السيستاني: لعلاقات «جيدة» مع السعودية

استبق رئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم زيارته إلى السعودية، أمس، بزيارة المرجع الديني السيد علي السيستاني في مدينة النجف، حيث أكد الأخير على ضرورة تكوين علاقات “جيدة” مع الرياض، بينما شهدت قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار، والتي باتت تعد من أكبر التجمعات العسكرية في البلاد، مؤتمراً لتسليح العشائر العراقية حضره رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، في أولى الخطوات الجدية في هذا السياق.

وفي هذه الأثناء، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن نيته تسليم أمن العاصمة بغداد لأجهزة وزارة الداخلية العراقية، في خطوة تحمل عدداً من الدلالات السياسية والأمنية، في ظل إعلان الجيش العراقي عن إحكام سيطرته على وسط مدينة بيجي، بينما نفذ تنظيم “داعش” انتشارا أمنيا كبيرا في ناحية العلم في مدينة تكريت في رسالة واضحة إلى عشائر المنطقة التي أعلنت عن دعهما للحكومة العراقية، وفي طليعتها عشيرة الجبور التي تلقى أفرادها عددا من التهديدات.
وجال معصوم على عدد من المراجع الدينية في مدينة النجف وفي طليعتهم السيستاني الذي أكد على “ضرورة العمل من أجل وحدة الشعب العراقي، الذي يضم مختلف الأديان والمذاهب والقوميات حيث لا يمكن أن يفكر أحد في تهميش طرف”، مباركاً زيارة معصوم إلى السعودية، مشيراً إلى أن “الضرورة تقتضي أن تكون العلاقات العراقية مع جوارها جيدة وبالذات السعودية”، في وقت شدد معصوم على أهمية دور السيستاني “في وحدة العراق وشعبه”، لافتاً إلى أن توجيهاته “حلت” الكثير من المشاكل في البلاد.
في غضون ذلك، عقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اجتماعا مسائيا مع القادة الأمنيين في مركز عمليات بغداد، وكشف عن نيته إزالة الحواجز الإسمنتية من شوارع العاصمة وإعطاء دور أكبر لوزارة الداخلية في تأمين العاصمة، وامتدح ما وصفه بعمليات أمنية ممتازة في بغداد، في إشارة إلى رغبته في تقليص الدور الأمني للجيش في المدينة.
وفي هذا السياق، أعلن المتحدث باسم الحكومة العراقية رافد الجبوري أنه “يجب أن تكون هناك خطط مدروسة بعناية لتسليم ملف الأمن لوزارة الداخلية”، مشيراً إلى أن “الحكومة تنوي تسليم وزارة الداخلية مسؤولية الأمن في كل المحافظات لا في بغداد وحدها”.
وفي أول خطوة عملية في اتجاه تسليح العشائر العراقية، وشن عملية أمنية كبيرة على المحافظات التي يسيطر عليها تنظيم “داعش”، أعلن قائمقام حديثة في محافظة الأنبار عبد الحكيم الجغيفي، عن وصول رئيس مجلس النواب سليم الجبوري إلى قاعدة عين الأسد لحضور مؤتمر يتعلق بتسليح مقاتلي العشائر في المحافظة.
وتحولت قاعدة عين الأسد الواقعة غرب مدينة الرمادي، إلى أكبر تجمع عسكري في المحافظة، حيث تحتشد فيها قوات من الجيش، والشرطة، و”الحشد الشعبي”، وقوات العشائر العراقية، بالإضافة إلى مئات “المستشارين” العسكريين الأميركيين.
وقال الجغيفي إن “الهدف من الزيارة هو حضور مؤتمر تسليح العشائر الأنبارية بالسلاح والعتاد والآليات لمساندة القوات الأمنية في عملياتها العسكرية بتحرير مدن المحافظة التي تسيطر عليها عناصر تنظيم داعش الإرهابي”، ولفت إلى أن عددا من “القيادات الأمنية وقائمقام قضاء حديثة ومجلس القضاء وشيوخ العشائر من عشيرة الجغايفة والبونمر والعبيد وعشائر الانبار الأخرى استقبلوا الجبوري من أجل بحث كيفية دعم الحكومة المركزية للعشائر في سبيل تحقيق النصر على داعش”، موضحاً أن “عشائر الأنبار أكدت لرئيس مجلس النواب أنها سوف تكون اليد الضاربة للإرهاب ولن تسمح للإرهابيين والعصابات الإجرامية بأن تتخذ من الأنبار ملاذا ومقرا لها”.
وفي هذه الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع العراقية، استعادة السيطرة على مركز قضاء بيجي في محافظة صلاح الدين، وأشارت إلى أن القوات العراقية تمكنت أيضاً من تحرير مديرية شرطة القضاء وجامع الفتاح فيه.

السابق
ارسلان: اهلنا في جبل الشيخ وسوريا والجولان لم يعتدوا
التالي
التوتر مستمرّ على مقلَبَي جبل الشيخ