إعلان عن فرع لـ «داعش» يثير قلق في الأردن

أثار إعلان مريب لـ «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بثته وكالة الأنباء الألمانية أول من أمس، قلق العاصمة الأردنية عمان، بعد أن زعم شخص يدعى «أبو محمد البكر» أن الأردن «سيصبح جزءاً من الدولة الإسلامية الذي يريد التنظيم إقامتها»، معلناً إنشاء فرع لدى المملكة لتجنيد مقاتلين وإرسال أسلحة إلى العاملين في البلدان المجاورة، وعلى رأسها العراق. ولم يمضِ يوم واحد على هذا الإعلان، حتى ترأس العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ظهر أمس اجتماعاً لمجلس الوزراء، أكد خلاله اطلاع الأردن «على تطورات الأوضاع في المنطقة»، قائلاً في تصريح مقتضب بثته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) إن «الأردن قادر دوماً على اتخاذ الإجراءات التي تحمي شعبه وأمنه واستقراره». وكانت الوكالة الألمانية نقلت عن «أبو محمد البكر: قوله إن «الأردن جار العراق إلى الغرب، سيستخدم كمركز للخدمات اللوجيستية»، مؤكداً أنه لا يُعتزم شن هجمات على المملكة نفسها في الوقت الراهن. وأضاف أن «هدف الدولة هو إقامة الخلافة الإسلامية، سواء من خلال وسائل عسكرية أو غير عسكرية». وتابع: «بمرور الوقت، وبغض النظر عن أي مسار، فإن الأردن سيصبح جزءاً من الخلافة الإسلامية وفقاً لمشيئة الله».

لكن زعيم السلفيين الجهاديين في جنوب الأردن محمد الشلبي الشهير بـ«أبو سياف» نفى إنشاء فرع لتنظيم «الدولة» على الأرض الأردنية. وقال لـ«الحياة»: «لا يوجد نية إطلاقاً لافتتاح فرع لتنظيم الدولة داخل الأردن، لا لدعم المقاتلين الإسلاميين في دول الجوار، ولا لأي أسباب أخرى». وأردف: «ليس من مصلحة التنظيم توسيع دائرة المواجهة ونقلها إلى المملكة تحت أي مسوغ». وزاد: «ما ينشر من أخبار حول إنشاء فرع أردني لتنظيم الدولة الإسلامية يبعث على القلق (…) نخشى أن تؤدي هذه الأخبار والإشاعات إلى حملة اعتقالات جديدة في صفوف السلفيين الأردنيين». وكان التيار السلفي الأردني أعلن مراراً تدفق المئات من مقاتليه إلى سورية، وانخراطهم في المواجهات ضد قوات الرئيس بشار الأسد. وكشف التيار في آخر إحصائية له، أن هناك أكثر من ألفي مقاتل أردني يتوزعون على الكتائب التابعة لـ «جبهة النصرة» و «داعش». وتحاول الحكومة الأردنية منع هؤلاء من عبور الحدود للانضمام إلى المعارك، التي طال أمدها. واعتقلت السلطات مئات السلفيين قبل تمكنهم من الوصول إلى سورية، ويحاكم بعضهم الآن أمام محكمة أمن الدولة. وقال وزير الداخلية الأردني حسين المجالي خلال جلسة استماع أمام البرلمان أمس إن «حدود الأردن مع العراق وسورية، باتت بيئة مناسبة لتنامي التطرف. على المجتمع أن يساهم في محاربة الإرهاب بكل الوسائل الممكنة، حتى لا تجد الدولة نفسها مضطرة في المستقبل لمحاربته بقوة السلاح».

عسكرياً، تفقد رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن أمس واجهة الحدود الأردنية – العراقية، حيث «قام بجولة شملت عدداً من التشكيلات والوحدات العسكرية الموجودة على الحدود من مختلف الصنوف والمراقبات الأمامية» وفق بيان أصدره الجيش. وقال البيان إن «الزبن استمع إلى إيجازات عسكرية من القادة حول مختلف الأمور المتعلقة بواجبات ومهام هذه التشكيلات والوحدات، واطلع على مختلف الإجراءات المتخذة لحماية أمن الحدود، ومنع أية محاولات للتسلل والتهريب، أو أية محاولات من شأنها المساس بأمن المملكة ومواطنيها أو حرمة أراضيها».

السابق
ممنوع تناول الطعام في عبرا
التالي
الانباء: اتصالات غير مباشرة بين الأميركيين وحزب الله