أنا لستُ رقمًا في هذا العالم

أنا لا أحتاج وقتا لأبكي، بل أحتاج كل هذا العمر، أحتاج كتفا عريضة أو ضيقة .. لا يهم، ، المهم أن أسند عليها رأسي، وشارعا طويلًا طويلا جدًا كقصتنا، ولا ينتهي وحتى إن انتهى، لا ينتهي بخيبة!

أريد عالما أوسع، أوسع بكثير من الصحاري والجفاف الروحي الذي نعيشه، لأوزع فيه كل المآسي كقطع ثياب كرميها من فوق جسر، أريد عالما من ورق حالما أغضب منه أكوره وأرميه وأبدأ في عالمٍ آخر، ..لا أعلم كيف وُجدت هنا بالذات، أنا لست من هنا، ربما حياتي في العالم الموازي ستكون أفضل، بل هي أفضل بالتأكيد، ..لا طاقة لي باقية لأواجه كل هذا ..أحمل شعارا واحدً، فأصمد به “أنا لستُ رقمًا في هذا العالم، أنا لستُ شخصا يزيد به عدد سكان العالم واحدا في خانة الآحاد، أنا إنسان أشعر وأبكي وأصرخ وأرقص وأنام وأصلي ولي الحق في الحياة كما هي حق لكل سكان هذه المعمورة”.
ولكن هذه الكرة الأرضية مثقوبة الأذن هي الأخرى، كل صوتي يخرج من أذنها الوحيدة ولا أدري أين يذهب، لي حق فيها ولن أبحث مجددًا عن عالم آخر يناسبني أكثر، لن أبحث عن شخصٍ أفرغ فيه عبثيتي وجنوني كأنه جدار أبيض من إسفنج لمستشفى أمراض عقلية، لا يشعر بشيء، أنا أحتاج أن أضع هوائي في كيس كأكياس الشيبس ثم أفرقعه، ثم أضحك لوحدي طويلًا من ثم أختم آخر شهقة بعويل طويل، بندب في القلب وبحفرة في الذاكرة.

السابق
فابيوس يحضر «مجموعة الدعم للبنان»
التالي
العثور على قنبلة يدوية في عندقت