ما بين الثانوي والجامعي… البحث عن الاختصاص المناسب!

 

ما ان يرتاح التلميذ الى اجتياز الامتحانات الرسمية في المرحلة الثانوية، حتى يواجهه تحدي اختيار التخصص المناسب، ويبدأ التنقل من جامعة الى أخرى للتقدم من امتحانات الدخول قبل فوات الأوان. فيما كان “نهار الشباب” يتبادل الآراء مع عينة من الشباب يستعدون لمرحلة ما بعد الشهادة الثانوية اذا مر استحقاقها على خير، تحدثوا عن مجالات يرغبون في التخصص بها. لم يكن انتقاء جنى يونس (17 عاما) مجال تخصصها في الجامعة سهلا، ظلت حائرة ومشتتة على مدار السنة، رغم انها افادت من مندوبي جامعات حضروا الى مدرستها. وهكذا تعرفت من كثب على مجالات التخصصات امامها، لاسيما المستحدثة منها، والتي تتلاءم وحاجة سوق العمل، “رسوت أخيرا على الـBanking&Finance”. لماذا هذا التخصص تحديداً من دون سواه تجيب: “ربما يكون الامر غريبا بعض الشيء، لأن الاختصاص غير جديد لكن اخترته عن اقتناع ومن دون تدخل عائلتي. هم يريدون مصلحتي لكنهم يحترمون ميولي ورغباتي، ولأن معظم مواد هذا التخصص لا تعتمد على الحفظ بقدر ما ترتكز على الاداء والمشاريع التطبيقية”.

 

تبين من حديثها انها “كول” ومتحمسة للجو الجديد لتكمل دراستها في جامعة سيدة اللويزة وتتخرج. “لست قلقة على مستقبلي، كون تخصصي مطلوباً كثيراً للعمل في الشركات والمصارف”. من المعالج النفساني، الى المدرسة الحربية، فالى استاذ رياضة هذا كان خيار آلان زغيب الاخير بعد ضياع دام اكثر من سنة. يقول زغيب عن دخوله مجال الرياضة “منذ الصغر لم اجد ذاتي الا في هذا الحقل، لأنني امارس الرياضة على انواعها من دون توقف حتى بعدما بترت رجلي”. ما اراح زغيب ان عائلته لم تضغط عليه للتخصص في مجال آخر، “مع العلم ان والدي كان يفضل ان اكون، او شقيقي، في المدرسة الحربية، الا انه ترك لنا القرار في اختيار ما نميل اليه ونبرع فيه”. لا يخفي زغيب انه اهتم قليلاً ببعض التخصصات الجديدة في الجامعات مثل هندسة البترول والعلاج الفيزيائي “لكنني لن أفرط في تخصص يلائمني اكثر”. اختار جامعة البلمند لمتابعة دراسته في الرياضة لمدة اربع سنوات، مع انه يحبذ الجامعة اللبنانية، لكن بُعد المسافة من مكان اقامته في كسروان الى اللبنانية فرع الحدت، حال دون التحاقه بها، على ما يقول.

 

يرى زغيب أن هذا المجال يفتح امامه آفاقاً عدة في سوق العمل، عدا عن مهنة التعليم في المدارس او الجامعات، آملاً ان يتمكن من ادارة ناد او محل خاص بأدوات الرياضة وملابسها، الى ان تسمح له الظروف بادارة شركة خاصة به. غالباً ما كان ذوو تريسي مونس (18 عاماً) والمحيطون بها يتطلعون الى مستقبلها الواعد اذا ما دخلت معترك الطب او الهندسة، باعتبار انها ذاهبة الى الجامعة من خلفية علوم الحياة وليس من الآداب. فكيف تعاملت مونس مع هذا الموضوع؟ “ادرك جيداً غيرة عائلتي على مستقبلي، لكن هذا لم يجعلهم يتشبثون برأيهم، خصوصاً انهم لاحظوا ميولي وانجذابي الى الحقوق. ومع الوقت تقبلوا فكرة ان ادرس المحاماة التي تناسب شخصيتي”. تأثرت مونس منذ صغرها بأقارب لها يمارسون هذه المهنة “واقدّر الطريقة التي يتعاملون بها مع الناس”. طموحها اكبر من نيل الاجازة وابعد من مستوى المحاماة، “على عكس كثيرين من المتخرجين اذ يكتفون بالشهادة، فحلمي ان انهي الدكتوراه واصبح قاضية”. وقد اختارت جامعة الروح القدس – الكسليك.

السابق
صدى تقدّم ’داعش’ يُعيد هاجس الخلايا النائمة
التالي
إحباط عملية إرهابية على مستشفيات الضاحية