خالد حبلص «أسير آخر»: من هو؟

يمر في الأيام الأخيرة ومع احتدام المعارك بين الجماعات الإرهابية والجيش في الشمال اسم الشيخ «خالد حبلص» الذي أطلق «ثورة رفع المظالم واسترداد الحقوق»، داعيا إلى «قطع الأوصال في المناطق الشمالية حتى فك الحصار»، ومتوجها إلى السياسيين بعدم إعطاء الغطاء لقتل الشباب «وإلا سيلتهب لبنان كله». فمن هو هذا الشيخ؟ كيف كانت نشأته؟ وكيف تطورت مواقفه؟

في ديسمبر 2012 زار الشيخ أحمد الأسير منطقة عكار، في تلك الزيارة التي قاطعها رؤساء بلديات المنطقة وبعض فعالياتها، تعرف الشيخ خالد حبلص إلى الأسير واستقبله في منزله.

لم يكن الرجلان قد التقيا سابقا، إلا أن حبلص أعرب خلال اللقاء عن إعجابه بالضيف الوافد من صيدا وبمشروعه، داعيا إياه إلى إلقاء محاضرة دينية في مسجد هارون الذي يخطب فيه في بحنين (المنية)، فرحب الأسير، وعاد لاحقا وألقى محاضرات سياسية ودينية. وساهمت هذه اللقاءات في نشوء علاقة مميزة بين الرجلين، وحيث وجد حبلص في الأسير مثالا يحتذى، وكاد يشبهه بـ «شيخ المجاهدين» عبدلله عزام الذي يعتبره حبلص قدوته في عالم الدعوة والجهاد.

قبل ذلك، لم يكن لحبلص (الشيخ الأربعيني) شأن يذكر، نشأ في مرحلته الأولى في صفوف الجماعة الإسلامية قبل أن يتأثر بالمنهج السلفي، وتشير مصادر إسلامية إلى أن حبلص عرف منذ بداية ظهوره للناس بمواقفه المتصلبة وبتسلطه في كل الأمور، وهذا ما لم يجعله على توافق مع «هيئة علماء المنية» المعروفة باعتدالها.

وبدأ حبلص يبرز الى العلن في أواخر معارك جبل محسن والتبانة، حيث كان يأتي على رأس مجموعة مسلحة من «بحنين» ويشارك في المعارك ضد الجبل، وحاول مرارا التحرك عسكريا خلال معركة عبرا إلا أن الجيش منعه وحاصره وشل قدرته على الحركة. وبعد فرار الأسير خفت حس حبلص الى حين لكنه عاد بعدها بنبرة حادة وحاكى في خطب الجمعة أسلوب الأسير حتى بات عارفوه يجمعون على أنه «خليفة الأسير في طرابلس والشمال».

بعد انكفاء إمام مسجد التقوى الشيخ سالم الرافعي إثر إصابته في عرسال في الخامس من أغسطس، انتقل حبلص إلى طرابلس لأداء صلاة الجمعة في مسجد التقوى، ووصف مشايخ هيئة العلماء المسلمين خطبه بالنارية. وكان في كل مرة يدعو إلى «ثورة سنية شعبية» يعود ليعلن عن إرجائها بعد وساطات دينية وسياسية.

وتشير بعض المصادر الى أن المؤسسات الأمنية كانت على علم بحركته وخطورته، لكنها كانت تتريث في التدخل حتى لا تأخذ الأمور منحى طائفيا، ويقال إن الجيش يستهدف أحد مشايخ السنة في المنطقة.

وظهر يوم الجمعة الماضي، الذي شهد بدء الاشتباكات في أسواق طرابلس، أصدر حبلص بيانا كرر فيه دعوته العسكريين الى الانشقاق عن الجيش والى الثورة السنية، ولم يكتف بذلك بل كمن ومجموعة من المسلحين لعناصر الجيش على أوتوستراد المنية ـ عكار، ودارت اشتباكات عنيفة بينه وبين الجيش بالقرب من مسجد هارون، حيث تمكن الجيش من السيطرة عليه.

وذكرت مصادر أمنية أن حبلص تمكن من الفرار إلى بساتين بحنين مع عدد من أفراد مجموعته، كاشفة أن القرار اتخذ باعتقاله أو قتله إذا استلزم الأمر (معلومات أخرى تحدثت عن مصير مشابه للأسير يتمثل في ترك مهرب له للتواري)، علما أن أهالي بحنين والسكان المجاورين لمسجد هارون فوجئوا بمدى جهوزية حبلص لمواجهة الجيش وبكمية الذخيرة التي لديه. وقال البعض إن هذه المجموعة تستخدم في قتالها ضد الجيش أنفاقا في منطقة ضهور بحنين.

السابق
18 عاملا عالقون في منجم للفحم غمرته المياه في جنوب تركيا
التالي
عضلات عسكرية في عاشوراء…«حركة أمل»: أبلغوا القوى الامنية عنهم