«داعش» يعاود هجومه على كوباني لاستعادة ما خسره بالغارات الجوية

عاود تنظيم “الدولة الاسلامية” (داعش) هجومه في شرق مدينة كوباني السورية الكردية المعروفة أيضاً بعين العرب، سعياً الى استعادة احياء انسحب منها ليلاً بعد غارات جوية للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، قتل فيها 45 جهاديا خلال اليومين الاخيرين، واتهم “حزب العمال الكردستاني” الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بترك كوباني تسقط في أيدي التنظيم المتطرف.

أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” الذي يتخذ لندن مقراً له ان طائرات الائتلاف الدولي شنت غارات جديدة في عين العرب حيث أقدم انتحاري من “الدولة الاسلامية” على تفجير نفسه خلال المعارك.
وقال في بريد الكتروني: “نفذت طائرات تابعة للائتلاف الدولي غارات على جنوب شرق مدينة عين العرب وعلى الأطراف الشرقية للمدينة استهدفت تجمعات لتنظيم الدولة الإسلامية، من دون معلومات عن حجم الخسائر البشرية إلى اللحظة”. وتحدث عن “سماع دوي انفجار شديد هز مدينة عين العرب ناجم عن تفجير مقاتل من تنظيم الدولة الإسلامية نفسه بشاحنة مفخخة في المنطقة الصناعية في المدينة، من دون معلومات عن خسائر بشرية”.
واستمرت الاشتباكات بين مقاتلي “وحدات حماية الشعب الكردي” والتنظيم المتطرف وخصوصاً لجهة الشرق بعد هجوم شنه مقاتلو التنظيم لاستعادة الاحياء التي اضطروا الى الانسحاب منها تحت وطأة الغارات.
وأوضح المرصد ان الانسحاب حصل ليلاً بعد استهداف “مواقعهم الخلفية بالغارات مما خلف خسائر بشرية في صفوفهم”.
وتمكن التنظيم مساء الاثنين من دخول كوباني، التي يتقدم نحوها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، بعد معارك ضارية مع المقاتلين الاكراد. وسيطر على ثلاثة أحياء في شرق المدينة وتمركز على بعض الاطراف الجنوبية والجنوبية الغربية قبل ان يعود وينسحب منها.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن غارات الائتلاف خلال اليومين الاخيرين شملت اطلاق 23 صاروخاً، وقتل ما لا يقل عن 45 مقاتلاً من “الدولة الاسلامية”، مشيراً الى ان هذه الغارات “كان لها تأثير على قوة داعش”.
وقال مدير اذاعة “آرتا. اف ام” الكردية مصطفى عبدي من كوباني في اتصال هاتفي مع “وكالة الصحافة الفرنسية” إن مقاتلي التنظيم “المسلحين بكل أنواع الأسلحة والأحزمة الناسفة يطوقون مدينة صغيرة… ومقاتلو وحدات حماية الشعب يستبسلون في الدفاع عن الارض، لكنهم يحتاجون الى أسلحة وذخيرة”، وأضاف ان “الغارات تساعد على منع سقوط المدينة، لكن المطلوب مد الموجودين بالسلاح… يعاني المقاتلون الاكراد نقصاً في الذخيرة والمواد الغذائية”.
وكشف ان السلطات التركية “لا تسمح بدخول الاسلحة والمقاتلين… يومياً يسقط شهداء وجرحى. حتى عند نقل الجرحى، السلطات التركية تفتح البوابة (الحدود) مزاجيا. بالامس انتظر عشرة جرحى اكثر من ساعة ليسمحوا لهم بالعبور، وتوفي اثنان منهم نتيجة النزف”. واكد استمرار وجود “نحو الف مدني يرفضون الخروج من كوباني. زرت عددا منهم بنفسي وسألتهم لماذا لا يخرجون على رغم كل التحذيرات، وعلى رغم ان كوباني اصبحت اخطر مدينة في العالم؟ قال احدهم وعمره 65 عاما: الى اين نذهب؟ لنمت هنا، افضل من ان نموت على الطريق”.

الجيش الأميركي
وافاد الجيش الأميركي ان طائرات الائتلاف نفذت ست غارات جوية استهدفت متشددي “الدولة الإسلامية” قرب كوباني الثلثاء والأربعاء.
وقالت القيادة المركزية الأميركية في بيان إن الغارات الجوية دمرت ناقلة جند مدرعة ومركبات تحمل أسلحة وقطع مدفعية خاصة بالتنظيم، وهي كانت ضمن تسع غارات جوية على سوريا نفذت خلال اليومين الأخيرين بالاشتراك مع الامارات العربية المتحدة باستخدام قاذفات ومقاتلات وطائرات يجري التحكم بها من بعد. واستهدفت غارتان أخريان “الدولة الاسلامية” قرب الرقة التي يتخذها التنظيم عاصمة له في سوريا، اصابتا معسكرا لتدريب المتشددين ومقاتلي التنظيم. ودمرت غارة أخرى قرب دير الزور دبابة.

“حزب العمال الكردستاني”
واتهم عضو اللجنة التنفيذية لـ “حزب العمال الكردستاني” مراد كارايلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتخطيط لسقوط كوباني في أيدي “الدولة الإسلامية”. وقال في تصريحات له ان السياسات التي تتبعها الحكومة التركية حيال كوباني الكردية خطيرة جدا، مضيفا إن “أردوغان يفكر في التدخل في اللحظة الأخيرة ويخطط لسقوط المدينة بالفعل, وبهذا يكون قد شن حربا جديدة على الشعب الكردي مثلما فعل عام 2011”.

18 قتيلا في التظاهرات
في غضون ذلك، تجددت الصدامات بين ناشطين اكراد وقوى الامن في دياربكر وفان في جنوب شرق تركيا، على رغم فرض منع للتجول غداة تظاهرات اوقعت 18 قتيلا، كما اعلنت مصادر متطابقة.
وفي دياربكر التي تعتبر “عاصمة” جنوب شرق تركيا، تدخلت الشرطة واستخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق مئات من المتظاهرين الذين كانوا يرشقونها بالحجار. وسجلت مواجهات مماثلة في وسط مدينة فان، كما قالت اجهزة الامن المحلية.

إيران
في طهران، ابدت وزارة الخارجية الإيرانية استعداد طهران لاتخاذ تدابير فعلية للتعامل مع الموقف المتدهور في كوباني اذا تلقت طلبا رسميا من دمشق لذلك.
وصرحت الناطقة باسمها مرضية أفخم: “إن مدينة كوباني هي جزء من السيادة السورية، وإذا تقدمت حكومة دمشق بطلب لأية مساعدة من طهران، فإننا مستعدون للمساعدة”. وقالت ان بلادها “قد ترسل مساعدات إنسانية وأدوية الى مواطني كوباني في أسرع وقت ممكن”.

مواجهات المانيا
في المانيا، دارت مواجهات عنيفة بين اكراد وايزيديين من جهة ومسلمين متشددين من جهة اخرى، ادت الى اصابة 23 شخصا على الاقل في هامبورغ وهسيله شمال البلاد.
في هامبورغ، تجمع 75 متظاهرا “يرجح” انهم من الاكراد حول مسجد المدينة في مواجهة 50 اسلاميا متشددا احتجاجا على “المذابح” التي يرتكبها تنظيم “الدولة الاسلامية” في كوباني. في البداية حالت الشرطة دون حصول مواجهات، لكن سرعان ما عززت كل من المجموعتين قواها ليصل عدد كل منهما الى نحو 400 شخص، كما قالت شرطة هامبورغ. وعلى الاثر جرت اشتباكات بين الفريقين من خلال مجموعات صغيرة تحمل عصيا واسلحة بيضا و”اصيب 14 من هؤلاء بينهم أربعة اصاباتهم خطرة” استنادا الى الشرطة.
وفي هسيله (ساكسونيا السفلى) سجلت مواجهات بين ايزيديين، وهي اقلية ناطقة الكردية لها وجود قوي في هذه المنطقة، واسلاميين من اصل شيشاني كما قالت الشرطة المحلية التي تعرضت ايضا للقذف بالحجار والزجاجات. واصيب تسعة اشخاص بينهم اربعة من رجال الامن.

السابق
نوبل للعرب لاختراعهم داعش!
التالي
أصغر «هاكر» في العالم بعمر الثالثة عشر فقط