الجيش يفكك سيارة مفخخة… والترشيحات للانتخابات النيابية متواصلة

كتبت “الشرق” تقول : كانت جدة المملكة العربية السعودية يوم أمس، قبلة أنظار العالم، على وجه العموم، والعرب واللبنانيين على وجه الخصوص، حيث احتشد وزراء خارجية إحدى عشرة دولة، من بينهم وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري، ونظيره التركي مولود جاويش اوغلو، لم يكن لبنان غائباً عنه ممثلاً بوزير الخارجية جبران باسيل، في مؤتمر خصص لبحث سبل مكافحة الارهاب وتأمين الدعم العربي والتعاون العسكري المطلوب لـ”الائتلاف الدولي” ضد ما يسمى بـ”داعش” واخواتها… وذلك على وقع الخطاب الذي وجهه الرئيس الاميركي باراك أوباما الى “الشعب الاميركي”، ودعا فيه الى “استراتيجية شاملة ومستدامة لمكافحة الارهاب الذي يمكن ان يتخطى شعبي العراق وسوريا والشرق الاوسط… ليصل الى الولايات المتحدة…”.

توزع الاهتمامات ولا جديد رئاسياً

إلا ان ذلك لم يحجب التطلعات الى الوضع الداخلي اللبناني، المأزوم والموزع، بين الازمة السياسية، حيث دخل لبنان يومه الحادي عشر بعد المئة من دون رئيس للجمهورية، ولا يظهر على الخط الرئاسي أية اشارات دالة على اقتراب موعد الخروج من هذا الفراغ، وبين الازمة الأمنية البالغة التعقيد والموزعة بدورها بين ملف العسكريين المختطفين، وما يمكن ان تحصله على هذا الخط زيارة الرئيس تمام سلام الى قطر يوم الاحد، وعمليات الخطف والخطف المتبادل، التي وإن انتهت على خير في اليومين الماضيين، إلا أنها ماتزال موضع متابعات من قبل أفرقاء سياسيين لوضع خطة عمل تنهي هذه الظاهرة، ناهيك بملف النازحين، وما يكتشف من “خلايا نائمة…”.

الترشيحات النيابية

هذا في وقت واصل الحراك على خط الترشيحات للانتخابات النيابية، حيث واصل النواب من الكتل السياسية كافة تقديم ترشيحاتهم الى وزارة الداخلية، قبل انتهاء المهلة ليل الثلاثاء – الاربعاء المقبل، من بينهم كان النائب نقولا فتوش، الذي كان تقدم باقتراح قانون لتمديد ولاية المجلس، وفي هذا أكد النائب فتوش لـ”الشرق” التزامه القانون، مادام القانون ساري المفعول، خصوصاً وان اقتراح القانون الذي كان تقدم به لم يقر بعد، وحين يقر تسقط كل الاعتبارات الأخرى… جازماً بأن لا صلاحية للمجلس الدستوري للنظر في هذه المسألة…

سلام الى قطر

وازاء الغموض الذي يلف مصير الوساطات – لاسيما القطرية منها – على خط الافراج عن العسكريين المخطوفين، فإن الأنظار تتجه الى الزيارة المرتقبة التي من المقرر ان يقوم بها رئيس الحكومة تمام سلام يوم الاحد الى قطر، على رأس وفد وزاري موسع، من المتوقع ان ينضم اليه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم ورئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير… وهي زيارة تستمر ليوم واحد، يلتقي خلالها الرئيس سلام أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الحكومة الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني.

وأهالي العكسريين يتفادون التصعيد

وفي هذا السياق واصل أهالي العسكريين “اعتصامهم المركزي” في ساحة الشهداء، وسط بيروت، وسط معلومات تتحدث عن “خطوات مستقبلية” يجري دراستها، لابقاء قضية أولادهم “حية وأولوية تتصدر اهتمامات المسؤولين”…

وبحسب أحد الناطقين باسم الأهالي، (حسن ابو بكر) فإن هناك “توجهاً نحو القيام بجولات على السياسيين ورجال الدين المعنيين والقادرين على مساعدتنا لايصال صوتنا… وما نريده هو فقط اطلاق أولادنا…”. وازاء ما يحكى عن تصعيد محتمل للتحركات، أكد “ان لا خطوات تصعيدية او قطع طرق…” لافتاً الى “ان التحرك القطري بات جدياً أكثر، واعتصامنا المركزي مستمر حتى عودة أبنائنا…”.

وليس بعيداً عن “مسلسل الخطف والخطف المضاد”، فقد أفرج أمس عن المخطوفين عبد الله البريدي وحسين حسن الفليطي من بلدة حورتعلا برعاية “حزب الله” وسلما الى وفد من الأمن العام بعدما كانت عائلة المصري من بريتال اختطفتهما منذ أيام على خلفية ملف العسكريين المخطوفين مطالبة بالافراج عن ابنها العسكري زيد المصري…

تحرك نيابي في بعلبك الهرمل

وفي هذا المجال، فقد كشف النائب مروان فارس عن “اجتماعات تشاورية” سيعقدها نواب بعلبك – الهرمل مع و”جهاء المنطقة” و”أركان العشائر” في المنطقة، يومي غداً السبت وبعد غد الأحد، بهدف “وضع حد لظاهرة الخطف والاعتداء، وإرساء معالجة جذرية لهذه الظاهرة…”.

ومن جهته دعا النائب غازي زعيتر الى اجتماع موسع في جامع اليحفوفة، يوم غد السبت، لفاعليات بعلبك بحضور ممثلين عن مختلف الاحزاب لاسيما “حزب الله” وحركة “أمل” و”القومي” للغرض نفسه…

الجيش يفكك سيارة مفخخة

وعلى المحور الأمني، فقد سجل الجيش انجازاً بالغ الأهمية جديداً، تمثل بتفكيك سيارة مفخخة، كان اشتبه فيها في عرسال، وتبين أنها تحوي مئة كلغ من المواد المتفجرة الموضبة داخل صفائح معدنية… وتحمل السيارة، وهي من نوع كيا بيضاء اللون، لوحة سورية، وضبطها الجيش في محلة عين الشعب حيث كانت مركونة، ونقلت لاحقاً الى أحد المراكز العسكرية…

وأشارت معلومات الى ان الجيش يبحث عن عدد من السيارات الأخرى المشتبه فيها، منذ ان أحكم قبضته على منطقة وادي الحصن في عرسال.

وكان الجيش أوقف في بكاسين – جزين 12 سورياً ضبطت في حوزتهم أجهزة كومبيوتر وأجهزة تواصل يبثون عبرها المعلومات عن المنطقة الى الجماعات الارهابية من تنظيمي “داعش” و”النصرة”.

وأكدت معلومات أمنية “ان التحقيقات مع الموقوفين تجري بسرية تامة… وهم كانوا يشكلون خلية نائمة تمكنت مخابرات الجيش من اكتشافها بعد عمليات رصد لتحركاتها واتصالاتها…”.

مؤتمر واشنطن ومطالب الراعي

إلى ذلك، فقد طالب البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي الدول العربية بالتحرك قبل غيرها تجاه المآسي التي يتعرض لها المسيحيون في الشرق… ولفت في كلمة حضرها عدد من أعضاء الكونغرس الاميركي بمناسبة انعقاد مؤتمر دعم مسيحيي المشرق في واشنطن، الى ان اضطهاد المسيحيين في العالم اليوم حقيقة موثقة، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ الاجراءات التي تهدف الى:

1- تحرير القرى المحتلة من قبل “داعش”.

2- تسهيل عودة النازحين الى قراهم وبيتهم في الموصل وسهل نينوى.

3- ايجاد منطقة آمنة وضمان سلامة هؤلاء بالتنسيق مع الحكومتين العراقية والكردستانية.

4- دعوة المجتمع الدولي للبحث عن الدول التي تدعم الحركة الارهابية، ومنع المدارس والجوامع من نشر “الفكر الجهادي”.

وكان عدد من أعضاء الكونغرس تحدثوا في اللقاء واجمعوا على التأكيد “ان داعش والمنظمات الارهابية يشكلون خطراً كبيراً على الشرق بأجمله خصوصاً على المسيحيين…” ودعوا الى ضرورة التحرك بسرعة لمكافحة الارهاب وحماية الحريات”. كاشفين أنه “سيصار الى التحضير لوضع مشروع قانون في الكونغرس يتناول حماية الأقليات الدينية في الشرق الأوسط…”.

… وسينودس الأرمن الكاثوليك

وفي هذا السياق، فقد دعا سينودوس الأرمن الكاثوليك الذي اختتم أعماله في بزمار أمس “الدول الكبرى وهيئة الأمم المتحدة والجامعة العربية والمجالس الدولية لحقوق الانسان على رفض العنف والعدوان والظلم ووضع حد لوقف الوضع الدامي في العراق وسوريا وغزة ولبنان الذي أجبر كثيرين على ترك منازلهم وأوطانهم…”.

دريان لسفير إيران: لتهدئة خطاب حلفائكم

على صعيد آخر، وبعد زيارته – على رأس وفد من السفارة – مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان للتهنئة، أكد السفير الايراني في لبنان محمد فتحعلي “ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تعوّل كثيراً على ضرورة حفظ وترسيخ الأمن والهدوء في لبنان… ولن تألو جهداً في مجال دعم الوحدة الوطنية والاسلامية في لبنان…”.

بدوره ركز المفتي دريان، على نقطتين أساسيتين، الأولى: ضرورة اهتمام الجمهورية الاسلامية الايرانية بعلاقات حسن الجوار مع الدول العربية حرصاً على المصالح المشتركة وانسجاماً مع ضرورات التاريخ والجغرافيا والدين. والثانية: المساعدة على تهدئة الخطاب السياسي والديني في لبنان لدى الأطراف القريبة من إيران… ما يساعد على تفويت الفرص أمام تمرير الفتن المذهبية وإحباط كل ما يخطط للايقاع بين المسلمين في لبنان…”.

السابق
هاني فحص: العمامة الجذّابة… بقلمها
التالي
أوباما وعد بحماية الأقليات… ولبنان شريك ضدّ الإرهاب