الأمم المتحدة: 5,6 ملايين سوري بحاجة الى مساعدة إنسانية

اعلنت منظمة الصحة العالمية ومنظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسف) امس ان 5,6 ملايين طفل سوري يحتاجون الى مساعدة انسانية «منقذة للحياة»، بينهم 765 الفا دون سن الخامسة يحتاجون الى لقاح لشلل الاطفال، يعيشون في مناطق يصعب الوصول اليها داخل سوريا.

وقالت المنظمتان التابعتان للامم المتحدة في تقرير ان «اكثر من 5,6 ملايين طفل سوري يحتاجون الآن للمساعدة الانسانية المنقذة للحياة».

واوضحتا ان «765 الف طفل دون سن الخامسة من هؤلاء يعيشون داخل سوريا في مناطق من الصعب الوصول إليها» بسبب اعمال العنف المتواصلة منذ اكثر من ثلاثة اعوام.

واشار التقرير الى ان «النزاع والقيود يجعلان من توصيل المساعدات الانسانية بما فيها اللقاحات بشكل منتظم امرا في غاية الصعوبة».

وصدر التقرير بمناسبة انتهاء المرحلة الاولى من اكبر حملة تلقيح ضد شلل الأطفال نظمت في تاريخ الشرق الأوسط. وشملت 37 جولة تلقيح لأكثر من 25 مليون طفل دون سن الخامسة، في سبع دول في المنطقة.

وقال التقرير ان «36 طفلا في سوريا فقدوا القدرة على الحركة بسبب شلل الأطفال». واضاف ان «25 من هذه الحالات (رصدت) في محافظة دير الزور (شرق) وخمس في حلب (شمال) وثلاث في ادلب (شمال غرب) واثنتين في الحسكة (شمال شرق) وواحدة في حماة (وسط)».

وبعدما اشار الى انه لم يتم تسجيل اي «حالة في سوريا منذ 1999»، عزا التقرير ظهور شلل الاطفال مجددا في سوريا بعد غياب 14 عاما الى «تعطل برامج التحصين الروتينية والضرر الكبير الذي لحق بالبنى التحتية الصحية في سوريا والنزوح المستمر للسكان داخل سوريا وعبر حدودها وعدم القدرة على الوصول الى جميع الاطفال».

وتشهد سوريا منذ اكثر من سنوات نزاعا مدمرا اودى بحياة اكثر من 170 الف شخص بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، والحق اضرارا هائلة بالبنية التحتية للبلاد بما في ذلك المستشفيات والمراكز الصحية.

واشار تقرير المنظمتين التابعتين للامم المتحدة الى ان «تغطية التلقيح ضد شلل الأطفال انخفضت بشكل كبير في سوريا، من 99 في المائة إلى 52 في المائة». واوضح ان «ستين بالمئة على الاقل من المستشفيات في سوريا تضررت أو تدمرت، واقل من ثلث سيارات الاسعاف العامة لا تزال تعمل، فضلا عن تعطل إمدادات اللقاح ومركبات الخدمات ومعدات التبريد تماما او ضياعها».

وقال كريس ماهر مدير استئصال شلل الأطفال والدعم في حالات الطوارئ من منظمة الصحة العالمية ان «شلل الأطفال شق طريقه مرة أخرى إلى سوريا ليزيد من الكارثة الانسانية الموجودة أصلا».

واضاف «يتوجب علينا العمل ضمن موارد محدودة جدا للتصدي لعدو كانت هذه المنطقة قد نسيته منذ وقت طويل، وهو عدو لا يعرف حدودا او نقاط تفتيش وبوسعه أن ينتقل بسرعة وأن يصيب الأطفال ليس في داخل سوريا الممزقة من الحرب فحسب، وإنما في المنطقة كلها».

واوصى التقرير بـ«اتاحة القدرة الفورية والكاملة على الوصول إلى الأطفال دون سن الخامسة داخل سوريا وضمان المرور الآمن لأخصائيي الصحة وحماية المركبات الطبية ومعدات التبريد الأخرى داخل سوريا ونشر الوعي حول شلل الأطفال والحاجة لتلقيح جميع الأطفال دون سن الخامسة في جميع أنحاء المنطقة عدة مرات».

وتقول ماريا كالفيس المديرة الاقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ان «مهمتنا لم تنته بعد، فعلينا في الأشهر القادمة أن نصل للمزيد من الأطفال خاصة أولئك الذين لم نتمكن من الوصول إليهم بسبب العنف وعدم الأمان».

وشملت حملة التلقيح بالاضافة الى سوريا، لبنان والاردن وتركيا والعراق ومصر وهي دول تستضيف اعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين، بالاضافة الى الضفة الغربية وقطاع غزة.

وشلل الاطفال مرض معد جدا يصيب خصوصا الاطفال دون سن الخامسة. ويمكن ان يؤدي الى الشلل في غضون ساعات قليلة كما يمكن ان يؤدي الى الوفاة في بعض الحالات.

اشتباكات وقصف

ميدانيا، استمرت الاشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام مدعمة بقوات الدفاع المدني و»حزب الله« في بلدة المليحة ومحيطها في ريف دمشق، بالتزامن مع قصف قوات النظام بقذائف المدفعية والهاون مناطق في البلدة ومزارعها، وسط تنفيذ الطيران الحربي لغارات على مناطق في البلدة ومحيطها.

ونفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة كفربطنا في ريف دمشق ايضا من دون معلومات عن سقوط ضحايا حتى الان.

وسقطت عدة قذائف هاون في محيط شارع الروضة بمدينة جرمانا، ومعلومات عن استشهاد مواطنين وإصابة 5 آخرين بجراح، بالإضافة لأضرار مادية.

وفي محافظة درعا، ألقى الطيران المروحي براميل متفجرة على مناطق في بلدة الصورة، فيما جدد الطيران المروحي قصفه ببرميلين متفجرين على مناطق في بلدة جاسم، كما قصفت قوات النظام مناطق في الجهة الغربية لبلدة النعيمة، كذلك جدد الطيران المروحي قصفه بأربعة براميل متفجرة على مناطق في مدينة نوى وتل الجابية، وتعرضت مناطق في بلدة جلين لقصف ببراميل متفجرة.

ودارت معارك بين مقاتلي المعارضة وقوات النظام والمسلحين الموالين لها في مورك بريف حماه الشمالي، وفي ريف حماة الشرقي بالقرب من منطقة بري شرقي، بالتزامن مع قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في قرية العلباوي بالريف الشرقي لحماة.

وفي محافظة حمص، دارت الاشتباكات العنيفة في محيط حقل شاعر للغاز بريف حمص الشرقي، بين مقاتلي «الدولة الإسلامية« ومجموعات المهام الخاصة في قوات النظام، واستعانت قوات النظام بقاعدة إيرانية متمركزة بالبادية السورية، والتي عمدت الى استهداف تمركزات «الدولة الإسلامية« بالقذائف والصواريخ، في المنطقة القريبة من حقل شاعر.
أ ف ب، المرصد السوري
شؤون عربية و دولية

السابق
مجلس النواب الأميركي يُعاقب المصارف المموّلة لـ«حزب الله»
التالي
قرار 1701.. لغزة