الفراغ حبة، فلا تجعلوا منه قبة

الفراغ الرئاسي

آهٍ من الوسطية، إنها جبران الخوطر تضع رجلها الأولى في “البور”، والرجل الثانية تضعها في “الـفلاحة”. تقولُ عن كل إنسان في وجهه بأنه إبنٌ للصراط المستقيم، وعندما تنتهي زيارته إلى منازلها وفور خروجه مع عرض منكبيه من بوابة المنزل العريضة، تخمِّنُ قيمته بقيمة حذاء عتيق. أهكذا تبنى الأوطان؟! أبملء الفراغ بأسرع وقت ممكن لنأتي برئيسٍ قاضٍ للصلح، لسانه مخرز للكلام المعسول كلسان قاضٍ معزول، يهوى الترقيع عوضاً عن الكيّ، ويغُضُ الطرف عن من تسببت سياساتهم الاقتصادية بالافقار والتجويع والهجرة جاعلين المواطن الضحية يقضي لياليه بعينينٍ لا تغمضان وجفنين لا يرفان، وهو يغني “نسيت النوم وأحلامو”، بينما من أفقر وجوّع، يستمر بالكتابة على كل باب قصرٍ يشيّده، هذا من فضل ربي؟! لبنان يا سادة هزمت مقاومته الوطنية اللبنانية في العام 1982 العدو الصهيوني في بيروت، ثم أسقطت في العام 1984 إتفاقية 17 أيار 1983 مع الكيان الصهيوني. ومن العام 1987 حتى العام 2000 تمكنت المقاومة الاسلامية من دحر العدوّ الصهيوني بفضل عملياتها البطولية. وكان إغتيال العميل عقل هاشم الضربة التي هزت مسمار الاحتلال.

 

وفي العام 2006 حاول الاحتلال العودة لإحتلال جنوب لبنان، لكن وادي الحُجَير كان في المرصاد، وتمكن من رمي جماجم الغزاة في قعره، لذا لبنان الجريح بات لا يؤمنُ سوى بالثالوث البطولي الجيش والمقاومة والشعب، وعلاوة على ذلك يُخوّن المقاوم وكل من ينتسب إلى المقاومة ويحبّذها في الوطن والمهجر، من قبل كل من بارك خطوة تقديم أكواب الشاي لضباط وجنود الجيش الصهيوني في ثكنة مرجعيون عام 2006! إن الوسطية هي من تنجب رئيساً لا يفهم المواطن من خطابه سوى عبارة أيها اللبنانيون. عاش لبنان. أما الوسطيّ في قاموس فريق الرابع عشر من آذار هو الإنسان الذي يقول قوة لبنان في ضعفه، وكل إنسانٍ لا ينتقد مدح البطريرك الراعي للحديين المفاخرين بجنسيتهم الصهيونية! إن الوسطي بالنسبة لفريق الرابع عشر من آذار هو الانسان الذي يطالب بضرورة اسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، ليتولى الحكم عقبه ما يسمى بالجيش الحرّ.

 

المكوّن من اخوانِ مسلمي سورية وسلفيّيها المدعومين من تنظيم القاعدة الحائز على الدكتوراه في تشويه تعليم الاسلام، بدليل إعتباره جهاد النكاح الممثل الفعلي للعفّة والطهارة! عجيبٌ أمرُ فريق الرابع عشر من آذار، إذ يعتبر نفسه صناعة لبنانية اكسترا، وكوندوليزا رايس ترأست إجتماعاً له في عوكر! وجوزيف بايدن نائب أوباما ترأس إجتماعاً له في الحازمية قبيل نهار من الانتخابات النيابية عام 2009! وقد حضر فريق منه حفل تكريم جون بولتون! لقد سبق أن ذكرت في عدّة مقالات لي، بأن ولاية الفقيه لا حياة لها في الولادة في لبنان، لأن الدول الداعمة للمقاومة، دولٌ علمانية يسارية كالصين وروسيا وكوريا الشمالية ودول البريكس والقارة الاميركية اللاتينية بقيادة فنزويلا، وسورية. وقد سبق للرئيس الاسد أن صرّح في كانون الثاني 2010 لمحطة البي بي سي البريطانية قائلاً سورية لن تقبل بلبنان إلا دولة علمانية، فلبنان خاصرتنا الرخوة الطائفية يجب أن نقويّه بعلمنته. من هنا يا سادة يا من تصمّون آذانكم عن هذه الحقيقة إعلموا أن لا حياة في لبنان لولاية فقيه، أو لولاية مارمارون أو لولاية خلافة، إلا إذا كنتم مصرّون في الاستمرار على الانتساب إلى صفوف المنظومة الرأسمالية الامبريالية التي لا تعترف إلا بمستديرة تحكمها أحادية قطبها الهادفة إلى القضم والنهب والضم والفرز والبيع بالمزادات العلنية، والرافضة لوجود يسار، والساحقة لحقوق فقراء مهمشين.

 

إن الرئيس الذي يودّ أن يكون سيد القصر، يجب أن يمتلك تاريخاً داعماً للمقاومة الوطنية والاسلامية منذ نشأتها، وأن يكون داعماً لاقرار المادة 95 التي نصّ عليها الدستور والقاضية بتشكيل الهيئة الوطنية العليا لإلغاء الطائفية السياسية، وأن يعمل على إقرار قانون انتخابي برلماني عصري يعتمد لبنان دائرة واحدة على اساس النسبية .

السابق
أجمل رجل في العالم
التالي
الصحافة البرازيلية تشيد بأداء حارس مرمى المكسيك