جرح عرسال يتحرك في صيدا

أهالي صيدا مع الجيش باعتباره المؤسسة الوحيدة التي ما زالت موحدة. لكنهم لا يهضمون تدخل حزب الله في سوريا ويعتبرون ان الويلات في لبنان سببها هذا التدخل الى جانب النظام السوري.

أهالي صيدا مع الجيش باعتباره المؤسسة الوحيدة التي ما زالت موحدة. لكنهم لا يهضمون تدخل حزب الله في سوريا ويعتبرون ان الويلات في لبنان سببها هذا التدخل الى جانب النظام السوري.

لاتبدو صيدا بعيدة عن جو الاحتقان المذهبي الذي تعيشه المناطق اللبنانية، خصوصا أن شرارة المواجهة بين الاسلاميين والجيش بدأت من المدينة، من عبرا، ولازال الجرح ساخنا.
في إحدى المقاهي الشعبية في المدينة يبدي الجميع انزعاجه مما يحصل في عرسال ويعلن تأييده للجيش اللبناني. يمكن بسهولة ملاحظة ان الجو العام ضد داعش وجبهة النصرة، بسبب ممارساتهما بحق المدنيين. يتدخل احد الأشخاص قائلاً: “ولكن حزب الله قصف الجامع في عرسال، إنه يمارس كما تمارس إسرائيل في غزة”.
أهالي صيدا مع الجيش باعتباره المؤسسة الوحيدة التي ما زالت موحدة. لكنهم لا يهضمون تدخل حزب الله في سوريا ويعتبرون ان الويلات في لبنان سببها هذا التدخل الى جانب النظام السوري.
سائق سيارة الأجرة الصيداوي يبدي أسفه للخسائر التي مني بها الجيش ويضيف: “يجب على الجميع مساندة ومساعدة الجيش في حربه ضد هذه المجموعات الإرهابية التي تنوي دخول لبنان”، تقف السيارة أمام الإشارة الكهربائية الحمراء، وجدها السائق فرصة ليقول: “ألا ندفع جميعنا الآن ثمن ذهاب حزب الله إلى سورية وانغماسه هناك؟”
يرى المهندس محمد دندشلي، وهو من أبناء المدينة، أن ما يحصل في عرسال سيترك أثراً سلبياً على الوضع الصيداوي وخصوصاً إذا لم يحظى الجيش بتغطية سياسية شاملة من القوى كافة، ويضيف:”هذه التغطية يجب أن تكون صادقة.”
ويوضح الناشط السياسي وليد حشيشو في حديث لـ”جنوبية” الوضع الصيداوي قائلاً: “أحسست أن هناك استياءاً عاماً في المدينة لما يحصل في عرسال، وبالإضافة إلى خوف فعلي من تطور الأوضاع نحو الأسوأ”.
لكن المهندس وليد عسيران، وهو من فعاليات صيدا، يرى أنه قبل الحديث عن أثر ما يحصل على صيدا وقبل حصول المعركة في عرسال ألم يلاحظ أحد الحشود التي كانت تتزايد وهي على علاقة بالمواجهة الشاملة التي تحصل في سورية والعراق. ألا يعرف أحد أن داعش ليست مجموعات مسلحة كما نراها في التلفاز بل هي جهات منظمة تحظى بدعم إقليمي ودولي وتعرف جيداً اتجاهات عملها.
أما عن أثر ما يحصل على صيدا، يقول عسيران: “أعتقد أن فتح جبهة ما في صيدا غير واردة والوضع هنا مختلف، لكن هذا لا يعني عدم وجود فكر داعشي في المدينة وان كان يرتدي الكرافاتات.”
أما الباحث الاجتماعي فؤاد ديراني فينحو إلى جهة أخرى إذا يشرح قائلاً: لا توجد كتلة شعبية وازنة في صيدا تستطيع أن تحدد موقفاً مما يحصل عندنا مجموعات تنساق وراء السياسيين، ونرى، حتى في الصف الواحد، تلاوين مختلفة من المواقف، وخذ مثلاً موقف سعد الحريري والمشنوق المؤيد بشكل كامل للجيش اللبناني وبين مواقف نواب في كتلة المستقبل هذا التلوين يبقى مؤثراً خصوصاً أن الناس تنحاز تلقائيا إلى جانب المتطرفين.”
وبانتظار التطورات في بلدة عرسال فإن الانظار ستبقى على مدينة صيدا لمعرفة كيف سستتعامل مع الاحداث المحيطة خصوصا وان جرح الاسلاميين في المدينة لايزال مفتوحا.

السابق
كأس عرسال ينسكب في طرابلس!
التالي
مقتل فتاة وجرح سوري في التبانة