لبنان في قلب الحرب الاقليمية.. رسميا

دخل لبنان الرسمي الحرب الإقليمية بعد ثلاث سنوات من دخول حزب الله المعركة في سوريا. الأسباب الموجبة لهذا الدخول وملابساته سيوضحهُ في الأيام والأسابيع القادمة رئيس الحكومة اللبنانية دولة الرئيس تمام سلام الذي أعلن كل الدعم للجيش اللبناني في معركته المشرّفة ضد الإرهاب والتطرّف تاركاً للمستقبل القريب تحديد المسؤوليات والخلفيات التي أدت الى دخول هكذا معركة. هناك أحاديث وهمسات عن الثمن السياسي لهذا الدخول وهل أجبرَ الجيش اللبناني على خوض هذه المعركة المكلفة أم أستُدرج إليها.

دخل لبنان الرسمي الحرب الإقليمية بعد ثلاث سنوات من دخول حزب الله المعركة في سوريا. الأسباب الموجبة لهذا الدخول وملابساته سيوضحهُ في الأيام والأسابيع القادمة رئيس الحكومة اللبنانية دولة الرئيس تمام سلام الذي أعلن كل الدعم للجيش اللبناني في معركته المشرّفة ضد الإرهاب والتطرّف تاركاً للمستقبل القريب تحديد المسؤوليات والخلفيات التي أدت الى دخول هكذا معركة. هناك أحاديث وهمسات عن الثمن السياسي لهذا الدخول وهل أجبرَ الجيش اللبناني على خوض هذه المعركة المكلفة أم أستُدرج إليها.

وهكذا دخل لبنان الرسمي الحرب الإقليمية من بوابة عرسال، دخل لبنان الرسمي عبر مؤسساته الأمنية الحرب الإقليمية الدائرة رحاها في المنطقة العربية. النأي بالنفس ذهب مع الريح منذ اللحظة الأولى وقبل أن يجفّ حبر إعلان بعبدا الشهير الذي لم يطبّقهُ من وقّع عليه وخصوصا حزب الله.
لا أحد ينكر مشاركة بعض المجموعات المسلحة السنية اللبنانية في الحرب الدائرة في سوريا وذلك قبل أن يعلن حزب الله رسمياً مشاركته في هذه الحرب بطريقة واسعة ووقوفه الى جانب النظام السوري والدفاع عنه مهما كلّف الأمر، ولكن الكل يدركُ أن هذه المجموعات كانت محدودة وغير منظمة وغلب عليها المشاركة الفردية والدليل ما حصل في كمين تلعفر والبصمة المخابراتية التي أستدرجت المجموعة الطرابلسية وأوقعت بها.
البوابة الأولى للمشاركة في حرب سوريا كانت من بلدة القُصير وكان لها الأثر في خلق إختراق عسكري معنوي لصالح النظام السوري ولكنها بوابة فُتحت من قبل حزب لبناني لديه ذراعاً عسكرياً ومرتبط إقليمياً بإيران الحليف الأول للنظام السوري في المنطقة، ولم يكن ذلك بمباركة الدولة اللبنانية بمؤسساتها العسكرية والأمنية والسياسية او على الأقل في ظاهر الأمور بل بقيت الدولة ممثلة بأعلى مركز عنيت رئاسة الجمهورية تطالب الحزب بالعودة من الوحول السورية وإلتزام إعلان بعبدا. الأمر هذه المرة مختلف، الجيش اللبناني والدولة اللبنانية دخلوا في صلب المعركة الطاحنة الدائرة في المشرق من حدود القوقاز وأفغانستان الى العراق وسوريا وحدودها المتاخمة للبنان، واليوم لبنان.
فعلياً ورسمياً، دخل لبنان الرسمي الحرب الإقليمية بعد ثلاث سنوات من دخول حزب الله المعركة. الأسباب الموجبة لهذا الدخول وملابساته سيوضحهُ في الأيام والأسابيع القادمة رئيس الحكومة اللبنانية دولة الرئيس تمام سلام الذي أعلن كل الدعم للجيش اللبناني في معركته المشرّفة ضد الإرهاب والتطرّف تاركاً للمستقبل القريب تحديد المسؤوليات والخلفيات التي أدت الى دخول هكذا معركة. هناك أحاديث وهمسات عن الثمن السياسي لهذا الدخول وهل أجبرَ الجيش اللبناني على خوض هذه المعركة المكلفة أم أستُدرج إليها ، لكن بعض النظر عن الحقيقة التي ستوضحها الأيام المقبلة فإن الأغلبية الساحقة من الشعب اللبناني تقفُ الى جانب الجيش طالما أصبح في صلب المعركة والكل يستشعر خطر الإرهابيين المتطرفين والدلائل كثيرة من الموصل الى الرقة وكل أرض إحتلوها الدواعش.
من البديهي السؤال عن مصلحة لبنان وجيشه في الإشتباك مع تنظيمات إرهابية عجزت جيوشاً عربيةً جرّارة أولها الجيش السوري وثانيها الجيش العراقي المستحدث وخلفهما ايران في التصدي لها. واجب الجيش اللبناني حماية الحدود اللبنانية وإقفالها منذ إندلاع الأزمة السورية وذلك في الإتجاهين ليُبقي لبنان بمنأى عن نيران الحرب العبثية الدائرة والتي لا يمكن لهذا البلد الصغير جعرافياً والحسّاس ديموغرافياً تحمُّل أعباءها وتبعاتها. هذا لم يحدث ، ولم يستطيع البلد المقسوم فعلياً بين المحورين المتخاصمين في المنطقة وربما العالم من النأي بنفسه وتطبيق إعلان بعبدا رغم كل المناشدات التي قام بها الرئيس سليمان وغيره لكل اللبنانيين بعدم التدخُل في الحرب الدائرة خارج بلدهم. في رسالةٍ مفتوحةٍ الى رئيس الجمهورية في أوائل صيف ٢٠١٣ ، ناشدتُ شخصياً الرئيس سليمان أن يعمل على إغلاق الحدود مطالباً إياه بالعمل الفعلي على تحقيق ذلك وليس فقط التمنّي الكلامي على السيد حسن نصر الله بإيقاف التدخل في الحرب السورية وسحب مقاتليه من سوريا. الرئيس يفعل ولا يتمنى من أحد، لكن لبنان الدولة والكيان لا يملكان القرار، والحكم الفعلي على الأرض هو للسلاح أيّاً كانت وظيفته الفعلية وطنية كانت أم إقليمية. الحمد لله أنه تمّ ضبط الأوضاع الأمنية في صيدا وطرابلس الى حد ما بعد نزيف دام شهوراً طويلات، وعساهُ ان لا يتكرّر بعد أحداث عرسال الأخيرة.
قالها منذ مدة وبجرأة وصراحة الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله ” إنّ الحزب هو الذي يحمي رئيس الجمهورية وليس بحاجة لحماية من أحد لا من الجمهورية ولا من رئيسها ” وهل هناك أكبر من هذا الكلام لنُدرك ونعي أن ليس هناك من دولة ونحن فعلياً نعيش دون مؤسسات وأولها رئاسة الجمهورية والدليل الفراغ الرئاسي بوجود رئيس حتى او بدونه. إن كمّ السُباب وحملات التجنّي التي تعرَّضَ لها أعلى مرجعية في الدولة اللبنانية تجعلني أقول إننا في الأصل لا نعيش في كنف دولة، والدولة محكومة لا حاكمة.
إن موقف وليد جنبلاط الأخير بأن سبب قدوم الإرهاب الى لبنان لا يتعلّق بتدخُّل حزب الله في سوريا هو كلام مستغرب بعض الشيء وقد جاء على خلفية لقائه الأول بالسيد نصر الله منذ أحداث ٧ أيار ولن يغيّر بالواقع شيئاً لأن الفكر الداعشي أصبح في الداخل اللبناني سواء أستُدرجَ الى لبنان عبر استهداف الإعتدال السنّي أم وُلِدَ بطريقة طبيعية؛ ذلك يحتاج دراسة وتعمّق في أسبابه ولكن يحتاج أيضاً تظافر ووحدة كل اللبنانيين لمواجهته وصده وإنهائه. إنه العدو الأول بعد الصهاينة لفكرة التنوع والتفاعل والعيش المشترك بين مختلف الأديان والمذاهب والجماعات والتي هي أساس وجود لبنان. اليوم ، وبعد أن أيقن الجميع خطر التدخل في الحرب الدائرة في المنطقة على وجود الكيان وخاصةً في ظل إنهيار الحدود بين الدول وُجب على الجميع الإجتماع والعمل على انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع ما يمكن ودعم الجيش وإعادة إحياء لقاءات الطاولة المستديرة والإلتزام بإعلان بعبدا. لبنان ، بلد التنوُّع والأقليات في خطر ، لا تدخلوه حرباً إقليمية عبثية لا طاقة له على تحملها، يا من تبقى من سياسيين عقلاء صونوا بلدكم قبل فوات الآوان…

السابق
جعجع: داعش لن يدخل الى أي منطقة من لبنان
التالي
البابا فرنسيس يوفد كردينالا للقاء مسيحيي العراق