تقدم لـ«النصرة» في القنيطرة

خطفت التطورات العسكرية في منطقة الجولان السوري المحتل الأنظار مما يجري في بلدة محردة ذات الغالبية المسيحية في ريف حماه حيث وسع الجيش من سيطرته حولها، مع فتح «جبهة النصرة» والمجموعات الإسلامية المسلحة معركة جديدة في القنيطرة، بينما قررت الفصائل في الغوطة الشرقية الاتحاد تحت قيادة واحدة في خطوة تثير العديد من التساؤلات.

وقالت مصادر ميدانية معارضة إن مجموعات مسلحة تمكنت من السيطرة على مدينة القنيطرة القديمة، بالإضافة إلى معبر القنيطرة مع الجولان المحتل، بينما لم يصدر أي تعليق رسمي على الأحداث. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في بيان، ان «مقاتلين من جبهة النصرة وكتائب إسلامية سيطروا على معبر القنيطرة عقب اشتباكات عنيفة مع الجيش».
وكانت «جبهة النصرة» أطلقت، مع «لواء فلوجة حوران» و«جبهة ثوار سوريا» و«سرايا الجهاد» و«جماعة بيت المقدس» الإسلامية و«أحرار الشام»، معركة باسم «الوعد الحق» بهدف السيطرة على المدينة المدمرة في القنيطرة والمعبر الواصل مع الجولان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة جندي نتيجة إطلاق نار مصدره سوريا، مشيرا إلى انه رد بقصف موقعين للجيش السوري في الجولان.
ويشير مصدر مطلع على التطورات في المنطقة إلى أن المعركة الأخيرة لا تحمل أي أهمية عسكرية، باستثناء أن مساحة أكبر من الشريط مع الجولان أصبحت تحت سيطرة المجموعات المسلحة.
وعن إمكان التقدم نحو المدينة الجديدة في القنيطرة كما روج بعض المعارضين، فيرى المصدر أن الأمر مستحيل بوجود قطع عسكرية ضخمة، مثل «اللواء 90» و«الفرقة السابعة» والمقرات العسكرية في المدينة والتحصينات على جبل الشيخ المشرف على كامل الجولان، بالإضافة إلى وجود عدة بلدات وقرى، مثل خان ارنبة والحمدانية، تشكل خطوط دفاع رئيسية عن المدينة.
واستغرب المصدر أن «تشارك الفصائل الإسلامية في المعركة، بعد أن غابت لأشهر عن المواجهات في المنطقة الجنوبية، وخاصة درعا، قبل أن تقرر في وقت واحد المشاركة جنباً إلى جنب مع ألد أعدائها جبهة ثوار سوريا. ويأتي كل هذا بالتزامن مع هدوء نسبي تشهده منطقة حوران، التي لم تعد تشهد أي عمليات عسكرية، باستثناء كمين نصبه الجيش قبل أيام، أدى إلى مقتل عشرات المسلحين».
وفي ريف حماه، اخفق الهجوم الذي شنته «جبهة النصرة» على بلدة محردة، بعد هجوم معاكس شنه الجيش، تمكن خلاله من استعادة حواجز ونقاط على الطريق بينها وبيـن حلفـايا التي تعد مركز الانطلاق الأساسي للهجوم على البلدة، التي تضم غالبية مسيحية.
وفي دمشق، عاد الهدوء إلى حي برزة بعد توتر عاشته المنطقة خلال ساعات ليل أمس الأول. وقال مصدر محلي ان مشاجرة بين شخصين تطورت إلى تضارب وطعن بالسكاكين قبل تدخل قوة من المسلحين، وتعرض نقطة للجيش لإطلاق نار وإغلاق الطرق المؤدية إلى الحي الذي وقع اتفاقاً للهدنة.
وفي الغوطة الشرقية، ظهر إلى العلن تشكيل عسكري جديد يجمع «جيش الإسلام» و«الاتحاد الاسلامي لأجناد الشام» و«فيلق الرحمن» و«ألوية الحبيب المصطفى» و«حركة أحرار الشام».
وذكر بيان صادر عن المجتمعين انه «تم تشكيل القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة، وتم التوافق على تعيين زهران علوش رئيسا وأبو محمد الفاتح نائباً له، وذلك للعمل على توحيد الجهود وفك الحصار عن الغوطة الشرقية، ودعم القضاء الموحد وضمان أمن الغوطة الشرقية ومحاسبة كل المجرمين».
ويعد هذا التجمع الأكبر في سياق الفصائل المسلحة في ريف دمشق. ويحمل جملة من التساؤلات، بداية من غياب «جبهة النصرة» عن التجمع، ومصير كل من «الجبهة الإسلامية» و«مجلس قيادة الثورة» الذي تشكل مؤخراً، وخاصة أن الكيان الجديد يقوده زهران علوش القائد بدوره لـ«الجبهة الإسلامية»، التي تتشكل من «جيش الإسلام» و«صقور الشام».

 

السابق
بري دعا الى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 2 ايلول
التالي
السعودية: سحب حقائب مدرسية عليها علامة ’الصليب’ من الأسواق