400 ألف طفل فلسطيني بحاجة الى رعاية نفسية بعد حرب غزة

قال الناطق باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أنروا) كريس جانيس التي يعمل لديها 200 معالج نفسي في ما يصل إلى 90 عيادة في غزة، إن ’المرة الأولى التي يمر فيها طفل بحدث صادم مثل الحرب، يكون الأمر مروعاً بشدة’.
وأضاف أنه ’في المرة الثانية يكون الأمر أكثر من مروع لأن الطفل يتذكر الجوانب الأسوأ للحرب الأخيرة، بالإضافة إلى تأثير الحرب الحالية. ثم تكون المرة الثالثة مروعة أكثر وأكثر لأن الذكريات المتراكمة للحرب تتجمع’.
ويحاول طبيب الأطفال ربيع حمودة في عنبر في مستشفى الشفاء أكبر مستشفى في غزة، أن يرصد أي استجابة من عمر (ثلاث سنوات) وشقيقه محمد الذي أتم شهره الثامن عشر، أملاً في أن يتفوها ببعض الكلمات أو ربما ابتسامة.
كل ما يفعله الطفلان اللذان انتشرت على جسديهما حروق وجروح أحدثتها الشظايا التي أصيبا بها من القذيفة الإسرائيلية التي أصابت منزلهما في قطاع غزة، هو أنهما يحملقان في الطبيب على مدى سبع دقائق متواصلة. وأخيراً وبينما كان حمودة يستثيرهما برفق بالتظاهر بأنه يخلط بين اسميهما أو يخفي هدية بينما يشير طبيب آخر إليه بهدوء، بدأت ابتسامة ترتسم على وجه محمد -الطفل الأصغر- وبدأ عمر يصرخ عندما يسمع اسمه. يشرح حمودة الذي يرأس فريقا من 150 معالجاً نفسياً يعملون لدى “المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات” ومقره غزة ’في البداية لم يكن هناك استجابة من الطفل عمر معنا. لم يكن حتى يرضى أن يقول ما اسمه”. ويضيف “لقد حدث تقدم كبير مع هؤلاء الأطفال” وقد بدا على وجهه شعور بالارتياح وإحساس هادئ بالإنجاز. وتابع قائلا “في البداية لم يتحدثا ورفضا التواصل. لكننا الآن ومع الجلسة السادسة نشهد تقدما جيدا’. وعمر ومحمد وهدان اثنان من بين 400 ألف طفل في غزة تقدر الأمم المتحدة أنهم في حاجة إلى رعاية نفسية ليس فقط بسبب الحرب الأحدث في القطاع، وإنما أيضاً بسبب الحروب الثلاثة السابقة التي خاضها القطاع مع إسرائيل منذ العام 2006.

السابق
السبانخ ستصبح وقوداً لسيارتك!
التالي
أوروبا تؤيد ارسال بعثة لمراقبة معبر حدودي بين مصر وغزة