الجراح: هناك من يخطط لفتنة كبيرة في البلد من خلال عرقلة المفاوضات

نظم “تجمع بيروت” لقاء مع عضو كتلة المستقبل النائب جمال الجراح، ضمن سلسلة اللقاءات التي يقيمها في منزل رئيس التجمع محمد أمين الداعوق في بيروت.

بعد الكلمة الترحيبية للداعوق، قال الجراح: “ان ما تشهده منطقة عرسال اليوم هو جزء من المخطط الذي بدأ مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان يمثل رمزا للإعتدال والجميع يعلم منذ الإستقلال الى اليوم ان الطائفة السنية كانت عامل توازن واعتدال وتواصل بين الطوائف كافة، وكانت عاملا ايجابيا في بناء الوطن منذ 1943 لغاية الحرب الأهلية، وقد امتنعوا في الحرب عن المشاركة في الدم والقتال وحسنا فعلوا. وبعد استشهاد الرئيس الحريري بساعات رأينا ما سمي بـ”ابو عدس” يقول ان التطرف السني قتل الإعتدال السني، وهذا ما خلق معركة بين اعتدالنا وتطرفهم. اذا هناك تطرف سني قتل الإعتدال، اذا لم يعد مطلوبا هذا الإعتدال وهذا ما يبرر تطرف الآخرين اي التطرف الآتي من ايران والذي يملك مشروعا سلطويا وهيمنيا وعسكريا يريد ان يبرر وجوده، فاخترعوا قصة بـ “ابو عدس” ليقولوا للرأي العام ان التطرف السني هو من قتل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وان لدى السنة متطرفين وبالتالي التطرف يبرر التطرف”.

اضاف: “منذ فترة ونحن نسمع بـ”النصرة” و”داعش” و”الإرهاب السني” وغيره من المسميات. في الحقيقية، نحن نقول اليوم لا شك ان “داعش” هي منظمة ارهابية. واليوم نلاحظ مدى التركيز خصوصا في الاعلام على هذه التنظيمات الإرهابية واظهارها انها حالة الإرهاب الوحيدة في المنطقة، ويتم اخفاء إرهاب بشار الأسد واجرامه وقتله الناس بالبراميل وبالاسلحة الكيماوية، ويتم اخفاء ايضا ارهاب المالكي الذي مارس ابشع انواعه في العراق ضد الطائفة السنية، وكانت هناك فرقة رسمية تابعة لوزارة الداخلية العراقية، تسمى بفرقة “الموت” وهي متخصصة بإعدام وتصفية رموز السنة في العراق. وكلنا نعلم عبر التاريخ ان الإرهاب يولد الإرهاب، اي عندما يمارس نظام بشار الأسد كل هذا الإرهاب والقتل لا بد ان تقوم حركة تقاوم هذا الإرهاب ويمكن ان تستخدم اسلوب الإرهاب ذاته الذي يمارسه هذا النظام”.

وتابع الجراح: “لقد اخترع بشار الأسد ونظامه ما يسمى اليوم بـ “داعش” وهناك ادلة واضحة على هذا الكلام لأن معظم رموز هذه التنظيمات كانت موجودة في السجون السورية والعراقية، والأغرب من ذلك ان “داعش” لم تصطدم مع النظام السوري الا مؤخرا وكان الاصطدام بسبب خلاف على ثمن حقل بترول. والغريب ايضا انهم يتنقلون داخل سوريا وعلى حواجز النظام بشكل طبيعي، بمعنى آخر كان النظام السوري يحاول الاستفادة بالحد الاقصى من هذه الحركات المتطرفة، وكان يدعمها ويسهل لها امورها كي يظهر للرأي العام ان هناك اسوأ من النظام الأسدي وبالتالي بين السيء والأسوأ يختارون الأسوأ. وقد نجح الى حد كبير بهذا المخطط الإرهابي، الى ان خرجت الامور عن السيطرة واستطاعت “داعش” ان تسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، والذي دفع الدول الى تشكيل تحالف دولي كبير للقضاء على هذه المنظمة”.

وعن عرسال قال: “لا شك انها بلدة عروبية مسلمة قومية، وقد استضافت النازحين السوريين بكل محبة، لكن بعد معركة القلمون الذي شارك فيها “حزب الله” بشكل كبير طرد أهالي القلمون الى الجبال، ولأن الناس خصوصا في القرى البقاعية وتحديدا عرسال متعاطفة مع الثورة السورية سمح للنازحين بتأمين احتياجاتهم من القرى المجاورة. والجدير ذكره ان “حزب الله” مني بهزائم كبيرة في الفترة الاخيرة في القلمون، واتضح ان “حزب الله” والنظام السوري لم يستطيعوا ان يسيطروا سيطرة كاملة على القلمون كما ادعوا، وبالتالي الإشتباك الذي يحصل بشكل يومي هو لمصلحة الثوار وليس لمصحلة “حزب الله”، فصار هناك نوع من الضرورة لوضع الجيش اللبناني بمواجهة المسلحين. وهناك اسئلة كثيرة تطرح: كيف تم اعتقال عماد جمعة خصوصا انه يقال ان هذا الرجل يتنقل في عرسال يوميا، والاغرب من ذلك هي ردة فعل المسلحين على اعتقاله، والحرب التي افتعلت من اجله. ولكن نستطيع القول اليوم ان المطلوب هو محاصرة عرسال ومنعها من اداء دورها لأن حصارها يريح “حزب الله” في منطقة القلمون، ولا بد ان نثني على دور قيادة الجيش التي تصرفت بحكمة وبمسؤولية. ورغم كل هذا هنالك 16 شهيدا من منطقة عرسال و44 شهيدا من النازحين السوريين اضافة الى عشرات الجرحى”.

وقال: “وبعد الحرب التي شنت على عرسال واهلها وبعد خطف الجنود كانت هنالك محاولات عديدة لإطلاق سراح جميع الاسرى، ولكن هناك جهات تعيق هذه المفاوضات. والأغرب من ذلك ان كل الدول التي لديها اسرى عند احد تفاوض وتتحمل المسؤولية كاملة، ولكن اليوم ومع الإشتباك السياسي الحاصل خصوصا داخل الحكومة وقي الوقت الذي يقف فيه “حزب الله” ضد المفاوضات هو يفاوض “جبهة النصرة” لاسترجاع مقاتليه، وفي الوقت ذاته يعرقل المفاوضات لاسترجاع الجنود، كي نصل الى ما وصلنا اليه من تأزم في الشارع وبدء عمليات الخطف والخطف المضاد. واعتقد ان هناك مخططا مدروسا اليوم من خلال توزيع السلاح في مناطق معينة وعزل عرسال عن محيطها، وعرقلة مساعي المفاوضات لإطلاق العسكريين، وهذا يدل على ان هنالك من يخطط لفتنة كبيرة في البلد في ظل فراغ رئاسي وغياب المجلس النيابي، وحكومة مهددة بكل لحظة وعند اي مرسوم بالانفجار، بمعنى آخر استرهان البلد لمصلحة ايران”.

وختم الجراح: “نحن اليوم لا يمكننا الا ان نكون في خط الاعتدال وهذا نهج الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي “لبنن السنة وعرب المسيحيين”، وطبعا لا يمكن ان ننسى دور المملكة العربية السعودية ووقوفها الى جانب الشعب اللبناني والى جانب جيشه عبر الهبات التي قدمتها مؤخرا من اجل دعم تسليح الجيش اللبناني، وكفريق سياسي لن نكون الا الى جانب الجيش اللبناني والى جانب مؤسسات الدولة، ولكن هناك فريق لا يريد ان يسلح الجيش لأن مشروع الجيش يتناقض مع مشروع المليشيا، وهو لا يريد دولة انما دويلة”.

السابق
الشيخ علي قدور والمسلمون العلويون في المجمع الثقافي الجعفري
التالي
المحكمة الدولية: جلسة تمهيدية في الدعوى بحق الأمين في 12 أيلول