نجوم هوليوود ينتصرون لغزة

شهدت الأيام الأخيرة منذ بدء الهجمات غير الإنسانية الإسرائيلية على أهل غزة موجة غير مسبوقة من التعاطف الذي عبر عنه عدد كبير من نجوم السينما والتلفزيون الأميركيين مع أهل غزة واستهجانهم للهجمات الإسرائيلية على القطاع. ولم نشهد مثل هذا التعاطف مع الشعب الفلسطيني بين الفنانين الغربيين منذ الموقف الشجاع الذي عبرت عنه الممثلة البريطانية القديرة فانيسا ريدجريف لدى تسلمها جائزة الأوسكار في العام 1978، عندما استخدمت عبارات “تهديدات زمرة صغيرة من السفاحين والمجرمين الصهاينة” ضدها، وذلك ردا على فيلمها الوثائقي التلفزيوني “الفلسطيني” (1977).

واشترك في حملة التعاطف مع الشعب الفلسطيني في غزة وشن الحملة ضد إسرائيل بأقسى العبارات عدد من ممثلي السينما والتلفزيون والرياضيين الأميركيين والشخصيات العامة، وبينهم عدد من الفنانين الأميركيين اليهود. ومن هؤلاء المذيع التلفزيوني والممثل الساخر اليهودي جون ستيوارت، واسمه الأصلي جون ستيوارت ليبوفيتز، الذي أثارت تصريحاته على برنامجه التلفزيوني المسائي الشائع “العرض اليومي” موجة من الهجمات الجارحة ضده. ومما قاله جون ستيوارت في برنامجه التلفزيوني، تعليقا على أنه يتعين على أهل غزة الجلاء إلى مكان آمن “الجلاء إلى أين؟ هل رأيتم غزة البائسة؟ إسرائيل أغلقت حدودها معها، ومصر أغلقت حدودها معها. فما الذي ينبغي على أهل غزة أن يفعلوه؟ أن يعوموا في البحر؟” وحين واصل المذيع جون ستيوارت تعليقاته على أحداث غزة في حلقة لاحقة من برنامجه التلفزيوني قوبل بعبارات الاستهجان والصراخ من بعض مراسلي برنامجه، ووصفه أحدهم بأنه “يهودي يكره نفسه”.

وقد وردت معظم تعليقات الفنانين الأميركيين على الأوضاع غير الإنسانية في غزة على صفحاتهم الإلكترونية. ووجّه الممثل اليهودي الأميركي ولسون بيثيل عبر صفحته الإلكترونية رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال فيها: “عزيزي السيد نتنياهو. هناك كلمة تطلق على نسبة 80 بالمائة من الإصابات بين المدنيين. إنها كلمة الإرهاب. مع إخلاصي. التوقيع يهودي يعاني من القلق”. وأضاف الممثل ولسون بيثيل ” إن حق إسرائيل في الدفاع عن حقها أخذ يتحول إلى حقها في إبادة غزة”.

وأعرب الممثل اليهودي الأميركي روب شنايدر عن استهجانه لأثر الهجمات الإسرائيلية على المدنيين في غزة وقال “الحصار غير الإنساني القبيح لغزة شهد أكثر أيامه المميتة اليوم (20/7). إن عدم التعبير عن السخط على قتل الأطفال يعني المجازفة بأرواحنا”.

ومن الأصوات الأخرى التي عبّرت عن موقفها من معاناة الشعب الفلسطيني في غزة الممثلة ميا فارو، وهي سفيرة للنوايا الحسنة لمنظمة اليونيسيف منذ 14 عاما، حيث قالت “إنني لا أجد تبريرا أخلاقيا لنسف المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمدنيين العزّل الذين لا يتمكنون من اللجوء إلى مناطق آمنة”. وأضافت الممثلة ميا فارو قائلة: لا كهرباء، ولا ماء في غزة، 190,000 شخص مزدحمين الآن في ملاجىء تابعة للأمم المتحدة”.

وعرضت المغنية آني لينوكس صورة كتبت تحتها “طفل فلسطيني مصاب في تفجير مستشفى بجنوبي قطاع غزة. ووصل عدد القتلى في اليوم الرابع للقصف إلى 550. يجب إنهاء هذه المجزرة”. ومن جانبها، عرضت الممثلة كيري واشنطن على صفحتها الإلكترونية صورة لأربعة أطفال فلسطينيين قتلوا خلال هجوم إسرائيلي وهم يلعبون على الشاطىء، ووصفت ذلك بعبارات “يدعو هذا إلى الحزن والألم الشديدين”. وكتب الممثل مارلو روفالو يقول “إن إسرائيل تدمر مستشفى الوفاء أثناء قيام العاملين فيه بإجلاء جميع المرضى”. وقال الممثل جون كوساك في صفحته الإلكترونية “إن الاعتراض على تفجير الناس الذين لا يمكنهم الدفاع عن أنفسهم لا يعني تأييد حماس، بل يعني أنك ضد ارتكاب جريمة كحل لمشكلة سياسية”. وقال المغني سويز بيتز “لا يهمني ما هي المشكلة، ولكنك لا تقتل الأطفال بهذه الطريقة”.

أما الممثل الكوميدي راسيل براند فقد أنتج شريط فيديو قال فيه “يمكنك إلقاء نظرة على خريطة الأراضي الفلسطينية لترى أنها انتهكت منذ تأسيس دولة إسرائيل. إنه لشيء مروّع. وأعتقد أن السبيل الوحيد لإحداث أثر إيجابي هو أن يمتنع الغرب عن تقديم المساعدات العسكرية والمالية لأي من الجانبين، وأن يدين الغرب العنف على كلا الجانبين وأن يصرّ على التوصل إلى حل سلمي”.

وقدّمت المذيعة التلفزيونية روزي أودونيل في برنامجها التلفزيوني الشائع “وجهة نظر” خبرا عن عصيان مدني من قبل يهود في نيويورك عبروا عن استهجانهم للهجمات الإسرائيلية على غزة. أما مراسلة شبكة سي إن إن الإخبارية ديان ماجني فقد تم نقلها من موقع تغطيتها لأخبار وتطورات إسرائيل وغزة إلى مكتب الشبكة في موسكو بعد أن وصفت الإسرائيليين على صفحتها الإلكترونية بعبارة “حثالة”، وأعربت عن غضبها بسبب التهديدات والمضايقات التي تعرضت لها.

يشار إلى أن كثيرين من الفنانين الأميركيين وغيرهم ممن أعربوا عن تعاطفهم مع الشعب الفلسطيني في غزة ورفعوا شعار “فلسطين حرة” على مواقعهم الإلكترونية تعرضوا لتهديدات قاسية، ومنهم من قاموا بإلغاء ما كتبوه خوفا من الهجمات التي تعرضوا لها، ومن هؤلاء المطربة ريهانا ونجم كرة السلة دوايت هوارد.

وقد انتشر تعاطف الفنانين والشخصيات العامة مع الشعب الفلسطيني في غزة وشجبهم للهجمات الإسرائيلية على المدنيين في عدة دول أوروبية، ومنها إسبانيا التي وقّع فيها عدد من الفنانين خطابا مفتوحا يدين هجمات إسرائيل على غزة ويصفها بـ”الإبادة الجماعية”. وبين من وقّعوا هذا الخطاب المفتوح الممثلة بنيليوبي كروز وزوجها الممثل خافيير بارديم والمخرج المعروف بيدرو ألمودوفار.

 

السابق
المالكي يأمر سلاح الجو العراقي بمساندة الأكراد ضد «داعش»
التالي
يديعوت احرونوت: تعاون عربي – اسرائيلي في حرب غزة