قزي: جربنا كل اشكال الحياة المشتركة فماذا جنينا؟

قال الوزير قزي: أعود بالذاكرة الى “طفولتي الاولى وقد اصبحت في طفولتي الثالثة، الى ايام المقاومة اللبنانية الحقة، الى ايام النضال في سبيل الوجود المسيحي الحر وفي سبيل لبنان الحر بمسلميه ومسيحييه”.

اضاف: “أعود بالذاكرة الى محاولة إنشاء وطن فلسطيني على ارض لبنان وكان هذا هو محور ما سمي بحرب السنتين؛ وكان لنا وقفات بعد منتصف الليالي في حي السريان في الأشرفية حيث هو مكتبي حتى الآن؛ كنا ننزل انا وبشير الجميل احيانا وننتظر ان يتوقف القصف في حي السريان لننطلق الى منطقة سن الفيل، جسر الباشا او الكرنتينا؛ وكانت كلمات شلومو اكثر من كلمات مرحبا وصباح الخير او مساء الخير. بالمناسبة نتمنى حين نتحدث عن فلسطين ان نسمي عاصمة الكثلكة والمسيحية في أورشليم وليس في القدس”.

أضاف: “أعود بالذاكرة الى ما بعد انتهاء حرب السنتين والدخول في زمن الاحتلال السوري بعد أشهر من قوات ردع كانت معدودة، وانفصلت الأشرفية بين أشرفية شرقية وأشرفية غربية، وكان يحدها ما يسمى بساحة شهداء الكتائب، ساحة ساسين، وحين نقول شهداء الكتائب نقول شهداء السريان ايضا؛ كذلك في تلك الليالي كنا ننتظر في حي السريان لكي نتمكن من اجتياز الأشرفية نحو المجلس الحربي في منطقة الكرنتينا”.

وقال: “إذن، كلنا سريان في المقاومة من اجل المسيحية ولبنان؛ لا بل اقول: انت شرقي إذن انت سرياني، وان لم تكن سريانيا، انت طارئ على اهل الشرق؛ انت لست في العراق، ان لم تكن سريانياأصلك ليس عراقيا ولا أردنيا ولا سوريا ولا لبنانيا ولا فلسطينيا لست من أبناء المسيح والكتاب والرسالة”.

اضاف: “كلنا سريان من آرام الى كنعان الى الفينيقيين، الى العرب؛ كلنا سريان بالروح، بالعرق، بالحضارة، بالثقافة، بالإنتماء، لذلك حين نتحدث عن الهوية اللبنانية قبل ان نقول انها عربية، انها سريانية؛ ومؤسف ان الذين لم يتمكنوا في حرب السنتين من أن يأخذوه بالقوة، أخذوه بالموافقة من خلال اتفاق الطائف وما تبعه من سوء تطبيق”.

وقال: “أيدنا فخامة الرئيس السابق العماد ميشال سليمان حين دعا في خطاب الختام الى إعادة النظر في اتفاق الطائف وسد ثغراته؛ وحين نقول ذلك لا نبغي الانقلاب على دستور الطائف وعلى الدولة اللبنانية وعلى ما يمثله الطائف من ميثاقية إسلامية – مسيحية، إنما الى البحث عن الثغرات لنسدها وننطلق في رحاب الحياة الميثاقية. الانطلاق في الحياة الميثاقية لا يكون بانتخاب مجلس نيابي جديد او بالتجديد لمجلس نيابي ممدد له، انما بانتخاب رئيس جمهورية مسيحي ماروني سرياني للبنان”.

وقال: “إن ردة الفعل المطلوبة حيال ما يحدث لمسيحيي العراق وسوريا، ليست من المسيحيين او من الفاتيكان، انما من السعودية، من الإمارات، من قطر، من الكويت، من عمان، من العراق، من مصر، من المحيط الى الخليج”.

ودعا “كل الدول العربية، ملوكا وأمراء ورؤساء الى الدعوة الى قمة عربية من اجل الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق. لا بل وانا عضو في هذه الحكومة نتمنى الا نحضر اي اجتماع عربي قبل اجتماع إسلامي من اجل وقف استهداف المسيحيين في هذا الشرق”.

وقال: “لا نخجل من ان نرفع الصوت ونقول جهارا: جربنا كل اشكال الحياة المشتركة، الدولة الواحدة، المنطقة الواحدة، القرية الواحدة، فماذا جنينا من كل هذه التجارب منذ الف وأربعمائة سنة؛ جلجلتنا بدأت العام 632 ولا نزال حتى اليوم، وما لم يأخذوه في زمن الفتوحات، يريدون أخذه في زمن الثورات، ولن ندعهم يأخذوا، الا الشرف والكرامة والعز في سبيل الوجود المسيحي الحر”.

ودعا في الختام الى “التوحد حول مشروع وطني حضاري جديد، نتشارك في بنيانه مع إخواننا المسلمين”، مشيرا الى “وجود مسلمين غير راضين على ما يجري في العالم العربي بحق المسيحيين”.

السابق
أردوغان: السيسي طاغية وقطر تقف مع الضحية
التالي
الان عون: لبنان يتحول تدريجا الى الأرض الوحيدة في المنطقة للوجود المسيحي