مساعدات النازحين في العرقوب: للبيع

دأبت الجمعيات ومفوضية الأمم المتحدة للاجئين على توزيع المساعدات للنازحين السوريين على شكل قسائم يستبدلونها بمواد غذائية، فكيف تحوّلت المساعدات إلى تجارة في منطقة العرقوب في جنوب لبنان (ومناطق أخرى)؟

يعيش في منطقة العرقوب جنوب لبنان ما يقارب الـ 1500 عائلة سورية نازحة، تشكل تحدٍّ كبير للجمعيات والمؤسسات الإنسانية في ما يخص تأمين المساعدات لها وخاصة الغذائية منها. ومع كثرة الجمعيات والمؤسسات، تكثر المساعدات المقدّمة للعائلة الواحدة لدرجة تفوق حاجاتها، ما يدفعها للتصرف بها بطرق أخرى غير إستهلاكها.
ففي جولة على بعض قرى المنطقة، أكد بعض النازحين لـ”جنوبية” أن بعض أصحاب الدكاكين يبدلون مساعدة توزّع على النازحين وقدرها 30 دولار مقابل أموال نقدية يصل قدرها لـ35 أو 30 ألف ليرة لبنانية ما يعني أن صاحب الدكان يكسب أقله عشرة ألاف ليرة إضافة لما سيكسبه في وقت لاحق بعد ان يصرف تلك المساعدة.
كلام النازحين أكّده أحد أصحاب الدكاكين، وتحدّث بصراحة عن وجود دكاكين تقدم على هذا الموضوع، “حيث تحصل العائلة على القسيمة المالية من الأمم المتحدة وتصرفها بعدها فتلاحظ أن المساعدات التي حصلت عليها تفوق حاجتها، فيعرض أحد اصحاب الدكاكين تبديل بعض السلع مقابل سلع تهمّ النازح، أو أن النازح نفسه يعرض تبديلها وهذا ما يحصل فعلا”. وأضاف: “هناك محلات تمارس النصب العلني على النازحيين بحيث تبدل السلع مقابل سلع أرخص وبالتالي يكون صاحب المحل قد إستفاد لناحية تبديلها مع النازح أولا، ولناحية بيعها للزبون ثانيا وهذا يحقق له له ربحا كبيرا”.
مالك دكان آخر يؤكد أيضا شراء المساعدات مقابل المال من قبل أصحاب الدكاكين، ويشير إلى أن “الأمر قائم بشكل طبيعي جدا وامام الجميع”، مشيرا إلى أن “العديد من النازحيين يبيعون المساعدات التي تصلهم – ومنها الأغطية والطناجر وغيرها- لأبناء القرى التي يعيشون فيها”.
مصادر مطلعة على ملف النازحيين والمساعدات أكّدت أنّ “موضوع تبديل المساعدة التي يقبضها النازحون على شكل قسائم مقابل المال أمر صحيح”، وأضافت “أن معظم الجمعيات –إن لم يكن كلها- لا تعرف كيف يتصرف النازح بالمساعدات. كما وليس من شأنها متابعة هذا الأمر أو أن تنبه النازحيين والدكاكين لعدم ممارسة أمور كهذه”.
وإلى جانب قضية بيع المساعدات وتبديلها، تبرز عدة مشاكل أخرى تحدثت عنها نفس المصادر ومنها أن بعض الجمعيات العاملة في المنطقة تتعامل مع النازحين على أسس طائفية وسياسية وليس إنسانية في ما يخص توزيع المساعدات، ومشيرة إلى أنه “خلال فترة الإنتخابات الرئاسية السورية قامت إحدى الجمعيات الدينية بتهديد بعض النازحين بقطع المساعدات عنهم في حال شاركوا بالتصويت، لا بل أنها قطعت المساعدات عن بعضهم بإعتبار أنهم أدلوا بأصواتهم”.
كما وتحدث بعض النازحين عن تلك المشاكل نفسها، وأضافوا أيضا أن بعضهم لم يتلق مساعدات من الأمم المتحدة منذ أشهر في وقت أنهم مسجلون لديها، وإشتكوا أيضا من أن الأمم وزعت مبلغ قدره 300$ على بعض النازحين في بلدة شبعا في وقت أنهم لم يحصلوا على دولار واحد.

السابق
رحيل نجمة الانتقادات اللاذعة
التالي
هذا ما قاله «أبو قتادة» عن داعش