النهار : الجيش يُشدّد قبضته على مخيمات عرسال

لم تكن عملية تشديد القبضة الامنية التي اتبعها الجيش أمس في عرسال والتي كشفت تورط عشرات المتوارين في مخيمات النازحين السوريين في العمليات الارهابية ضد الجيش، سوى مؤشر اضافي للمعطيات والوقائع الامنية التي تزداد خطورة على خط استهداف الجبهة الداخلية وقت تتصاعد حماوة التحديات التي يواجهها لبنان سواء على جبهة المواجهة المباشرة مع التنظيمات الارهابية في جرود عرسال،أو على جبهة رصد الخلايا النائمة في الداخل. وبين هاتين المواجهتين المفتوحتين على مزيد من التطورات اليومية تتصاعد تداعيات الحركة الاحتجاجية لاهالي العسكريين المخطوفين الذين استعصت كل الوساطات لحملهم على فك عزل البقاع عن بيروت عند نقطة ضهر البيدر المحورية كما الاقفال المتدرج للطرق الرئيسية الاخرى لليوم الثاني، مما يبقي جمرة الرهائن العسكريين حارقة بتحولها كرة ثلج تنذر بتعميم التوترات والاضرار من غير ان تؤدي الى أي مسلك واضح لانقاذ الرهائن العسكريين.
اما عملية الدهم التي نفذها الفوج المجوقل في الجيش لمخيمات اللاجئين السوريين في عرسال، فاتسمت بطابع واسع غير مسبوق منذ الهجوم المسلح الذي شنته التنظيمات الارهابية على مراكز الجيش في عرسال ومحيطها في 2 آب الماضي، اذ شملت عمليات التوقيف والتفتيش والتحقيقات نحو 480 شخصا وافضت الى توقيف 22 منهم للاشتباه في انتمائهم الى منظمات ارهابية شاركت في القتال ضد الجيش و36 شخصا لدخولهم الاراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية وعدم حيازتهم اوراقا ثبوتية، كما اعلنت قيادة الجيش.
وأفاد مراسل “النهار” في البقاع الشمالي ان اجراءات الجيش المشددة داخل بلدة عرسال وتنفيذه عمليات الدهم الكثيفة لأماكن وجود اللاجئين السوريين جاءت تحسبا لاستهداف جديد للجيش بعدما كانت استهدفت آلية عسكرية الاسبوع الماضي بعبوة ناسفة، الى توافر معلومات عن وجود ارهابيين بين اللاجئين، علما ان الجيش كان استبق عملية الدهم الواسعة امس بتوقيف عدد من السوريين كانوا يعملون على رصد حركة الجيش وتصوير مراكز عسكرية.
وخلال عملية الدهم أقدم عدد من السوريين يركبون دراجات نارية على اضرام النار في 15 خيمة ضمن مخيم في محاولة منهم للفرار مما دفع الجيش الى اطلاق النار في اتجاههم فقتل احدهم وجرح اثنان. وبعد انتهاء عمليات الدهم تجمع عدد كبير من اللاجئين امام مبنى البلدية وهتفوا لتنظيم “داعش” ورفعوا رايته. وفي المقابل سجل بعد الظهر اخلاء ثلاثة مخيمات للاجئين السوريين بين بلدتي العين وجديدة الفاكهة في البقاع الشمالي اثر توقيف عدد من هؤلاء عمدوا الى رصد نقاط للجيش وتصويرها ولا سيما منها مرابض مدفعية كان نصبها الجيش في الفترة الاخيرة على مقربة من المخيمات. وأثارت عمليات الدهم احتجاج “هيئة العلماء المسلمين” التي اعتبرت انه “لا يمكن تبرير العقاب الجماعي الذي طاول اللاجئين السوريين في عرسال” داعية الى اجراء “تحقيق شفاف وحيادي في ما جرى”. واذ كانت هذه الهيئة دعت سابقا الى إحياء اليوم الجمعة تحت شعار “لا لذبح عرسال” رصد توجيه دعوات من بعض الجهات المتطرفة في طرابلس الى التظاهر اليوم استجابة لهذه الدعوة. كما وجهت في المقابل دعوة للتظاهر في الطريق الجديدة في بيروت دعما للجيش.
ولوحظ ان قائد الجيش العماد جان قهوجي زار امس دار الفتوى قبل انعقاد القمة الروحية فيها واعلن عقب لقائه المفتي عبد اللطيف دريان ان “الجيش حريص كل الحرص على أمن وسلامة أهلنا في عرسال ولا يوجد أي حصار عليها، وما يقوم به الجيش هو منع المسلحين الموجودين في جرود عرسال من دخول البلدة والاعتداء على المواطنين فيها”.
وقد سجل ليلا تبادل لاطلاق النار بين الجيش والمسلحين في وادي حميد بجرود عرسال.

السابق
حزب الله نعى حمزة وجيه زلزلي وعنصراً اخر قضيا في سوريا
التالي
اللواء: القمّة الروحية للإسراع بانتخاب رئيس وإدانة الشراذم المسلّحة