فتوى ‘داعش’ بمصادرة أملاك المسيحيّين والشيعة باطلة

إعتبر الأستاذ المحاضر في الشريعة الإسلامية والعلوم الفقهية في صيدا الدكتور رجب عبد الله يحيى أنّ الفتوى الدينيّة التي صدرت في مناطق نفوذ “الدولة الإسلاميّة” (داعش سابقًا) في الموصل – العراق ومفادها أنّ المسيحيين في المدينة لهم خيارات وهي إمّا اعتناق الإسلام أو دفع الجزية من دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم من دون أية أمتعة، هي فتوى باطلة.

يحيى، وفي حديث إلى موقع NOW، شدّد على أنّ “إعلان الدولة الإسلامية هو باطل من حيث عدم إتمام البيعة من جميع العلماء والمشايخ والمراجع الدينية في العالم الإسلامي وكذلك أيضًا من مختلف الدول العربية والإسلاميّة ولذلك فهي ليست مكتملة ولم يتوفر فيها عناصر الخلافة”.

وإذ أوضح أنّه “في عهد نفوذ المسلمين والخلافة كانت الجزية محدّدة، وكونه في الدولة الإسلاميّة المزعومة اليوم في العراق لم تُحدّد الجزية فهي باطلة ولا يجوز أخذها”، لفت يحيى إلى أنّ الإعلان عن طلبها بهذا الشكل “باطل لأنّ إدخال التمييز الديني والعنصري عليها هو أمر مرفوض”.

وكانت المجموعات المسلّحة لـ”الدولة الإسلاميّة” قد أقدمت على وضع علامات على منازل المسيحيّين هي عبارة عن حرف “ن” أي نصارى، وبوضع حرف “ر” على بيوت أهل الطائفة الشيعيّة اختصاراً لكلمة “رافضي” ووفق معتقدات (زعيم داعش) أبو بكر البغدادي وأتباعه في “الدولة الإسلاميّة” فإنّ الكلمتين تعنيان أنّ هؤلاء المواطنين “كفّار”. كما أنّ مقاتلين في “الدولة الإسلامية” أبلغوا أصحاب هذه المنازل بأنّ ملكيّتها تعود منذ الآن فصاعداً إلى “الدولة الإسلامية”.

وتعليقًا على هذا الأمر أكّد الدكتور يحيى أنّ ذلك مرفوض تمامًا إذ إنّ “المسيحيين أهل كتاب ولا يجوز التعامل معهم بهذه الطريقة وبحد السيف والقتل وبمصادرة منازلهم وإجبارهم على النزوح القصري، كما أنّ أبناء الطائفة الشيعيّة مسلمون وبالتالي أيّ جزية عليهم أو ترهيب لهم أو مصادرة لأموالهم ومنازلهم فهو أيضًا باطل”.

ورأى الدكتور يحيى أنّ “الخلافة الإسلامية ولاسيّما القيّمين عليها هم مجموعة مرتزقة بعيدين عن الدين الإسلامي ولا يفقهون به بشيء ويعملون على تشويه الدين الحنيف وينفّذون أجندة خارجية”. كما أشار إلى أنّهم “عندما قاتلوا “الفصائل الإسلاميّة” و”الجيش السوري الحر” في سوريا بالإضافة إلى الفتاوى التي صدرت عن مراجعهم التي تؤدّي إلى اغتصاب الفتيات القاصرات فإنّ جميع هذه الدلائل تؤكد أنّهم يعملون ضد الدين الإسلامي وهم أعداء جميع الأديان السماويّة”.

وأضاف: “باعتقادي أنّهم مجموعة قاطعي طرق ودعوتهم ودولة خلافتهم هي للسطو على مال الغير وعلى النفط العراقي والسوري وإقامة دولة فاسدة لهم ولمجموعاتهم المرتزقة”.

السابق
توقيف المحرضين على العنف بقضيّة ’الطفل السوري’
التالي
كنعان: حلّ الملفات العالقة موجود عند السنيورة