’خلطات شرعية’ للطلاب خلال الامتحانات

يقصد جزائريون كثيرون، لاسيما الامهات، ائمة مساجد، لطلب الدعاء و”الوصفات الشرعية”. ونجاح الابناء سبب جديد لطلب الرقية والسحر والشعوذة. وتلاقي هذه الممارسات رفضا، لاسيما من السلطات الدينية، بينما يدعو بعضهم الى التمييز ما بين السحر والشعوذة من جهة، والاثر النفسي الايجابي الذي تلقيه الادعية وقراءة القرآن في نفوس المضطربين من جهة اخرى.

بعدما كان شائعا ان يقصد الناس الشيوخ او العرافين لحل مشكلات الزواج والعمل والصحة، بات القلق من امتحانات البكالوريا في الجزائر سببا اضافيا رئيسيا لرواج هذه الاعمال. وكثيرا ما يرجع طلاب عدم نجاحهم الى التوتر الزائد او الخوف من عدم كفاية الوقت لانهاء الاجابة. ويقول رئيس المجلس الوطني لائمة المساجد الشيخ جمال غول ان التوتر قبل الامتحانات يدفع بامهات كثيرات الى طلب الرقية لابنائهن.
ويذهب الشيخ محمد زياني الى تقديم وصفات “شرعية” مستمدة من امهات الكتب والمراجع الاسلامية لطلاب البكالوريا، “تزيد التركيز اثناء الامتحان”، ومنها خلطات من “اللوز والزبيب والعسل والحبة السوداء والفستق” يأكلها الطالب قبل الامتحان، اضافة الى بعض الادعية. “عندما يأتون الينا، نقول لهم ان لا رقية للنجاح في البكالوريا. لكننا لا نتركهم يذهبون بلا توجيه”. من جهته، يقول غول: “كل ما في الامر هو أن بعض الأدعية قد تساعد الطلاب في مواجهة الفزع والخوف اثناء الامتحان. لكن ذلك لن يغني عن أن يدرسوا ويذاكروا”.
تكون الرقية، وفقا للتعاليم الاسلامية، بقراءة القرآن وبعض الادعية. ويضيف بعضهم القراءة على الماء او في الزيت. ثم يشرب طالب الرقية الماء او يغتسل به، او يشرب الزيت او يدهن الجسم به. ويوضح غول ان الناس يقدمون على ذلك عادة “لطلب الوقاية والشفاء من العين والسحر والامراض المعنوية”.
وفقا للشيخ رابح، يدّعي كثر ممن يقصدون الشيوخ او العرافين “انهم اصيبوا بمس من الجن”، بينما هم في الحقيقة يعانون مشكلات نفسية. “عندما نخبر بعضهم بذلك، لا يقتنعون ويتوجهون للبحث عن حل لدى المشعوذين”.
ينتشر المشعوذون في كل ارجاء البلاد، مدعين وجود علاقة بينهم وبين عالم الجن، وانهم قادرون على مساعدة الناس في الزواج وايجاد العمل. والجديد في هذا المجال هو طلب النجاح في البكالوريا. ويقول غول: “انها اكثر المطالب انتشارا” اليوم.
ينتقد وزير الشؤون الدينية السابق ابو عبد الله غلام الله ممارسة الرقية، معتبرا انها “نوع من الشعوذة والدجل الذي ينتشر في المجتمع الجاهل”. وكان اصدر تعليمات بمنع ممارسة الرقية في المساجد او المدارس الملحقة بها، في اجراء لم ينل رضى المشتغلين بالرقية الشرعية.
ويقول غول: “من صلاحيات الوزارة محاربة الشعوذة. لكن من مهمات الائمة مساعدة الناس عبر الرقية من دون مقابل مادي، لانهم موظفون ولهم رواتب شهرية” من السلطات، مقرا في الوقت نفسه بوجود “ائمة يطلبون اموالا لقراءة بعض الايات القرآنية على زجاجة ماء!”.

السابق
وجه الانتحاري يظهر في كاميرات المراقبة
التالي
وُلِدتُ في عائلة سنّية…