بغداد تطالب الأردن بتسليمها مشاركين في مؤتمر القوى السنية بعمان

أعلنت الحكومة العراقية أنها طلبت من الأردن تسليمها الكثير من الشخصيات السياسية والدينية والعشائرية ممن شاركت في مؤتمر عمّان الأسبوع الماضي المناهض للعملية السياسية بالعراق.
وقال المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة، الفريق قاسم عطا، في مؤتمر صحافي عقده ببغداد أمس، إن «هناك إجراءات سياسية حول مؤتمر الأردن، مثلما هناك إجراءات أمنية ضد الذين حضروا، كونهم مطلوبين للقضاء العراقي وفق المادة أربعة إرهاب، ومن بينهم: ناصر الجنابي، وحارث الضاري، وحسن البزاز، وصباح العجيلي، وبشار الفيضي، وأحمد الدباش، وأعضاء بحزب البعث».
وأضاف عطا: «نطالب الأردن بتسليمهم للعراق، كما سنصدر مذكرات القبض ونسلمها لـ(الإنتربول) لإلقاء القبض على من تآمروا بشكل صريح ضد العملية السياسية في العراق»، مشيرا إلى أنهم «يريدون العودة مرة أخرى بالبلاد إلى تنفيذ عمليات القتل الجماعي من الأنفال وحلبجة والمقابر الجماعية».
وكان المشاركون في مؤتمر عمان أعلنوا أنهم سيعقدون مؤتمرا ثانيا حول العراق، وأن مؤتمر عمان الذي أطلق عليه «المؤتمر التمهيدي لثوار العراق» كان بمثابة الخطوة التحضيرية لمؤتمر جديد لم يحددوا بعد مكان انعقاده وزمانه.
وكانت الحكومة العراقية قد احتجت على عقد هذا المؤتمر واستدعت سفيرها لدى الأردن، جواد هادي، للتشاور، الذي أعلن بدوره أن الحكومة الأردنية اعتذرت عن استضافة بلادها المؤتمر.
وفي وقت أعلنت بغداد رفضها المؤتمر من منطلق تهديده وحدة العراق وأن غالبية المشاركين فيه «مطلوبون» للقضاء العراقي – فإن المؤتمر لم يحظ بدعم فصائل وقيادات سياسية وعشائرية في الداخل لديها خلافات عميقة مع الحكومة العراقية وبعضها، مثل الشيخ علي حاتم السليمان (رئيس مجلس ثوار العشائر بالأنبار)، مطلوبة للقضاء العراقي.
وفي هذا السياق، أكد الشيخ قاسم محمد الكربولي، أحد قادة ثوار العشائر بالأنبار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «اعتراضنا على مؤتمر عمان يختلف عن اعتراض الحكومة العراقية عليه، من منطلق أن الحكومة ترى الجميع إرهابيين و(دواعش) وينفذون أجندات خارجية ما داموا معارضين لها من دون أن تنظر في طبيعة هذا الاعتراض وعلى أي الأسس كان قد قام».
وأضاف الكربولي: «إننا، كثوار عشائر لدينا ثقل على الأرض، لم نحضر هذا المؤتمر لأننا نرى أن قضيتنا لا تحلها المؤتمرات الخارجية بقدر ما تحتاج إلى فعل ميداني، ثم إنه من غير المنطقي أن يتحكم من هو بالخارج – مع احترامنا للكثير من الشخصيات الدينية والسياسية ممن شاركت في المؤتمر – في الحراك الشعبي الداخلي».
وقال: «إننا لا نريد القول إن هناك من يريد أن يقطف الثمار وهو في الخارج ولم يقدم شيئا للانتفاضة، لكننا في المقابل نجد أنفسنا منسجمين مع بعض طروحات المؤتمر، مثل تأكيد وحدة العراق، ورفض تقسيمه، ووقف التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي، ورفض الصحوات، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني».
وأوضح الكربولي: «إننا بصراحة نقول إن هذا المؤتمر إذا أراد أن يقدم دعما معنويا للانتفاضة فأهلا وسهلا، ولكنه إذا أراد أن يكون هو راعي الثورة والمتحدث باسمها فإننا نقول بكل صراحة إنه لا يمثل الثورة».

 

 

السابق
اسرائيلية لمصري: عيب عربي يحكي هيك
التالي
الملكية الاردنية علقت رحلاتها الى تل ابيب