زياد الرحباني: حزب الله بيعرف مين قتل الشيوعيين

زياد الرحباني
ظهر الخلاف بين زياد الرحباني وحزب الله الى العلن، بعد محاولة الإقصاء التي تكلم عنها الرحباني خلال مقابلته على قناة الجديد، وبعد التشويش على حفلته التي أقامها في بلدة الناقورة جنوب لبنان، وخلافه المالي مع جريدة إعلام حزب الله. كما أعلن الرحباني أنه قرّر السفر الى روسيا للعمل. وكانت "جنوبية" أول من نشر خبر خلافه مع "حزب الله" وإعلامه وقراره الهجرة إلى روسيا.

«أنا فالل من البلد، فالل بآخر الشهر. كنتْ بتمنى فِل أروق، بس عرفت فجأة إنو أفضل فِل أو أنه من الأفضل أن يبقى معي مرافقين طيلة الوقت، وهذا ما لم أفعله خلال الحرب». بهذه الكلمات أفصح زياد الرحباني أمس في مقابلته مع قناة «الجديد» عن الخلاف بينه وبين حزب الله، في مقابلة أُجريت على هامش الحفلات الثلاث التي أحياها الرحباني في المركز الثقافي الروسي في بيروت تحت عنوان «59 بزيادة». الخبر ليس بجديد فـ«جنوبية» قد كشفت عن الخلاف بين الرحباني ورئيس تحرير حريدة الأخبار في 11 أيلول الماضي.
وفي المقابلتين اللتين أجراهما الرحباني على قناتي nbn و«الجديد» أكد أن حزب الله يحاول إقصاءه، وتحدث الرحباني عن وجود هناك طرف ما شوَش على حفله جنوب لبنان ليل 23 آب الماضي عندما أقام حفلاً موسيقياً في بلدة الناقورة الحدودية. فقد طلب من الحاضرين تصويرها ونقلها عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وقال إنّه من بين 100 شخص صوّروا الحفل، لم تظهر في اليوم التالي صورة واحدة على الإنترنت، وكأن هناك من شوَّش على الحفل عن قصد. وقال الرحباني «أرسلت الحفلة كاملة ومقطعة مصورة على الميادين ولحسن نصرالله وللجريدة قلي ابراهيم الأمين انا بفرغها، الجريدة فرَّغت ما قلته خلال الحفل ولم تعطه لأي وسيلة إعلامية!». هكذا بات يقول “حسن نصر الله” وليس “السيّد حسن نصر الله”!
وأضاف الرحباني «هذه الحادثة غير يتيمة. وما أكد لي هو شعوري بأني مُراقَب أمنياً، وما أكد لي أكثر، هو الخلاف الذي وقع بيني وبين جريدة الأخبار، والذي قرأته بالتفصيل على أحد المواقع الإلكترونية، رغم أن المخابرة حدثت بيني وبين رئيس التحرير. كتبوا أني على خلاف مادي مع الجريدة وأني سأتركها لأعمل مع الروس مباشرة مراقبيني خطوة بخطوة». وهذا ليس بجديد على زياد الذي يحاول دائما الإيحاء بأنّه مهدّد أمنيا.
الحفلة التي أحياها الرحباني في الناقورة لم تكن كسابقاتها، لأنه وجه إنتقادأ مباشرا لحزب الله قائلا: «ما بقى فيكُن تغمضوا عيونكُن عن إنو في غيركن بالجنوب. مش تقولوا الأهالي ساعدوا وكل الجنوب حارب والأهالي وأحبائي. يا أخي في ناس إلُن أسامي فجّروا إذاعة لحد. في وحدة إسمها سُهى بشارة فاتت قوَّصت عَ واحد وبدون ولا إعانات من ولا دولة. كانوا يركبوا العبوة شقفة شقفة ويفجّروها، يعني طريقة بدائية جداً، عشت مع الناس بالرميلة بركبوا عبوات».
وخلال المقابلة أكمل الرحباني انتقاده لحزب الله: « بتمنى من حزب الله إنو يرد عَ الشي اللي حكينا في، لأنو نحنا متهمين بحزب الله، بطل عندي حدا بالمتن يرد عليي مع إنو حزب الشيوعي قوي هونيك، والعالم تعيّرني بحزب الله. ما عاد فيك تدافع عن حزب الله بشكل متواصل». وقال «التحرير شغلة بالحياة، بس في شي إسمو مجتمع بصور. صور مدينة طبيعية عملنا فيها بالـ 2009 حفل Beach Party برمضان عَ الإفطار كانت الناس عم تشرب عَ البحر والصبح رحنا أكلنا فول حتى مرق الطبَّال. شو بتشكي صور كنموذج للجنوب مثلاً؟! كيف بدنا نعمل مع الحلفاء إذا حزب الله حليفنا مثلاً؟ الشيعة اللي بالجنوب المتطرفين ضد حزب الله للحزب، بس يعرفوا إني مسيحي ومع حزب الله، بصيروا يضحكوا عليي إنو طلاع شوف شو في بالجنوب. نصرالله شي وحزب الله شي صار لازم نقول هيك، وهل الشي بلبك ما بطمن».
لم يكتفِ زياد الحباني بانتقاد حزب الله بل عاد بذاكرته الى الثمانينات: «هوي تراكم ما فينا نخسر كل البلد كشيوعيين كرمال تحالف مع حزب الله مش عم برد علي بالمثل، عم ياخذ منك بس بالمقابل ما عم يعطيك، ما عم يعطيك حتى ذكر إسمك بخطاباته: «كيف فينا نصدق إنو نحنا حلفاء لحزب الله، نحنا هيك عاملين حالنا إنو حلفا لحزب الله، وهوي ولا مرة عم بقول مظبوط إنتو حلفاء، ما في معاملي بالمثل، في إخفاء، ما بدنا نرجع لورا بس مين قتل الشيوعيين في سنة 1985 ، وقتها رفضنا نصدق إنو حزب الله عمل هيك، شي يقول السوريين قتلو الشيوعيين، ما منعرف لهلق، بس حزب الله بيعرف مين قتل هالناس».
وتابع الرحباني «إذا انا بدي اشتغل سياسي كيف بتعاطى مع حزب الله في حسن نصرالله والباقي مش ماشي مع حزب الله شو عم بقول. أنا بعرف إذا نصرالله قال بخطاب إنو الشيوعيين كانوا معنا وحلفاءنا، بيوقف مليون أو نص مليون وبصرخوا بقولوا “فدا السيد”، بس السؤال لي ما عم يستعمل هالطاقة الي عندو؟ يعني ما بدو ما إلها تفسير تاني»، في موقف هو الأعلى من نوعه باتجاه حزب الله منذ إعلان انحياو إلى جانب الحزب بعد بدء مسلسل اغتيال قادة 14 آذار في العام 2005.
ولأن الرحباني عرف أن ما ينتظره لم يحصل، قرر العودة الى أحضان الحزب الشيوعي والسفر الى روسيا للعمل فيها :«رايح أشتغل خيّي بالموسيقى وفي مكان لا يتضارب مع إنتمائي. إنو بدل ما نجيب كل الفرقة من برا لهون لسجّل أغنية، رحت أنا. إنو فيك تجيب 50 واحد لفيروز لأنو المنتج بقلّك هيدي فيروز، بس ما فيك تجيب 50 واحد لواحد متل حكايتي عامل موسيقى. استأجرت بيت في الجوار، وبصير روح وإجي متل كل اللبنانيي. بس الفرق إنو إذا قاعد هون يعني ولن نركع، بعدين مش وحدي فالل». ثم أضاف «كل العالم رح تفل. بس إجت بشكل مستعجل لأنو صار اللي عم يصير. إذا بدنا نضل بالبلد هون، ما منعمل شي. ما في نَوى من بلد بتكون قاعد عم تشتغل شغلة، بتنقطع الكهربا هيك وهيك وبروحوا المكنات وبيحترقوا وما حدا بيعرف يعمل صيانة. نحنا عايشين بالبرّية هون، بشكل إنسان بدائي بس لابس آخر موضة وعندو أجدد آيفون وما بيعرف يستعمل ربعه. سوريا هيّي وبالثورة، سابقتنا 100 سنة، شعب معلّم ويحترم الآخر ويعمل. نحنا شعب لا بيحترم بعضو ولا بيشتغل. من وين هالأطباع هيدي جايي؟ يقولون إن الفرنساوية مورتينها هالعنفوان. خرا عَ هالجمهورية».

السابق
شيعي في الأشرفية: داعش جعلتني على الاتيكيت
التالي
السفارة الإيرانية توضح لـ«جنوبية» مغزى هبتها للجيش