حسين عطوي يروي تفاصيل عملية إطلاق الصواريخ (2/2)

حسين عطوي
بعدما تعرّفنا عن كثب إلى الشيخ حسين عطوي، مطلق الصوارخ على اسرائيل، يخبرنا في هذا الجزء كيف أتمّ صلاة التراويح ونقل الصوايخ وأطلقها على الأراضي المحتلة في فلسطين. فمن ساعده، وما الملاحظات الّتي يسجّلها عطوي؟

شكّلت الحرب على غزة وإقدام المستوطنين الإسرائيليين إحراق الشاب الشهيد محمد أبو خصير، إضافة إلى إحتلال أراضٍ لبنانية والتجاوزات اليومية التي يقوم بها العدو بحق لبنان والبيان الوزاري الذي يشرع حق المقاومة، الحافز بالنشبة لعطوي ليطلق الصواريخ، على قاعدة ردة الفعل على تصرفات العدو. وهنا تفاصيل العملية:
يوم الجمعة 25 تموز ،2014 أفطر الشيخ في منزله توجه بعد ذلك إلى المسجد حيث صلى التروايح وألقى بعدها خطبة. وبعد عودته إلى منزله وتحديدا عند الساعة العاشرة والنصف ليلا، كان القرار الفعلي بالتحرك لتنفيذ العملية.
تم نقل الصواريخ إلى بلدة عين عرب حيث كان من المقرّر إطلاق الصواريخ وكان برفقته شخصين أحدهما يقود سيارة “رابيد” حمراء كانت تقلهم، وأخر كان يساعده في نصب الصواريخ. وبعد توجيه ستة صواريخ نحو ثلاثة مستعمرات، وخلال قيام عطوي بتفحص جهوزيتها لاحظ وجود خلل في أسلاك إحداها، فراح يعمل على تصحيحه. وخلال التصحيح سمع عطوي صوت إنفجار بسيط، ليعود بعد ذلك ويغيب عن الوعي.
وبعد دقيقة تقريبا إستعاد وعيه، فما كان منه إلا أن إنسحب مع مرافقه إلى السيارة التي كانت تنتظرهم وذلك خوفا من قصف العدو الصهيوني لموقع الصواريخ.
وصل الشيخ حسين عطوي إلى منزله في وقت قصير، دخل، نظر في المرآة ليتفقد ما حصل لوجهه، إغتسل وإتصل بعدها بشقيقه الشيخ عبد الحكيم عطوي طالبا منه الحضور إلى المنزل. وخلال دقائق وصل الشيخ عبدالحكيم وأقل الشيخ حسين بشكل مباشر إلى البقاع بدون أن يتم التعرض لهم من قبل أي حاجز للقوى الأمنية.
في البداية تلقى الشيخ عطوي معالجة أولية في أحد المستوصفات في البقاع، ولكن إتضح بعد الكشف عليه أنه يعاني من كسور يصعب على المستوصف التعامل معها، فكان القرار بنقله إلى مشفى الإطباء حيث خضع لعمليتين، واحدة في يده وأخرى في وجهه.
في هذا الوقت كان شخص سوري في عين عرب يقطن في خيمة على مداخل البلدة قد إتصل بالقوى الامنية وأبلغها عن مشاهدته لشخص يعاني من حالة صحية صعبة يرجّح أنه هو من أطلق الصواريخ، فعممت القوى الأمنية هذه المواصفات على المستشفيات كافة.
ولحظة وصوله إلى المستشفى إتصلت إدارته بالقوى الأمنية وأبلغتها بدخول شخص بالمواصفات المعمّمة نفسها. بعد ذلك وصل عناصر من الإستقصاء وكانوا مرحبين بما فعل، لكنّهم أوضحوا أنّ الضعظ الدولي والقرار 1701 يفرض عليهم إحتجازه والتحقيق معه، فكان عطوي مرحّبا بتوقيفه أيضا، على ما يروي في حديثه لـ”جنوبية”.
والجدير بالذكر أنه ليلة وصوله للمشفى كان هناك ضغط كبير جدا من أهالي قرية الهبارية وبعض قرى البقاع وتجمع العلماء المسلمين والجماعة الإسلامية. هذا الضغط كون جوا جديدا أدى الى التعامل بشكل إيجابي في الملف، خصوصا أنّ صباح ذلك اليوم كان هناك كلام سلبي في الإعلام مفاده أن إطلاق الصواريخ لا يخدم سوى الكيان الصهيوني.
وبسبب وجود حروق خطيرة في جسد عطوي، تحركت قيادة الجيش وطلبت نقله إلى مشفى متخصص بالحروق. وافق عطوي على هذا الأمر، ولكنه تفاجئ لاحقا بأنه نقل إلى المستشفى العسكري بخلاف ما كان متوقعا.
والجدير بالذكر أنه خلال وجود عطوي في المستشفى كان هناك تشديد أمني قوي أمام الغرفة حيث كان يتواجد، وفي محيط المستشفى. كما وكان هناك مرافقة عسكرية مشددة وضخمة خلال نقله إلى المستشفى العسكري.
أُهمِلَ الشيخ عطوي في أول يومين في المستشفى العسكري ما دفعه إلى التعبير عن انزعاجه من الموضوع. وبسرعة تواصل معه أحد الضباط الذي وعده بأن تتحسن الأمور. وهذا ما حصل فعلا، ففي اليوم الثالث بدأ عدد من الممرضين الإهتمام به بشكل بارز. إلا أنه في نفس الوقت وضعت سلاسل في إحدى قدميه وتم تغطية عينيه بحجة وجود بعض الضرورات.
هذا التصرف أزعج شقيقه الشيخ عبدالحيكم عطوي الذي زاره بعد عشرة أيام تقريبا. فتحرك فورا وأجرى عددا من الإتصالات التي أفضت إلى رفع السلاسل وما تم حجب العينين به، لعييش عطوي بعد ذلك أيام عادية.
ويوم الجمعة 1 أب 2014، تم الإفراج عن الشيخ عطوي، في وقت كان من المقرر إقامة إعتصام في الهبارية في نفس اليوم رفضا لاستمرار احتجازه.
ملاحظات يسجلها عطوي
يسجل الشيخ حسين عطوي عددا من الملاحظات على أداء بعض عناصر وحدة الإستقصاء التي حضرت إلى مستشفى الأطباء حيث كان. حيث أقدم اثنان من الوحدة على التقاط صور له وتوزيعها على وسائل الإعلام، وهو ما يراه عطوي تصرفا خطيرا يهدّد حياته الشخصية من قبل العدو الصهيوني.
كما ويسجل ملاحظة أخرى على موقف الدولة مما أقدم عليه وخصوصا من الكلام الذي خرج على لسان بعض السياسيين حول أن إطلاق الصواريخ يزج لبنان في مخاطرة كبيرة ويورطه في حرب ليست في الحسبان. إذ يرى عطوي أن العدو الصهيوني هو المعتدي وأنه متى يريد يمكن له أن يفتح حرب مع لبنان.

السابق
باسم شيت: أتعب قلبه النظام الطائفي… فرحل
التالي
فيصل كرامي: الوضع الأمني في طرابلس مستتب ولا أحد فوق الدولة