أخرجوا من سوريا الآن وعقلِنوا الانتفاضة الفلسطينية

السيد هاني فحص

نتمنى على الأخوة ان يخرجوا من سوريا لأنّ أعداءهم يتمنون استمرار هذا التّدخّل المضرّ. فالتصحيح ليس خيانة والحل باختصار يكون في إنقاذ سوريا من ظلم نظامها ومن إرهاب «داعش» التكفيري. وعلى الاصدقاء والاشقاء عقلنة الانتفاضة في فلسطين وعدم دعم غزة بسلاح زبائني.

 

من دون تنازل عن قناعات وتوقعات في سوريا والعراق وغيرهما في بلاد الانتصار العربي المعقّد الذي هجم عليه أعداؤه المختلفين المتّفقين بين إرهاب الدولة وإرهاب التّطرّف، قد يكون الأجدى هو أن تكون هناك تسوية شجاعة، خصوصا من قبل المعارضة السوريّة، لأنّ النظام أو المعارضة السورية مضطران الى الخضوع لتسوية بعد اشتعال معارك لم تكن متوقعة وبعد التعقيد الذي حصل في المفاوضات النّووية بين إيران والغرب. ويتردّد أنّه في حال استمرار العقوبات على ايران فأنها لا تستطيع الإستمرار في كفالة الحرب السوريّة، التي تدفع فاتورتها الباهظة بسبب دعمها لنظام بشار الاسد مالا وسلاحا كما أصبح معروفا.

هذا نداءٌ إلى الأخوة الذين نعرفهم ويعرفوننا وننصحهم ويرفضون النصح، فنناشدهم أن يقبلوا منّا النصح هذه المرّة ويخرجوا من سوريا لأنّ أعداءهم يتمنون استمرار هذا التّدخّل المضرّ ويريدون اسستمرار هذا النزيف البعيد عن عن وجهة مجابهة العدوّ الصهيوني .التصحيح ليس خيانة والحل باختصار يكون في انقاذ سوريا من ظلم نظامها ومن إرهاب «داعش» التكفيري.

ومن اليمن إلى العراق إلى ليبيا وتونس والبحرين ولبنان وسوريا أصبح عندنا لائحة أولويات معقّدة، لكنّ وضع غزّة وفلسطين هو الأكثر تعقيداً وهو الطارئ الصّحّي على حالة صحّية صعبة تاريخياً ويفترض أن نعطيه الأولوية المطلقة من دون إهمال القضايا الأخرى. كما أنه لا يجوز لأحد أن يلعب بمصير الشعب الفلسطيني في غزّة حتّى لو كان هؤلاء اللاعبون يمثلون دولاً صديقة وشقيقة ويقرّرون سياستهم وفق حساباتهم الخاصة.
فبعض هذه الدول تدعم الشعب الفلسطيني ولا نشك في صدقها، كما تبذل مالا وسلاحاً تقدمه الى فئة محدّدة من هذا الشعب، لكن بتقديري أنّ قليلاً من المال والسّلاح يكفي شرط ألا يكون زبائنيّاً وأن يكون جزءاً من مشروع عربي اسلامي صديق، لترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية وعقلنة الانتفاضة الفلسطينية في السياسة والميدان، حتى لا نقع بما وقعت فيه الإنتفاضة الفلسطينية الثانية من عسكرة عامة، كان ثمرتها مجئ التّطرف الأقصى إلى الإدارة الصهيونيّة.

إنّ الشعب الفلسطيني في حالة عصيان مدني وبغض النّظر عن حاجته الى السلاح حالياً أو بعد أجل، فإنّ المطلوب هو أن يكون أكثر تنظيماً ووحدة للبقاء على السلاح السياسي. ونطلب من تركيا وإيران وجميع العالم الإسلامي أن يعملوا مع الشعب الفلسطيني من أجل القضيّة في مشروع عام لا في مشروع خاص مهما يكن مهماً أو استراتيجيّاً. ويبقى أن أي صاروخ يتبرّع به محبّ لفلسطين وغزّة الآن، يجب ألا تصيب شظاياه العملية السياسية فتزيد الإرباك والفوضى والتّمزّق، والمطلوب هو تفعيل منظمة التحرير وتحويلها إلى إطار جامع، وذلك بعدما أنجزت السلطة الوطنية في فلسطين شبكة علاقاتها الدولية في الأمم المتحدة رغم الصعوبات التي عانتها. لكنّ عناد الرئيس محمود عباس تجاوز العوائق من واشنطن إلى آخر الدنيا…

السابق
ألبير وماري رزق قضيا في الطائرة الماليزية
التالي
اقفال محال يشغلها سوريون في شتورا والمصنع وبر الياس