سرّ الرقم ٣١٣ في الضاحية: موضة أم تمهيد للظهور؟

313
لفت كثيرين انتشار الرقم 313 هذا العام أثناء إحياء مراسم عاشوراء.. كثيرون طبعوه على أجسادهم وآخرون طبعوه على أزيائهم أو سياراتهم. بعض المحال التجارية استعارته، خصوصا في المناطق التي تقطنها أكثريات شيعية. فما هو سرّ هذا الرقم؟ وما علاقته بالإمام "المهدي"؟

بلغ عدد أهل بدر الذين قاتلوا مع النبي محمد 313، وعدد أصحاب طالوت أيضاً 313، الذين نصروا جيش بني إسرائيل على أعداء الله بعد النبيّ موسى. هم الذين قاتلوا ضدّ جيش جالوت وهزموه بعد أن نصرهم الله بحسب سورة البقرة في القرآن الكريم. وهذا العدد وذاك لا إثبات على صحّتهما. فقط روايات شعبية لا أحد يعرف من أين نبتت.

وتقول الروايات الشعبية في عصرنا الحاضر إنّ عدد المخلّصين من أنصار الامام المهدي، الامام الثاني عشر عند الشيعة الاثني عشرية، هم ايضا 313، سيبايعون إمامهم في معركته ضد الكفر.

وعددهم قليل ومحدّد بـ313 كما يعتقد الشيعة بسبب حديث للنبي محمد يقول: “سيعود الإسلام غريبا كما بدأ غريبا”، بمعنى أنّه كما بدأ الاسلام بـ313 شخصا مع النبيّ (في معركة بدر) فإنّه سوف يعود غريبا بـ313 شخصاً.

تلعب الأساطير دورها حيث يسترجع الشيعة كل شيء لإعادة تطبيقه على عصرنا الحالي بناءً على رواية وردت عن الرسول الأكرم أو عن أئمة أهل البيت.

لكنّ الغريب أنّ ثمة فصائل سنية سورية تسمي نفسها (كتائب 313 الاسلامية) ولها صفحة على الفيسبوك (حذفت لاحقا) تنشر من خلالها ما تريد ايصاله.

والأغرب أن يصبح هذا الشعار متداولا بكثرة على ألسنة الناس وبشكل مفاجئ يتحوّل إلى موضة في ضاحية بيروت الجنوبية وإلى آخر صيحات الوشوم على أجساد الشباب والشابات.

فالإعلامية المسيحية، القومية السورية الاجتماعية، المتشيّعة حديثا، غدي فرنسيس، والمخطوف المحرّر من أعزاز عباس شعيب، إضافة إلى غيرهم، وشموا هذا الرقم. إلى جانب انتشار محال بيع ألبسة في ضاحية بيروت الجنوبية تحت هذا العنوان. وراح كثيرون يعلّقون سلاسل وأساور للزينة تحمل هذا الرقم.

ويشجع الاعلام الشيعي الديني هذه الظاهرة باعتبارها دليلا على ايمان بالتشيّع وتعلّق بالامام المهدي المنتظر الذي يربط كثيرون بين الاحداث في سورية وما يجري على يد داعش وبين ظهوره.

ولمن يتذكر فقد راجت في التسعينيات شائعات عن اقتراب ظهورالامام المهدي، وبشكل كبير بعد اندلاع الحرب في العراق، بُعَيد احتلال صدام حسين للكويت.

فهل لكل عصر موضته الدينية؟ وهل بات الخلاص يجد طريقه عبر وسائل تجارية تلفت نظر الشباب؟
برأي شابة مؤيدة لحزب الله “هناك ترويج لعصر الظهور الذي من اهم علاماته الرايات السود والحرب في بلاد الشام”.

الشيخ محمد حسين الحاج
الشيخ محمد حسين الحاج

وفي تعليق للشيخ محمد حسين الحاج، رئيس “جمعية الامام المهدي الخيرية”، قال في حديث لـ”جنوبية” إنّ “هناك روايات عن النبي تتناول عصر الظهور لكن ما يحدث أنّه في كل زمان يتم ربط الاحداث بالظهور. ففي الحكم العباسي كانت هناك الرايات السوداء، وخلال الحرب العراقية على الكويت قيل أيضا: العجب كل العجب بين شعبان ورجب، حين احترقت آبار النفط بشكل عجيب”.

ويضيف الشيخ محمد حسين الحاج: “نحن نعيش ازمة لأننا نُسقِط الكثير من العلامات في عالمنا الحالي على بعض العلامات المتشابهة. ولا يمكننا ان نعتبرها علامات ظهور لأنّها موجودة على مرّ كلّ العصور، فخلال الحرب العالمية الثانية ترقّب الشيعة الظهور وايضا خلال الحرب العالمية الأولى”.

ويختم الشيخ محمد حسين الحاج قوله: “لا يمكن لاحد ان يدّعي أنّ الامام المهدي يحتاج اليه لكي يمهد لخروجه”.

في المقابل، وفي تعليق طريف لعالم شيعي حول الترويج لفكرة 313 وعلامات الظهور يلفت هذا العالم الى أنّه “قد يمكن أن يكون حزب الله احد علامات الظهور، إذ سيقول الكثيرون من أتباع الحزب: لا حاجة لنا بك، فعُد من حيث أتيت”.

من هنا تروي الاحاديث ان الامام قد يخرج خائفا متوجسا على الدين كخروج موسى، خصوصاً في ظل وجود فئة شيعية ترفض الدعوة الى الامر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنّها بذلك تؤخر ظهر المهدي برأيها. وهي منتشرة بكثرة في العراق، على العكس ممّا تروّج له الجمهورية الاسلامية في ايران من أنّ التعجيل بظهوره هو بالعمل على محاربة اعدائه والذين قد يكون منهم تنظيم داعش وجبهة النصرة والانظمة العربية والاستكبار العالمي وغيرهم ممن لا يوالي الشيعة في العالم او ممن يحاربهم.

السابق
فرعون: خلاف اقليمي يمنع انتخاب رئيس للجمهورية
التالي
كيري يدعو ايران الى القيام بخيارات حاسمة في الاسابيع المقبلة