دواء فاعل يسيطر على قصور القلب

القلب

لقصور عضلة القلب علاج واعد يشكل ثورة في مجال علاجات مشكلات القلب، يحد من معدل الوفيات بنسبة 60 في المئة اي بزيادة 20 في المئة عن العلاجات السابقة، كما يحسن نوعية حياة المريض ويخفض نسبة دخوله الى المستشفى بمعدل 21 في المئة عن السابق. منحته هيئة الأغذية والأدوية الأميركية اجراءات اعتماد سريعة، ليتمكن من استخدامه في الولايات المتحدة الاميركية نهاية هذه السنة، بعدما اثبتت دراسة شاملة فاعليته.
نتائج هذه الدراسة وخصائص العلاج الجديد تحدث عنهما عدد من الخبراء الاختصاصيين الذين التقوا في اكبر تجمع علمي شارك فيه نحو 30 الف طبيب قلب من انحاء العالم، في المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية للقلب، والذي عقد هذه السنة في برشلونة، وكشف خلاله عن نتائج جديدة تبشر بالحد من معدلات الوفيات الناتجة عن الإصابة بقصور القلب من خلال استخدام الدواء الجديد.
وكان مؤتمر صحافي للشركة عرضت خلاله الدراسة وقدرة الدواء الجديد على خفض معدلات حجز مرضى القلب في المستشفيات لتلقي العلاج، الى نجاحه في الحد من الوفيات الناتجة عن تلك الأمراض، وتحسينه نوعية حياة المريض .
شملت دراسة PARADIGM- 8442 HF مريضاً، وهدفت الى التأكد من قدرة دواء LCZ696 على زيادة معدلات نجاة المرضى مقارنة بالعلاجات التقليدية التي اثبتت فاعليتها، والأدوية الأخرى المستخدمة حالياً لعلاج مرضى قصور القلب، ودواء آخر “مثبط للإنزيم المحول للانجيوتنسين”.
ويشار الى ان أكثر من 26 مليون مريض مصابون بمرض قصور القلب في العالم، ويواجهون جميعاً خطورة الوفاة وسوء نوعية الحياة، على الرغم من العلاجات المتوافرة. ونظراً لخطورة المرض والحاجة الملحة لعلاجات جديدة، قررت هيئة الأغذية والأدوية الأميركية منح العقار الجديد إجراءات سريعة لإنهاء الإجراءات المتعلقة بالأدوية الجديدة التي ستستخدم لعلاج الأمراض التي تهدد حياة المرضى في أسرع وقت.
وكانت خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية للقلب، عدد من المحاضرات العلمية التي تحدثت عن العلاج الجديد وفاعليته، واستعرضت البيانات المتعلقة بسلامته طبقاً للدراسة التي أكدت عدم خطورة الأعراض الجانبية وقدرة المرضى على تحملها، خصوصاً ان البحوث عنه استمرت سنوات طويلة.
والدواء هو قرص يتناوله المريض مرتين يومياً، وهو العلاج الأول من نوعه الذي يعمل بطرق متعددة على الأنظمة الهرمونية العصبية للقلب، ويعزز دفاعات الجسم الطبيعية ضد قصور القلب، ويعمل أيضاً على منع الأنظمة الضارة. ويعرف عقار LCZ696 بأنه مثبط مستقبل أنجيوتنسين، وبقدرته على الحد من مشكلات هبوط القلب، وتحفيز العضلة على التعافي.
وشملت الدراسة التي تعد الاكبر على صعيد قصور القلب 8442 مريضاً بهبوط القلب قسّموا ضمن مجموعتين من المرضى تم فحصهما عشوائيًا، واجريت المرحلة الثالثة منها لتقويم فاعلية الدواء وسلامته مقارنة بدواء آخر شائع استخدامه باعتباره مثبطاً للإنزيم المحول للانجيوتنسين. وكانت دراسة PARADIGM-HF قد بدأت في كانون الاول 2009، وأكدت لجنة متابعة بيانات الدراسة في آذار 2014 أن المرضى الذين تم علاجهم بدواء LCZ696 انخفضت بينهم حالات الوفاة بسبب أمراض القلب، مما دعا إلى إنهاء تجارب العقار مبكرًا لثبوت نجاحه.
ويسبب قصور القلب ضعف الجسم، ومن الممكن أن يهدد حياة المريض، لأن القلب لا يستطيع ضخ كميات كافية من الدم. ومن ابرز الأعراض ضيق او صعوبة في التنفس، السعال او الصفير عند التنفس والتعب الشديد، تورم الاطراف نتيجة احتباس السوائل، وزيادة الوزن نتيجة تراكم السوائل، الغثيان، مما يؤثر سلباً على جودة الحياة.
ويعد المرض إحدى المشكلات الصحية العامة إذ يكلف اقتصاد العالم 45 مليار دولار سنوياً، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم إلى الضعف بحلول 2030. واثبتت الدراسات ان شخصاً من كل 5 اشخاص فوق سن الاربعين سيعانون من القصور خلال مرحلة من حياتهم. وهو السبب الاول لدخول المستشفى عند الاشخاص ما فوق سن الـ65، وهناك مريض من 10 سيتوفى خلال 30 يوماً بعد دخول المستشفى لتلقي العلاج. و30 في المئة من مرضى قصور القلب سيتوفون خلال السنة الاولى من الاصابة.

السابق
الاستراتيجية العسكرية التي ستعتمدها دول الناتو لمواجهة التنظيم
التالي
مسلحون ملثمون اقتحموا منزل مكاري في انفه وسرقوا بارودتين