مجازر إسرائيل في صبرا وشاتيلا ركيكة مقارنة بمجازر الأسد

بشار الأسد
تحيي قنوات الممانعة ذكرى صبرا وشاتيلا باستعراض للأسى وتمجّد جرائم الأسد. وتنسى أن مجازر وإجرام العدو الصهيوني، أصبحت ركيكة أمام مجازر نظام قانون الطوارئ البعثي السوري الشمولي الممانع المتصدي فقط لشعبه.

نعود بالذاكرة الى الوراء، وتحديداً بالقرن الماضي بتاريخ 16 أيلول عام 1982، وذلك خلال الإجتياح الإسرائيلي للبنان، ودخول قواته العسكرية لمدينة بيروت، حيث إرتكبت الإسرائيلي وعملائه بمن عُرفوا آنذاك بـ”جيش لبنان الجنوبي” التابع للرائد العميل سعد حداد، وحزب الكتائب اللبناني، مجزرة مروعة بحق الشعب الفلسطيني داخل مخيمي صبرا وشاتيلا، كما لم تسلم من هذه المجزرة ايضا، بعض العائلات اللبنانية.
فقد أسفرت المجزرة عن مقتل 1000 شهيد من المدنيين العزل. ولا تزال تلك المجزرة المروعة، الذي اهتز العالم من اجلها، راسخة في ذهن الشعبين الفلسطيني واللبناني، خصوصا ً الذين عايشوا تلك المرحلة السابقة من القرن الماضي.
ما حفّزني على كتابة هذا المقال كان مشاهدتي لإحدى محطات التلفزيون المتعاطفة مع نظام الممانعة والمقاومة في سورية، وهي تحيي ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا عبر فيلم وثائقي، وتسجيل بعض المقابلات الخاصة، مع بعض الشخصيات اللبنانية والفلسطينية، التي تدور في فلك النظام السوري، المنضوية نفاقاً تحت شعار الممانعة، ضمن ما يسمى بجبهة الصمود والتصدي من اجل القضية الفلسطينية تحت رعاية نظام آل الأسد، من عهد الاب الراحل الى عهد الابن الحالي.
إلى هؤلاء المنافقين، الممانعين في جبهة الصمود والتصدي، لطالما اتحفتمونا بهذا الشعار الكاذب، فقط ولإنعاش ذاكرتكم المريضة، من أجل عودة ضميركم من غربته بالسلامة، يا أصحاب الممانعة والتصدي، بنفس السنة من عام 1982 وقبل مجزرتي صبرا وشاتيلا بثمانية اشهر، وتحديدا ً في شهر شباط 1982، وعلى مدى 25 يوما تقريبا، كانت ألوية بواسل سراية الدفاع التابعة لنظام حافظ الأسد، تحت قيادة شقيقه الدكتور رفعت الأسد، “دكتور الإجرام والمجازر الجماعية”، تقوم بمجازر عدة داخل مدينة حماة السورية، والتي اسفرت عن مقتل عشرات آلاف المواطنين السوريين، بعد ان مورست عليهم ابشع انواع فنون القتل والإجرام، التي تراوحت ما بين الدهس تحت مجنزرات دبابات آل الأسد، أو النحر بواسطة حراب “الكلاشنكوف”، أو عن طريق الإعدامات الميدانية.
ليس هذا فحسب يا ابطال الممانعة المتاجرين بالقضية الفلسطينية، الذين تتخذون من النظام السوري، بقيادة الرئيس بشار الأسد، قائدا وحاميا للقضية الفلسطينية، فماذا تفعل قواته الآن، في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة دمشق، غير قتل سكانه والحصار غير الاخلاقي والانساني له، ودكه بقذائف الدبابات والمدفعية، وايضا ماذا فعلت شبيحة نظام الأسد، وكتائب الموت التابعة لنظامه في مخيم الرمل باللاذقية عام 2011 خلال بدء الثورة عليه، غير التهجير لأهل المخيم، وتدمير المنازل، واعدام العشرات من الفلسطينيين ميدانيا من ابناء المخيم، بسبب رفضهم للمشاركة في القتال لجانب النظام ضد الثورة.
بالله عليكم اصمتوا، لقد اصبحت مجازر وإجرام العدو الصهيوني، ركيكة أمام مجازر نظام قانون الطوارئ البعثي السوري الشمولي الممانع المتصدي فقط لشعبه.
بالله عليكم اصمتوا، المجازر الدموية الصهيونية، التي ارتكبتها في مخيمي صبرا وشاتيلا عام 82، مرورا ً بمجزرتي “قانا” الجنوبية الأولى في عام 1996، والثانية في عام 2006 لا يتعدون عدد ضحاياها 6 آلاف شهيد، مقارنة مع هالة المجازر الذي إرتكبها، ولا يزل النظام الدموي في حزب البعث الشمولي في سورية، منذ عهد النظام السابق الراحل حافظ الأسد عام 1982، الى عهد الابن الرئيس الحالي لسورية بشار الأسد عام 2014 تعدت 150000 قتيل، ومن هذا المنطلق، وانصافا ً للحق بين المجرمين الطغاة، تكون مجازر العدو الإسرائيلي، ركيكة ودون المستوى مقابل هالة المجازر الذي ارتكبها نظام آل الأسد الممانع في فتح جبهة الجولان، المتصدي فقط للشعبين السوري والفلسطيني وحتى اللبناني، هذا النظام، الذي لا يليق به إلا شعار واحد، ألا وهو “نسرٌ فوق سورية ولبنان، وعصفورٌ على حدود الجولان”.

السابق
أسرار الأسرار
التالي
ظنوه يمزح ثم تدلى أمامهم مشنوقا