التوتر مستمرّ على مقلَبَي جبل الشيخ

الأحداث التي حصلت الأسبوع الماضي في المقلب السوري من جبل الشيخ لم تنته فصولاً بعد، وعلى ما يبدو لن تنتهي قريباً، فكل الدلائل والإشارات الواردة من هناك تجزم في هذا الاتجاه، والكل على سلاحه، على رغم التدخلات والوساطات التي يقوم بها سعاة خير سوريين ولبنانيين لإطلاق المعتقلين من أبناء طائفة الموحدين الدروز الذين وقعوا في قبضة “جبهة النصرة” وبعض الجهات الأخرى، وتسليم جثث المقاتلين من أبناء بلدات عرنة وقلعة جندل والريمي وبقاسم وأشرفية صحنايا.

فعلى رغم كل الوعود التي قطعتها الجهات المعارضة المسلحة باتخاذ خطوة في هذا الاتجاه منذ مطلع الأسبوع، إلا أن شيئاً من هذا القبيل لم يحصل، ولم تتبلغ الجهات المسلحة التي تقف الى جانب الجيش السوري النظامي أي إشارة إيجابية توحي أن الفرج قريب.
وقال المرجع الروحي الدرزي على محور قطنة – عرنة – القنيطرة الشيخ أبو نبيه سليمان كبول في اتصال أجرته معه”النهار” أمس، إن الموحدين في سوريا يأملون من أخوتهم أبناء الطائفة في لبنان، “عدم تقديم النصائح اليهم، لأن ذلك يؤدي بنا أكثر الى الخراب”. وأضاف: “نرفض أن نستظل أي سقف غير سقف الدولة السورية الشرعي، وما غير ذلك فهو خارج إطار اقتناعاتنا ومواقفنا الوطنية والقومية التاريخية، وثورة سلطان باشا الأطرش لن نستبدلها بأي ثورة أخرى والسلام ختام”.
أما في الجانب اللبناني من جبل الشيخ، فأكثر الساعين لإعادة الهدوء الى محور بيت جن – عرنة هم فاعليات بلدة شبعا وفي طليعتهم النائب قاسم هاشم ومفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دله اللذان يصلان الليل بالنهار توصلاً الى خاتمة ترضي كل الأطراف على محور جبل الشيخ بمقلبيه.
أما الوضع العسكري هناك، فهو في ذروة الاستعداد لحسم بعض الأمور ميدانياً إن من جهة الجيش النظامي السوري أو من الجهة الأخرى، وهذا الأمر يتطلب استعدادات وتجهيزات أكثر، لأن هناك عقدة جغرافية تتحكم في مسار بعض الأمور العسكرية على جبهة القنيطرة – الجولان، وهي مثلث بيت جن – وكفرحور وبيت بيتا الذي يقع في نطاق سيطرة “جبهة النصرة” وحلفائها، وهناك احتمال أن يكون الجيش السوري النظامي وضعها على جدول أولوياته لقطع أي اتصال بين مقلبي جبل الشيخ، وتحديداً المسالك المؤدية الى شبعا قبل أن يدهمها الثلج أو بعد أن ينحسر.

السابق
السيستاني: لعلاقات «جيدة» مع السعودية
التالي
ميقاتي من ألمانيا: ادعو حزب الله الى الانسحاب من سوريا