جبران باسيل: يا عيب الشوم… استقل

كنا نلوم في بعض الاحيان بعض وسائل الاعلام اللبنانية التي تصور المرأة اللبنانية على انها مجرد جسد مثير قويم وتتجاهل فكرها وتفوقها العملي والعلمي الذي تخطى حدود قارات العالم اجمع، لكن عندما نرى اليوم رأس الدبلوماسية اللبنانية يسوّق المرأة اللبنانية على أنها مجرد "حبة نظيفة"، ماذا يسعنا أن نقول؟

كم كنا نستاء عندما نسمع عن المرأة اللبنانية عبارات غير لائقة تنطلق من افواه بعض المكبوتين الذين لا يرون في المرأة اللبنانية سوى جسد مثير جميل نتيجة جمال اعطاها اياه رب العالمين ولكن الله أعطى ايضا للمرأة اللبنانية عقل نير لا يراه سوى اصحاب العقول النيرة .
ففي كل المجتمعات والدول هنالك الصالح والطالح من الرجال والنساء، وفي لبنان مثله كمثل الاخرين هنالك بعض النساء اللواتي يستقلون طريق الانحراف وبيع الهوى ولكن كم هي نسبتهم من مجمل نساء لبنان ، نسبة لا تتعدى الواحد بالمائة، وهي نسبة لا تذكر مقارنة مع نسب مجتمعات ودول اخرى ، ولكن هناك سؤال دائما كان يدور في خاطرنا وهو لماذا هذا الظن السيئ في المرأة اللبنانية خارجيا؟ ومن يسوق لهذه النظرة السلبية تجاه المراة اللبنانية؟
كنا نلوم في بعض الاحيان بعض وسائل الاعلام اللبنانية التي تصور المرأة اللبنانية على انها مجرد جسد مثير قويم وتتجاهل فكرها وتفوقها العملي والعلمي الذي تخطى حدود قارات العالم اجمع وعبر الى الريادة والابداع لنرى بعض النساء اللبنانيات يتفوقن في كافة المجالات الادبية والعلمية ومنهم من ساهم في تنمية البشرية والتطور الانساني.
لكن عندما نرى اليوم رأس الدبلوماسية اللبنانية يقوم بتسويق المرأة اللبنانية على أنها مجرد “حبة نظيفة” وما ادراك ما معنى حبة نظيفة في اللغة السوقية والشوارعية في لبنان، ويقول هذا الكلام لوزير خارجية احدى الدول الخليجية، وما هذا القول من جبران باسيل الا دلالة عن مفهومه ونظرته الى المرأة في لبنان وهذا ان دل على شيئ انما يدل عن مدى الانحدار القيمي والاخلاقي والثقافي الذي يتمتع به هذا الشخص ، ويدل عن مدى التردي السياسي في لبنان حيث يكون هذا الشخص في رأس الهرمية الدبلوماسية في لبنان والذي لا يفقه في الدبلوماسية سوى جذب الاخرين الى لبنان بمفهوم عرض النساء عليهم، ولا يرى في المرأة سوى أداة تسويقية لسياسته الذي يفهمها.
فجبران باسيل من عائلة متواضعة ولكنها محترمة ولا ذنب لها ان خرج منها فرد وجد في الانحراف طريقا الى النجاح، وكثير من الشعب اللبناني كان يريد ان يعرف ما هو مصدر ملايين باسيل ولكن اليوم اصبح الجميع يعرف ما هو المصدر.
عندما يصبح الهدف الاساسي عند البشر الربح السريع والكبير، فان كل المعايير الاخلاقية والانسانية تضمحل تحت شعار الغاية تبرر الوسيلة والوسيلة الانسب والاسرع للتسويق في مفهوم البعض هو جسد المرأة وهذا ما ينتهجه بعض الساسة في لبنان.
فمنذ يومين كنت أجلس مع امرأة من قريتي، وكانت تخبرني كيف أنها استطاعت ان تعبر بعائلتها الى بر الامان، بالرغم من كل العقبات و المصاعب التي واجهتها خلال مسيرة حياتها الحافلة بالكفاح، والتي لم تواجهها لوحدها بل واجهت معظم اللبنانيات في العقود الماضية وما زالت حتى يومنا هذا، تعاني من مآسي التهجير والحرب و الفقر، و كانت تخبرني عن اولادها الثمانية المتخريجين من ارقى الجامعات ويشغلون اليوم مراكز مرموقة، وهي تخبرني كان يسيطر علي شعور الفخر بكوني اجلس مع امرأة عظيمة تجسد حقيقة اغلبية النساء اللبنانيات، المرأة الساهرة على تربية اولادها وراحة عائلتها، وهذا المثال الحقيقي الذي تمثله المراة اللبنانية ويشوهه بعض الساسة.
اليوم نشهد استياء واسع في اوساط المجتمع اللبناني، و خاصة الفتيات حول عملية التسويق التي قام بها باسيل لتصوير الفتاة اللبنانية بهذا الشكل المنفر والمستنكر.
فعلى جبران باسيل أن يعتذر من الشعب اللبناني ثم من “كارولينا” ثم من نساء لبنان، ومن ثم يعمد الى تقديم استقالته، عسى أن يحفظ شيئا.

السابق
الأسد يؤدي صلاة العيد في دمشق
التالي
رئيس اركان الجيش الاسرائيلي يهدد حزب الله ولبنان