هل الكلام عن نهاية سريعة لأزمة عرسال في محله؟

انسحب المسلحون من عرسال ام لم ينسحبوا؟ سؤال يتكرر خلال الساعات القليلة الماضية مع ورود معلومات متناقضة حول هذه المسالة ،اذ ما من جهة تتجرأ على اعطاء جواب حازم ونهائي يقطع الشك من اليقين .

و ثمة اوساط سياسية معنية ترى ان احاطة القضية بهذا الجو من الالتباس والغموض ربما يكون نوعا من التعمية المقصودة لاسباب متعددة منها التعمية على امر واقع اخر جوهره ان جبهة عرسال التي فتحت على مصراعيها منذ مساء السبت الماضي ما زالت مشتعلة وتتوالى فصولا مأسوية وان المسلحين القادمين من خلف الحدود ما انفكوا يبسطون سيطرتهم عنوة على البلدة المنكوبة ويزيدون في منسوب معاناة قاطنيها واولا واخيرا يشكلون عنصر استنزاف للجيش الذي فقد حتى الان اكثر من 18 ضابطا وجنديا فضلا عن عدد مضاعف من الجرحى والمفقودين . والسؤال الذي يفرض نفسه استتباعا هو هل ثمة بوادر ومقدمات جادة يمكن الاعتداد بها والبناء عليها لتكريس حل سياسي يطوي ازمة عرسال التي باتت تستنزف كل الوطن وتلقي بتداعياتها الثقيلة الوطاة على كل مساحة الوطن بدليل ما يسجل منذ ايام من احداث امنية خطيرة في عاصمة الشمال .؟ لم يعد خافيا ان ثمة من دعا في عز الهجمة على الجيش الى البحث عن حل سياسي للمازق الامني في عرسال او على الاقل اعطاء فرصة له موازية لفرصة الحسم العسكري.

وفي المقابل ثمة من عارض من البداية فتح الحوار مع المسلحين الذين بادروا الجيش بالعدوان والتعامل معهم حصرا بلغة الحديد والنار خصوصا بعدما ارتكبوا ما ارتكبوه من افعال جرمية موصوفة .
ومع ذلك فان ثمة مؤشرات تدل على ان الدولة تريد ابقاء باب البحث عن فرصة الحل السياسي مفتوحا ولو مواربة تحت عنوان اخلاء المسلحين للبلدة بعد افراجهم عن المخطوفين لديهم من عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي .

ولكن ذلك على اهميته لايلغي لدى بعض الجهات سؤالا اساسيا وهو هل ان ثمة فرصة جادة لاعادة الامور الى طبيعته ؟ وبمعنى اكثر وضوحا هل ان المسلحين المتطرفين الذين تتراوح تقديرات اعدادهم بين الالفين الى 5 الاف عنصر مدججين بأسلحة متطورة قد استباحوا البلدة على النحو الهمجي الذي استباحوه بها لكي يعودوا ويخلونها بعد ايام قليلة وكأن شيئا لم يكن ومن دون حصولهم على اثمان ومكاسب كبرى ؟لاشك ان مثيري هذا السؤال لديهم من المخاوف والمعطيات ما يجعلهم يلحون بسؤالهم اذ انهم يلمسون ان هناك دوافع قوية واستراتيجية حدت بهؤلاء المسلحين ان يفتحوا مواجهة مباشرة مع لبنان وجيشه وان يتخذوا من عرسال رهينة ودرعا تتصل بحساباتهم الميدانية والسياسية لاسيما بعد هزائمهم المتتالية في منطقة القلمون السورية .

في كل الاحوال المعلوم ان الحكومة اكدت في اجتماعها الاثنين الماضي ان لامجال اطلاقا للمساومة على دماء شهداء الجيش وعلى معاناة اهالي عرسال فيما قيادة الجيش اكدت مرارا انها ليست في وارد التراجع عما بدأته في عرسال ومحيطها وانها ليست في وارد الانجرار الى حرب استنزاف على ابواب عرسال وفق رغبات المسلحين . وحيال ذلك كله فان المراقبين يؤكدون على امرين اثنين: اولهما ان كل مايتردد عن انسحاب للمسلحين من عرسال اوقسم منهم هو امر لايعتد به واخذه في الاعتبار و ثانيهما ان ما من معطيات تدل على نهاية وشيكة لازمة عرسال فهى والى اجل غير مسمى ستبقى مفتوحة على كل الاحتمالات .خصوصا ان هناك من يرى ان “داعش “ما اجتاح عرسال ليخرج منها .

السابق
داعش يبيع نساء مسيحيات وإيزيديات كـ “سبايا”
التالي
لهذه الاسباب يجب ان تنام عارياً!