رامي اﻷمين والجديد والحقد على الحريري

رامي الأمين
صحيح أنه في غياب الرئيس سعد الحريري زرع وئام وهاب شعرا وأنقذت زهرة سمير جعجع من الموت، لكن الصحيح ايضا ان بعض الصحافيين الذين عملوا في مؤسسات الحريري وتركوها لا زالوا بحاجة لدفع "فاتورة" حتى يصدر عنهم حزب الله عفوا ويسامحهم على ما قالوه وفعلوه خلال عملهم في مؤسسات الحريري، ومنهم رامي اﻷمين الذي أنجز تقريرا حاقدا لا علاقة له بالصحافة ولا بالسياسة ولا حتى بالمنطق.

صحيح أنه في غياب الرئيس سعد الحريري زرع وئام وهاب شعرا وأنقذت زهرة سمير جعجع من الموت، لكن الصحيح ايضا ان بعض الصحافيين الذين عملوا في مؤسسات الحريري وتركوها لا زالوا بحاجة لدفع “فاتورة” حتى يعفو عنهم حزب الله ويسامحهم على ما قالوه وفعلوه خلال عملهم في مؤسسات الحريري، ومنهم رامي اﻷمين الذي أنجز تقريرا حاقدا لا علاقة له بالصحافة ولا بالسياسة.. ولا حتى بالمنطق.

كثيرون البارحة، من أنصار الرئيس سعد الحريري ومن خصومه، قرروا مشاهدة نشرة أخبار “الجديد” ليعرفوا كيف ستتعامل هذه المحطة، المعروفة بعدائها الدائم والمطلق ﻵل الحريري، مع عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان.

لم تُخيّب مقدمة الجديد أمل الذين انتظروها فقالت بكراهية واضحة: “المِليار ردَّ غُربتَه وقبل طلوعِ النهار كانت طائرتُه تَحُطُّ في مطارِ الرئيس رفيق الحريري عائداً من سفرِ ثلاثةِ أعوام. عاد سعد بألفِ يومِ غياب وبمليارِ دولارٍ تؤمّنُ الشجاعةَ وتُزيلُ التهديدات، فتنكفِئُ الأخطارُ منَ النظامِ السوريّ ويعتزلُ حِزبُ الله عملياتِ تعقّبِ وترصِّدِ الأهداف، وتصبح النصرة وداعش منضويتينِ تحت الجمعيات الأهلية… الخطرُ الأمنيّ الذي منع سعداً من العودة إلى وطنه كافحَه المليار وعلى اللبنانيين أن يدعو بطولِ عمرِ المَبلَغ وألا يَصرِفَه الرئيسُ الحريري سريعاً على الكمالياتِ حتى لا نشتاقَ إليه مجدداً.”

وبعد تقرير عن عودة الحريري، قررت الجديد ان تذكر اللبنانيين بما حصل خلال غياب الحريري، القسري طبعا، عن لبنان وهو الامر الذي لا تعترف به الجديد ولا العاملين فيها.

يبدأ رامي الامين تقريره الصحافي كعادته بأغنية ثم ببيت شعر، ليصل أخيرا الى الموضوع. والموضوع هو “أهم المحطات” التي مرت على لبنان في غياب الحريري. يقول التقرير إن ميشال سماحة اعتقل ودخل السجن والحريري غائب وان وسام الحسن، رئيس شعبة المعلومات، قتل والحريري غائب، واستقالت حكومات وشكلت حكومات…

احداث ذكرها التقرير، محورها سعد الحريري بطريقة او بأخرى. فالحكومة التي شكلت اذا كانت برئاسة نجيب ميقاتي او تمام سلام بالطبع كان للحريري دور في رفضها او قبولها. وتيار المستقبل، اي الحريري، هو من رشح تمام سلام. اما اغتيال وسام الحسن فكان اغتيالا لاكثر المقربين من سعد الحريري وصمام الامان بالنسبة لأمنه.

اما عن الاشارة الى نديم قطيش ورامي عليق وصالح المشنوق وطلاق هيفا وهبي فهي لا يمكن تفسيرها الا لاطالة وقت التقرير وزيادة نسبة الحقد والسخرية في تقرير إخباري يتوجه الى جمهور كبير.

هكذا هو تلفزيون “الجديد” يغرق دوما في شخصنة الموضوع حين يتعلق  اﻷمر بالحريري أو بتيار المستقبل. في ثأر يبدو أنه لن ينتهي مع رفيق الحريري، بعد 9 سنوات على قتله غيلة وحقدا. ورامي اﻷمين بدوره ما يزال عالقا في تلك اللحظة حين طرده بواب من جريدة المستقبل ﻷنه شتم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقرر من يومها أن يثابر على الشتيمة، انتقاما وحقدا.

التقرير  مليء بالمغالطات، فقط لرغبة كاتب النص في أن يشتم الحريري، من دون أي إشارة إلى إيجابيات عودته التي تحدّث عنها خصومه قبل حلفائه ومحبيه. ومن دون اﻹشارة إلى أن جزءا من تكبير الحالة اﻷصولية تم عبر “الجديد” نكاية بالحريري طبعا. تلك الحالة التي عاد الحريري لمنع تمددها، وربما يود كاتب التقرير أن يبقى الحريري بعيدا لتمديد التطرف وتسييده المشهد.

أما عن ابي ابراهيم وخطف اللبنانيين في اعزاز والحريري غائب، فهي جملة تثير الضحك فعلا. إذ لا يُخفى على أحد دور الحريري الكبير في المفاوضات مع ابي ابراهيم لاطلاق سراح اللبنانيين وهو امر يشهد له المخطوفون أنفسهم.

صحيح انه في غياب الحريري زرع وئام وهاب شعرا وأنقذت زهرة سمير جعجع من الموت. لكن الصحيح ايضا ان بعض الصحافيين الذين عملوا في مؤسسات الحريري وتركوها لا زالوا بحاجة لدفع “فاتورة” حتى يُصدر عنهم حزب الله عفوا ويسامحهم على ما قالوه وفعلوه خلال عملهم في مؤسسات الحريري.

الحريري لم ينجح في امتحان السياسة بحسب رامي الأمين، وهو العامل في المحطة التي لم تنجح الا بضربها الرقم القياسي في كره آل الحريري والحقد عليهم، بسبب وبلا سبب.

السابق
ما هي فوائد تبادل القبل!
التالي
مخيم عين الحلوة يتضامن مع غزة .. كلاميا