باسم شيت: أتعب قلبه النظام الطائفي… فرحل

باسم شيت
باسم شيت ناشط سياسي ومناهض للنظام الطائفي الذي يحكم لبنان، ناصر كل الثورات العربية الطامحة للتغيير، توفي أمس بنوبة قلبية، قبل أن يحقق أهدافه في القضايا التي كان مؤمن بها.

«كل طرح حول تحرير فلسطين لا يتطرق في صلبه الى ضرورة اسقاط الانظمة العربية الحاكمة، هو كذب، وهو عين الاتجار والسمسرة في القضية الفلسطينية، يمكنك ان تتحلى باسمى وبافضل ما قدمت اللغة العربية من معاني، وافضل العنفوان “القومجي” لكنك ستبقى كاذباً! فمن دون سقوط الاسد والملك والقائد العسكري، لن تسقط الصهيونية وستبقى فلسطين “عملة” يتاجر بها سياسيو الطوارئ».
هذا الكلام لباسم شيت كتبه على صفحته الخاصة على فايسبوك في 16 أيلول الماضي، فقط من خلال قراءة هذه الكلمات يمكننا تكوين صورة عن أفكار باسم المناهضة للأنظمة العربية، لكنَ باسم رحل باكرا قبل أن ترجع فلسطين لأهلها، وقبل أن يسقط النظام الطائفي في لبنان، وأن تحقق أهداف الثورات العربية التي آمن بها.
باسم شيت هو الناشط السياسي الماركسي من مدرسة اليسار الثوري، من بلدة كفركلا الجنوبية، رحل أمس بنوبة قلبية عن عمر يناهز ال 34 عاما، ترك صدمة كبيرة لكل أصدقاءه، الذين لم يصدقوا حتى ساعة خبر وفاته.

باسل صالح رفيق باسم في المنتدى الإشتراكي يتحدث بحرقة عن غيبة رفيقه لـ«جنوبية» ويقول: «باسم كان مع أي حراك شعبي مش بس بلبنان بالعالم العربي، وهو ناشط سياسي لبناني في اسقاط النظام الطائفي».

وعن شخصية باسم المتفائلة دائما يقول صالح: «في حياة باسم لا مكان للتشاؤم، هو متفائل دائما، ونشيط دائما وهو دائم المبادرة، ومنظم كل النشاطات، وأغلب البيانات هو من كان يكتبها بحرفية عالية. ما في قضية وطنية علمانية تهدف للعلمنة والتغيير والعدالة والمساوات لم يشارك فيها باسم، كان دينامو المنتدى الإشتركي، غيابه خسارة للبنان».

باسم هو شاب عابر للطوائف والحدود يدافع عن أي قضية تمس الإنسان وتظلمه. ومن ينسى قوله: «ان تكون ناشط او ناشطة هذا لا يعطيك اي حصانة او ميزة معينة تنمنعك تلقائياً من العنصرية او الطائفية، بل عليك ان تثبت ذلك من خلال الممارسة والقول والفكر.
والتحجج بالرأي العام لتبرير موقف طائفي او عنصري او الى ما هناك، هو عين النفاق، فدور “الناشط/ة” كما هو مفروض هو في تغيير الرأي العام وليس الانحناء له، والفكرة من الفعل التغييري هو التغيير وليس التصفيق للثقافة السائدة العنصرية والطائفية أو غيرها».

السابق
كهرباء لبنان: عودة التيار الى كل القرى المغذاة من محطة وادي جيلو
التالي
حسين عطوي يروي تفاصيل عملية إطلاق الصواريخ (2/2)