لا جديـد اقليميـاً يدفع لمـلء الشـغور قبل تشــرين

الفراغ الرئاسي

{لن تحمل الجلسة العامة للاستحقاق الرئاسي المحددة غداً في دورتها العاشرة جديداً يحدث تغييراً في الواقع القائم. فالمواقف على حالها خصوصاً لقوى الرابع عشر من آذار المصرة على الحضور الى مبنى المجلس النيابي في ساحة النجمة للمشاركة في الجلسة ولقوى الثامن من آذار المصرة بدورها على موقفها المقاطع والاكتفاء بحضور استطلاعي لرصد سير الأمور ومواقف الكتل النيابية من الاستحقاق الرئاسي.

وفي وقت استكمل فيه رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط تحركه في اتجاه رؤساء الأحزاب والكتل النيابية المؤثرة في ملء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للبلاد ولم يفلح في تحريك المياه الراكدة في بركة الاستحقاق الرئاسي على ما تسرب من معلومات والمواقف المعلنة من جلسة غد، تقول مصادر في قوى الثامن من اذار انها لا نتوقع جديداً من شأنه ان يدفع لملء الشغور الرئاسي قبل تشرين الأول والثاني المقبلين عازية ذلك لأسباب عدة أبرزها.

أولاً: عدم توقع انضاج المحادثات الأميركية – الإيرانية في شأن الملف النووي. وتالياً المحادثات السعودية – الإيرانية والإيرانية – السورية، الملفان الأكثر تأثيراً على الأوضاع في لبنان قبل فترة شهرين خصوصاً بعد اشتراط سوريا ان يكون لها رأي في شخص الرئيس الجديد للبلاد والتأكد من قدرتها على التعقيد والتعطيل في الملف الرئاسي من خلال مسار الأمور على الأرض سياسياً ونيابياً.

ثانياً: تسليم القوى السياسية والحزبية اللبنانية بهذه المعادلة الإقليمية وانتظار ما من شأنه دولياً واقليمياً ان يدفع في اتجاه مبادرة او حل ما يخرج الأمور من عنق الزجاجة على غرار ما كان يحصل سابقاً عندما كانت تبادر دول عربية واقليمية الى جمع الفرقاء اللبنانيين والتقريب في ما بينهم لإيجاد الحل المنشود.

ثالثاً: التأكد من ان عودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لا تحمل في أولوياتها إجراء الاستحقاق الرئاسي انما تتمحور حول المكرمة السعودية للقوى العسكرية والأمنية اللبنانية وكيفية وضعها موضع التنفيذ اضافة الى تعزيز نهج الاعتدال ومواجهة الإرهاب والتنظيمات التكفيرية المتطرفة وذلك ليس لقناعة منه بعدم أهمية أو أولوية الاستحقاق انما لتبينه ثبات قوى الثامن من اذار على موقفها من مرشحها وإصرارها عليه راهناً.

رابعاً: تأكيد الحريري نفسه على ان عودته الى لبنان هي للعمل على منع الفتنة على أشكالها المختلفة والإسهام في تمكين الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية من الإمساك بزمام الأمور على الأرض خصوصاً بعد التأكيد ان ما جرى في بلدة عرسال البقاعية هو سيناريو خارجي من تنفيذ “داعش” وجبهة النصرة وسواها من العناصر الإرهابية المتطرفة قابل للتكرار في غير منطقة حدودية او قريبة من الحدود اللبنانية السورية حيث المؤشرات والمعلومات تدل الى قابلية الأرض لذلك نظراً لازدحامها بالنازحين من مختلف الفئات والعقائد والتيارات السورية.

خامساً: رغم التكتم الشديد على نتائج اللقاء الذي عقده الحريري مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري والذي كان يفترض ان يؤدي تلقائياً الى لقاء الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله فقد استبعدت المصادر نفسها انعقاد اللقاء بين الأخيرين لقناعة الحزب ان ظروفه لم تنضج بعد خصوصاً وان الحريري لم يغير في مواقفه وتحديداً من الوضع في سوريا.

السابق
هل تتحول جلسة الانتخاب العاشرة الى طاولة حوار غير رسمي؟
التالي
مصادر كهرباء لبنان: لعدم التجاوب مع موجة التحريض