الحريري يتوقع اسلحة للبنان من الهبة السعودية… وحزب الله يفجر عبوة بدورية اسرائيلية

كتبت صحيفة “الحياة” تقول : في تسخين لجبهة الجنوب بين لبنان واسرائيل فجّر “حزب الله” عبوة ناسفة بدورية إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا المحتلة بعد ظهر أمس، ما أدى إلى إصابة جنديين من الجيش الإسرائيلي، بالتزامن مع تشييع أحد عناصره الذين سقطوا في المواجهة التي دارت بعد ظهر الأحد الماضي مع مسلحي “جبهة النصرة” بعد اختراقهم مواقع عدة للحزب في جرود بلدات بريتال ويونين والقاع في البقاع الشرقي. وحمّلت إسرائيل الحكومة اللبنانية و “حزب الله” مسؤولية الانفجار ووصفته بأنه “خطير”.

وتوقع زعيم تيار “المستقبل” رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بعد اجتماعه مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ظهر أمس، أن تسلم فرنسا أسلحة إلى لبنان وفقاً للهبة السعودية خلال الأيام المقبلة، معتبراً أن “ما حصل في الأيام القليلة الماضية وما يحصل في لبنان، أمر خطير ويجب أن يفهم اللبنانيون أن لا شيء ينقذ لبنان إلا وحدتهم”. وعلمت “الحياة” أن الحريري طلب من هولاند بذل جهد مع إيران لتساعد على إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان.

وفي تطور أمني لافت، عاد الوضع الأمني في جنوب لبنان إلى السخونة بانفجار عبوة ناسفة بدورية إسرائيلية داخل مزارع شبعا المحتلة أدى إلى جرح جنديين إسرائيليين، وأُتبع بانفجار عبوة ثانية في موقع العبوة الأولى عينه، لكن من دون وقوع إصابات، وفق وسائل إعلامية إسرائيلية.

وأصيب الجنديان الإسرائيليان فيما كانت دورية تتحرك بين موقع رويسات العلم المشرف على بلدة كفرشوبا وموقع السدانة المشرف على بلدة شبعا في مرتفعات جبل الشيخ في منطقة العرقوب، وعلى الأثر قصفت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي بنحو 20 قذيفة من عيار 155 مليمتراً التلالَ المحيطة بشبعا وكفرشوبا وخراج الهبارية.

وفي القدس، قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن انفجاراً وقع على الحدود بين إسرائيل ولبنان أسفر عن إصابة جنديين، وإن الجيش الإسرائيلي رد بإطلاق قذائف عبر الحدود، وأضافت: “التقارير الأولية تشير إلى أن هدف العبوة كان مهاجمة الجنود”. وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “الجنديين اللذين أصيبا بانفجار مزارع شبعا هما من الوحدة المتخصصة بتفكيك العبوات في الجيش”.

وكان مصدر أمني إسرائيلي ذكر في وقت سابق وفق وكالة “رويترز”، أن 3 جنود إسرائيليين أصيبوا في الانفجار. وأفاد شهود بأن سحباً كثيفة من الدخان الأسود انبعثت إثر الانفجار. وسادت المنطقة حال استنفار في المواقع المتقابلة للجيش الإسرائيلي من جهة والجيش اللبناني وقوات “يونيفيل” من جهة أخرى، كما أن طائرات استطلاع ومروحيات إسرائيلية حلّقت في أجواء شبعا وكفرشوبا.

وأعلن بيان لـ “المقاومة الإسلامية”، الجناح العسكري لـ “حزب الله”، أنه “عند الساعة الثانية و22 دقيقة بعد ظهر الثلثاء قامت مجموعة الشهيد حسن علي حيدر (سقط جراء انفجار جهاز التجسس الإسرائيلي الذي كان مزروعاً في منطقة عدلون الجنوبية قبل نحو شهرين) بتفجير عبوة ناسفة عند مرتفعات شبعا في دورية إسرائيلية مؤللة، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوف جنود الاحتلال”.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن “الجيش الإسرائيلي أحبط عملية تخريبية في مزارع شبعا، وسنرد بشدة على كل محاولة للمس بنا”.

أما المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الذي حمّل “الحكومة اللبنانية ومنظمة حزب الله الإرهابية مسؤولية أي محاولة للمسّ بمواطني إسرائيل أو بالجنود الإسرائيليين”، فأكد أن “الجيش الإسرائيلي يحتفظ بحقه في الرد في أي توقيت وأي طريقة يراها مناسبة لحماية مواطني إسرائيل”.
واعتبر أدرعي “حادث تفجير العبوة الناسفة على الحدود عملاً خطيراً وخرقاً فادحاً للسيادة الإسرائيلية”.

وكان الجيش الإسرائيلي نفذ الإثنين خرقاً عبر الحدود حين أطلق أحد جنوده النار وأصاب جندياً لبنانياً بجروح طفيفة. ودانت قيادة “يونيفيل” هذا الخرق ودعت إلى ضبط النفس.

وفي بلدة أنصار في البقاع، شيّع “حزب الله” أحد عناصره الذين قضوا في الاشتباكات مع “جبهة النصرة” في جرود بريتال ومواقع أخرى داخل الحدود اللبنانية، بعدما شيّع أربعة أول من أمس في بعلبك واللبوة، فيما استمرت التداعيات السياسية للمواجهة التي حصلت، فردّ رئيس الهيئة الشرعية في “حزب الله” الشيخ محمد يزبك على مواقف انتقدت تورط الحزب في القتال بسورية مطالبة بحصرية الدفاع عن الحدود بالحكومة وبنشر الجيش وقوات “يونيفيل” على الحدود مع سورية (الأمانة العامة لـ14 آذار).

وفي باريس قالت مصادر فرنسية مطلعة على محادثات هولاند الحريري لـ “الحياة”، إن الأخير ركّز في اللقاء على عرض موقفه من أولوية انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، وعلى أن تساعد فرنسا في د فع اللاعبين الإقليميين الذين لديهم تأثير في لبنان إلى التشجيع على إنهاء الشغور الرئاسي. وأوضحت المصادر أن الحريري طلب تحديداً من هولاند أن يبذل جهداً مع الجانب الإيراني في هذا السياق.

وعلمت “الحياة” أن هولاند أبلغ الحريري أنه كان التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني في نيويورك الشهر الماضي، وأنه تناول الموضوع اللبناني، لكن الأخير مر عليه بسرعة، نظراً إلى أن تركيز الاهتمام من الجانب الإيراني كان على الملف النووي مع دول 5+1.

وأشارت المصادر إلى أن هولاند سأل الحريري عن الهبات السعودية للجيش اللبناني، فأوضح له أن هبة البليون دولار التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى لبنان هي، إضافة إلى هبة الـ3 بلايين دولار السابقة التي كان تم الاتفاق عليها بين الجانبين السعودي والفرنسي، لتزويد الجيش اللبناني معدات فرنسية.

وعلمت “الحياة” أن هولاند أكد للحريري أن التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب يجب أن يبذل المزيد من العمل من أجل منع تقدم تنظيم “داعش” والقضاء عليه.

وكان الحريري التقى الأحد الماضي في باريس رئيس حزب “الكتائب” الرئيس السابق أمين الجميل، الذي أعرب عن اطمئنانه إلى موقف زعيم “المستقبل” بإعطاء الأولوية لانتخاب رئيس للجمهورية.

وعلى صعيد المفاوضات لإطلاق العسكريين المخطوفين لدى “داعش” و “النصرة”، اجتمع رئيس الحكومة تمام سلام مساء أمس إلى وزير الداخلية نهاد المشنوق والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي يتولى التفاوض عبر إحدى القنوات الإضافية للوسيط القطري مع الخاطفين، وعرض سلام معهما آخر المعطيات حول المطالب التي يطرحها الخاطفون مقابل إطلاق عدد من العسكريين، وما يمكن الحكومة أن تقبل به في هذا الصدد، وسط تكتم شديد.

السابق
ليبيا: نموذج جديد للفوضى غير الخلّاقة
التالي
الدولية للمعلومات: المجرمون يدمّرون ويقتلون واللبنانيون يدفعون 174 مليار ليرة