إفادة الحريري: حمدان متهم بقتل والدي!

خصصت غرفة الدرجة الأولى لدى المحكمة الخاصة للبنان جلستها أمس للاستماع إلى سائق سيارة الإسعاف المرافقة لموكب الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005. وبرز في الجلسة تأكيد الشاهد أن الراديو كان يعمل بصورة طبيعية أثناء سير الموكب، ما يطرح بقوة مسألة تعطل بعض أو كل أجهزة التشويش، فيما اقتبس المحامي غيناييل ميترو فقرة من شهادة الرئيس سعد الحريري أمام نائب رئيس لجنة التحقيق الدولية وفيها اتهم العميد مصطفى حمدان (قائد الحرس الجمهوري في عهد الرئيس اميل لحود) بقتل والده.

بداية أوضح الشاهد، الذي تمتع بتدابير حماية أمنية قضت بإخفاء صورته وتمويهها، أنه بدأ العمل لدى آل الحريري قبل ثلاث سنوات من الجريمة. وعرضت أمام الشاهد خريطة رسمت يدوياً لخط سير الموكب لحظة انطلاقه من ساحة النجمة، فأكدها الشاهد، مشيراً إلى ان الطريق التي سلكت بعد «الساعة» أمام البرلمان هي: شارع فوش نزولاً باتجاه البحر، ثم انعطفنا يساراً باتجاه السان جورج.
وعن مسألة جهاز الراديو، أكد الشاهد ان الجهاز كان يعمل بصورة طبيعية وكان يستمع إلى إذاعة «القرآن الكريم» وكان الصوت صافياً جداً وانه جرى «انقطاع بسيط في البث لمرة أو اثنتين».
وأشار السائق انه كان يبتعد عن الموكب مسافة تتراوح بين عشرة إلى خمسة عشر متراً لا أكثر، وأوضح انه في الحالات الطبيعية تقضي التعليمات بأن تكون الإسعاف على مسافة بعيدة عن الموكب «للتمكن من القيام بواجبنا الإسعافي، أما في ذاك اليوم فإنني كنت أحاول أن أمنع السيارات من اختراق الموكب».
وإذ أكد انه لم ير شاحنة «ميتسوبيتشي كانتر».. «لأنني كنت مشغولاً بإيقاف سيارة أتت من المفرق المؤدي إلى اوتيل فينيسيا»، قال: ما لفتني في ذاك النهار ان الموكب توقف لمدة خمس دقائق في شارع فوش دون أن أعرف سبب ذلك.
واستجوبت ممثلة المتضررين المحامية ندى عبد الساتر أبو سمرا الشاهد حيال الآثار النفسية والجسدية التي يعاني منها، ورد عليها بالقول انه «يتناول أدوية الأعصاب حتى الآن».
وفي الاستجواب المضاد الذي أجراه المحامي آيان إدواردز، قدّر الشاهد المسافة الفاصلة بين سيارته وآخر سيارات الموكب بنحو 10 إلى 15 مترا حداً أقصى، ونحو 15 إلى 20 مترا عن السيارة الرقم 4 والتي كان يقودها محمد درويش.
من جهته، حاول المحامي ميترو خلال استجوابه المضاد استطلاع رأي الشاهد ببعض المعلومات التي تضمنتها إفادات عدد من الشهود أمام قاضي التحقيق اللبناني الياس عيد، فسأله عن القول بأن «منطقة فينيسيا تقع تحت مسؤولية الحرس الجمهوري الأمنية منذ مؤتمري القمة العربية والقمة الفرنكفونية في العام 2002»، فرد بالإيجاب.
وعرض المحامي ميترو بعض الفقرات من شهادة (الرئيس) سعد الحريري أمام نائب رئيس لجنة التحقيق الدولية بتاريخ 29 تموز 2007، واقتبس منها الحوار التالي بين المحقق والحريري:
هل أنت على علم بأي علاقة بين والدك واللواء مصطفى حمدان؟
الحريري: «… مصطفى حمدان، على الأرجح من الذين قتلوه، كان مصطفى حمدان رئيس الأمن في القصر الرئاسي وكنت أراه غالبا في وسط المدينة».
يسأل المحقق: لماذا؟
الحريري: «.. تاريخه تاريخ قاتل وهو معروف بتاريخه، ينتمي الى حركة المرابطون».
وفي اقتباس آخر من شهادة الحريري، قال الأخير: «كل ما نعرفه عن مصطفى حمدان من الاستخبارات رجالنا، انه، على سبيل المثال، كان لدينا في الطريق الجديدة مقر وكان يقوم بتوقيف الجميع ممن كانوا يوالون لنا كبعض المخاتير وبعض الأشخاص».
وقبل ان يتابع ميترو اقتباساته، قاطعه القاضي راي ليسأله عن معنى عرض افادة الحريري امام السائق، كما اعترضت المحامية ابو سمرا على ذلك، وطلبت تأجيل الاستجواب لحين مثول الحريري نفسه امام المحكمة بصفته شاهدا ومتضررا، فأيد ممثل الادعاء هذا الموقف، ما اضطر ميترو الى الاستجابة الى طلب القاضي راي.

السابق
بالفيديو: من دعت ديما صادق للعشاء؟
التالي
فوز تاريخي لـ«ريال مدريد» على «ليفربول»