالي
السائقون اعادوا فتح طريق ضهر البيدر