للأسف، الحق مع رياض رحال

رياض رحال
ربما استطعت بحضوري ومَن كانوا معي أن ندفع عن أنفسنا التوصيف الذي جاء على لسان رياض رحال هذا، ولكن بكل أسف فإن الصورة الاجمالية التي رسختها قلة عددنا، وغياب شبه الكامل لما يمكن أن يسمى بالمجتمع المدني تجعل من مقولة رحال أكثر واقعية وأقرب للحقيقة، فيا أيها "الشعب العظيم" سمحولنا فيها، فإن شعبا ينام على سارقيه هو فعلا: شي بخ....، وبكل أسف الحق مع رياض رحال.

قال شو، اشتعلت مواقع الفيسبوك بالأمس واليوم على التعبير المبتذل الذي استعمله نائب الامة المنتخب والمدد لنفسه رياض رحال، واشتغل الرأي العام اللبناني وضمنهم “الحراك المدني” المستهدف بمقولته الزقاقيه بكل أساليب الردود والاستنكار والاستهجان (فايسبوكيا طبعا)!

حتى ان جريدة “الاخبار” فردت مقالة مطولة للزميل غسان سعود يفضح فيها تاريخ هذا النائب “المستقبلي” ومسيرته السياسية الهابطة وسيرته الانتهازية على مدى مرحلة سابقة من العمل السياسي، ويستدل كاتب المقالة بالوقائع والاحداث بان الرجل أي رحال كان من اكثر المدافعين عن النظام السوري في زمن الوصاية، بل تثبت الأرقام والتواريخ التي ادرجها ما هو اكثر من ذلك، فيكاد يتهمه الكاتب انه كان محسوبا على هذا النظام ويعتبر واحدا من “شبيحته”.

المهم، فقد تحول توصيف رياض رحال للحراك المدني، ومن خلفه للشعب اللبناني بوصفه لهذا الحراك جزءا منه الى المادة الإعلامية والى القضية الأهم والتي طغت حتى على الموضوع الأساسي وهو تمديد “قرطة” النواب لانفسهم. ولكن وللموضوعية اذا ما اردنا ان نوصّف المشهد الذي حصل يوم التمديد المشؤوم، ومن موقع شاهد العيان فهو على الشكل التالي: مجموعة من اللصوص يتقاسمون فيما بينهم ما تصل اليه أيديهم من أموال هذا الشعب ومن مقدرات هذا الوطن وثرواته، يتنعمون هم واولادهم بكل خيرات هذا البلد فيما أصحاب الحق (ما يسمى بالشعب) لا يحرك ساكنا، هذا ان لم اقل ان الشعب نفسه يصفق لهؤلاء اللصوص وحاضر لانتخابهم مرة بعد مرة.

يقرر هؤلاء اللصوص ان يمددوا لانفسهم، وان يحافظوا على مواقعهم ومكستباتهم وما وصلوا اليه، وما هم فيه، ولان مصلحتهم الشخصية مهددة الان نراهم في ذلك اليوم قد تناسوا كل مشكلاتهم “السياسية” وتعدد المحاور التي اليها ينتمون ويقفون متكاتفين متضامنين كصف مرصوص من اجل تحقيق مآربهم الذاتية، فتذوب بتلك اللحظة وبقدرة قادر 8 و14 ويتحول نائب هذا مع نائب ذاك كأنه ولي حميم.

وعلى المقلب الاخر تجمعنا على احدى المفارق التي تؤدي الى مكان مسرح الجريمة، لم نتجاوز العشرات. لحظة وصولي، كان عدد الصحفيين اكبر من اعداد المتجمعين، كانت العفوية والبساطة هي السائدة، كنا جميعا متيقنين ونعرف جيدا انه ليس بمقدورنا إيقاف أي شيء، على الأقل انا لم اكن لأتوهم للحظة ان باستطاعة الموجودين تغيير ما هو حاصل، وانما جل ما اردته من وراء مشاركتي واستنكاري هو تسجيل اعتراض حقيقي على ما عبّر عنه رياض رحال بشكل علني ويقوله عمليا كل الاخرين يوميا، وما جلسة التمديد الا احدى تجليات هذه الحقيقة.
ادعي انني استطعت بحضوري ومَن كانوا معي ان ندفع عن انفسنا التوصيف الذي جاء على لسان رياض رحال هذا، ولكن بكل اسف فان الصورة الاجمالية التي رسختها قلة عددنا، وغياب شبه الكامل لما يمكن ان يسمى بالمجتمع المدني تجعل من مقولة رحال اكثر واقعية واقرب للحقيقة، فيا أيها “الشعب العظيم” سمحولنا فيها، فان شعبا ينام على سارقيه هو فعلا : شي بخ….، وبكل اسف الحق مع رياض رحال.

السابق
خبر التمديد لم يصل الى قنصل لبنان في سيدني
التالي
بلدية صور تسلمت هبة من الريجي للمساهمة في تشجير احد شوارع المدينة