قطر تتولّى رسمياً ملف العسكريين.. ومعها تركيا

كتبت صحيفة “النهار” تقول : فيما اتجهت الانظار أمس الى العاصمة القطرية التي استقبل أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رئيس الوزراء اللبناني تمّام سلام وبحثا معاً في جملة من الملفات أبرزها ملف العسكريين المخطوفين، كانت محطة ثانية مهمة لم تسلط عليها الاضواء في طهران حيث التقى المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي مستشار المرشد الاعلى للشؤون الخارجية السفير علي ولايتي ونائب وزير الخارجية للشؤون العربية والافريقية السفير حسين أمير عبد اللهيان، وبحث معهما في الوضع اللبناني والتحديات التي تواجهها البلاد نتيجة الحرب في سوريا. واذ اعتبر المبعوث الاممي ان “مسألة الرئاسة يعود الى اللبنانيين حلها، وهي ملحة، والاهتمام الدولي وان يصار الى المضي قدما بها من دون تأخير اضافي”، تترقب الاوساط السياسية اللبنانية نتائج الزيارة التي تأتي بعد زيارته السعودية، وخصوصا بعد الدور الذي اضطلع به بلامبلي في تسهيل ولادة حكومة الرئيس سلام.

والى الدوحة حيث انهى الرئيس سلام والوفد المرافق له مساء امس زيارة وصفت بأنها ناجحة وخصوصاً بعدما توّجها أمير قطر بالاعراب عن رغبته في زيارة لبنان، مشجعاً بذلك الرعايا القطريين على رفع الحظر عنه، فضلا عن إطلاق الوساطة القطرية في ملف العسكريين المخطوفين الذي شكل مادة رئيسية على طاولة المحادثات الرسمية، وقد طلب سلام مساعدة قطر في هذا الملف، مؤكداً في الوقت عينه ان هذه القضية قيد المتابعة الحثيثة من الجميع، مشيرا الى ان الملف حساس ودقيق وان الافصاح عن مضمونه أو معطياته لا يساعد، ويتم التعامل معه بالثقة والعناية المطلوبتين.

وكشف سلام ان اللواء عباس ابرهيم بقي في الدوحة، آملاً في ان “نتمكن من التقدم خطوة خطوة في اتجاه معالجة هذا الملف الشائك”. وأوضح اللواء ابرهيم انه لم يزر قطر في اليومين الاخيرين بل تركيا. ويأمل الرئيس سلام أيضاً في أن يبحث في الملف مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي يزور قطر. ونقل عن اللواء ابرهيم ان تركيا أبدت استعدادها للمساهمة في اطلاق العسكريين.
وعلمت “النهار” ان وفداً أمنياً قطرياً سيصل الى بيروت غداً الثلثاء لمتابعة حركة الاتصالات من قرب.

من جهة أخرى، بثت “جبهة النصرة” شريط فيديو ظهر فيه العسكريان المخطوفان جورج خوري واحمد عباس اثناء اتصالهما بذويهما. وظهر خوري وهو يسأل شقيقته عما جرى معهم بعد مقابلته برفقة الشيخ مصطفى الحجيري. كما تحدث الجندي احمد عباس مع والده وسأله عن عائلته واهله وطالبه بتكثيف التحرك، كما طالب بإيصال صوته الى الاعلام. وذكر عباس ان المخطوفين الذين ظهروا في الفيديو من دون كلام هم سليمان الديراني وعلي البزال ومحمد طالب وناهي ابو الفوني ولامع مزاحم وعباس مشيك، وقال إنهم بخير ويلقون معاملة جيدة.

القضاء
وفيما دعا النائب وليد جنبلاط الى الاسراع في محاكمة الاسلاميين، قالت مصادر نيابية مواكبة لملف المخطوفين لـ”النهار” إن الرئيس سلام “يستحق الشكر على حركته السياسية وآخرها في قطر لايجاد حل لهذا الملف، لكن السؤال المطروح هو حول عدم تلازم الحركة القضائية مع حركة السلطة التنفيذية”. كما تساءلت: “لماذا لم تعلّق العطلة القضائية، وماذا يفعل كبار المسؤولين القضائيين خارج البلاد حالياً بينما الوضع يتطلب وجودهم في البلاد لبت الملفات العالقة والمتصلة بقضية المخطوفين؟”.

الانتخابات النيابية

ولم يغب الاستحقاق النيابي الذي يفرض نفسه ضمن أولويات المرحلة الراهنة وخصوصاً مع تعطل اقرار انشاء هيئة الاشراف على الانتخابات في آخر جلسة لمجلس الوزراء، على رغم موافقة 23 وزيراً، وذلك بعدما رفض وزير التربية الياس بو صعب الموافقة في انتظار مراجعة تياره السياسي.

وفي دردشة مع “النهار” في الطائرة المتجهة من بيروت الى قطر، قال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق رداً على سؤال عن استعدادات الوزارة للإستحقاق: “قمت بواجبي كاملا في التحضير لإجراء الانتخابات النيابية والوزارة باتت جاهزة لذلك، لكنني من موقعي لا اضمن إجراء الانتخابات في موعدها في ظل الظروف الأمنية الراهنة، وقد أبلغت مجلس الوزراء أنني لا أتحمل مسؤولية ذلك. وأضاف ان هذا الأمر يتطلب قراراً سياسياً يتخذ على مستوى الحكومة ومجلس النواب.

ومساء رد الرئيس نبيه بري عبر زواره الذين نقلوا عنه ” ان الحكومة مجتمعة مسؤولة عن الجواب عن عدم قدرتها على اجراء الانتخابات ولماذا لا يمكن اجراؤها”. وأضاف: “العراق كان في وضع امني أسوأ من بلدنا وتمت الانتخابات عند العراقيين”. وكرر موقفه الرافض للتمديد للمجلس قائلاً: “الجميع يعرفون حال المجلس انه معطل، فلماذا التمسك به؟”.

وسئل عن التعويل عليه لاخراج “أرنب” يحل هذه الازمة فأجاب: “قد تكون الانتخابات هي الارنب المطلوب والفرج الذي ننتظره وقد يحدد الاحجام السياسية ولا سيما عند القوى المسيحية، وربما شكل هذا الامر اختراقا للمواقف التي تتحكم في أزمة الرئاسة وتبرز الاحجام الانتخابية الامر الذي لا يساعد في الاستحقاق الرئاسي فحسب، بل الوضع ككل ليحكم الشعب وينبلج فجر جديد”.

خالد قباني والمهل القانونية
وسألت “النهار” الوزير السابق الخبير الدستوري الدكتور خالد قباني عن المخرج من المأزق الناجم عن عدم التزام المهل الدستورية وآخرها ما يتعلق بصدور مرسوم تعيين الهيئة المشرفة على الانتخابات النيابية، وهل هذا يعني إستحالة إجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها المقررة، فأجاب: “يمكن إستدراك الامر بعقد جلسة تشريعية لمجلس النواب لإصدار قانون جديد للانتخابات يحدد مهلا جديدة لإجرائها تفاديا للطعن فيها أمام المجلس الدستوري إذا ما أُجريت وفق القانون الحالي الذي شهد تجاوزا للمهل الدستورية المنصوص عليها فيه”. وشدد على استباق هذه الخطوة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية “الذي له الاولوية في إعادة الدولة الى المسار الصحيح”. وأوضح: “ان المطلوب إرادة جامعة ونية وتصميم للسير في هذا الاتجاه وإلا فإننا نكون ندور في حلقة مفرغة فنصل الى موعد إنتهاء ولاية مجلس النواب الحالي فنكون أمام أحد أمرَين: إما تمديد ولاية المجلس بسبب ظروف نحن أوجدناها بأنفسنا، وإما لا نمدد للمجلس فندخل عندئذ في الفراغ الخطير”.

الترشيحات
وتنتهي مهلة الترشيحات الساعة الثانية عشرة منتصف ليل الثلثاء – الأربعاء. وتقدم 162 مرشحاً حتى السبت بأوراقهم والمستندات المطلوبة وسجلوا ترشيحاتهم في مبنى وزارة الداخلية بالصنائع، والمتوقع أن يشهد اليوم الإثنين وغداً الثلثاء زحمة ترشيحات باعتبار أن كثيرين من السياسيين والطامحين اتخذوا قرارهم متأخرين أو انتظروا عمداً جلاء الصورة في ضوء احتمال تعثر عملية التمديد الثانية لولاية المجلس الحالي.

وعلمت “النهار” أن كتلة “المستقبل” ستعلن الترشيحات ويقدم التيار أوراق المرشحين الجاهزة لديه اليوم على الأرجح. والأمر نفسه ينطبق على كتلة “اللقاء الديموقراطي” التي سيترشح أعضاؤها النواب من دون تغيير في الأسماء. وتحمل اللائحة “القواتية” تغييرا في دائرة بشري إذ يحل اسم جوزف اسحق محل النائب إيلي كيروز، وتضم مرشحاً عن عكار هو العميد المتقاعد وهبي قاطيشا، ومرشحين اثنين لكسروان – الفتوح ومرشحاً للمتن الشمالي وخمسة مرشحين لدوائر بيروت الثلاث، ومرشحين اثنين في المتن الجنوبي، واثنين أيضاً في جزين، مع تغيير في زحلة يفرضه عدم رغبة النائب جوزف معلوف في الترشح مجدداً، وسيكون هناك مرشح للحزب في البقاع الشمالي وآخرون في مناطق أخرى ربما، في حين تبقى ترشيحات نواب الحزب في الكورة والبترون والشوف على حالها.

وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري لـ”النهار” إنه لن يترشح، لا هو ولا أحد من عائلة مكاري. وأضاف: “موقفي هذا لا يعني أنني غير ملتزم علاقتي مع رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري وقوى 14 آذار. وإذا حصلت إنتخابات – وأنا أشك في ذلك – فسأكون مجنداً لدعم أي لائحة في الكورة تدعمها قوى 14 آذار”.

السابق
أمير قطر وسلام: إطلاق آلية تفاوضية لإستعادة العسكريين
التالي
سوري ادعى انه تعرّض للخطف